اتهمت إحدي محاكم الاحتلال أمس الحاخام الأكبر السابق بقشي دورون بالتزوير لضلوعه في إصدار أكثر من ألف شهادة تخرج دينية لجنود من الشرطة والجيش الإسرائيليين تفيد تخرجهم من أحد المعاهد الدينية لتأهيلهم للحاخامية حصلوا بموجبها علي علاوات تقدر بملايين الشيكلات وهي المرة الأولي التي تقدم فيها لائحة اتهام ضد حاخام أكبر سابق. محامو دورون أعربوا عن أسفهم لتغيير النيابة العامة موقفها بتقديم لائحة الاتهام ضد موكلهم بعد أن أبلغته بأنها تنوي إغلاق ملف التحقيق. قد يكون خبر اتهام الحاخام الإسرائيلي جديدا, إلا أن الأمر لا يحمل أي جديد, فإسرائيل نفسها ككيان احتلال قامت علي تزوير التاريخ والجغرافيا والدين. الفساد يزكم الأنوف في مستويات الإدارة العليا للدولة العبرية.. عشش في كل أركانها وطال رؤساء الكيان ورؤساء حكومات وقيادات عسكرية وزعامات دينية. الرئيس السابق موشيه كاتساف استقال بعد ثبوت تهمة التحرش الجنسي ضده, رئيس الوزراء السابق أرييل شارون الذي طاله التعفن وهو علي قيد الحياة ولايزال في غيبوبة منذ10 سنوات اتهم بالفساد المالي والتربح من وراء منصبه. خليفته المتطرف إيهود أولمرت أيضا خرج من السلطة بفضيحة مالية. وزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان أجبر علي الاستقالة بعد إدانته بالفساد والحصول علي أموال بطرق غير مشروعة وتلقي الرشا. وزير المالية الإسرائيلي السابق إفراهام هيرشسون يقضي عقوبة السجن5 سنوات و5 أشهر منذ2009 بسبب استيلائه علي أكثر من نصف مليون دولار من نقابة عمالية كان يرأسها قبل أن توليه الوزارة. الوزير السابق شلومو بنيزري عضو حزب شاس المتطرف أيضا نفذ حكما بالسجن4 سنوات لتلقيه رشوة, وأفرج عنه في مارس الماضي. قائمة الفاسدين في هذا الكيان أطول من أن يضمها مقال واحد. فإسرائيل كلها تفتقد لأبسط القيم الأخلاقية. جنود جيش الاحتلال أنفسهم قد يبيع أحدهم سلاحه الذي هو شرفه العسكري مقابل المال.. لأنه يعرف أنه سيتسلم سلاحا غيره من دون مساءلة. ليس غريبا علي حاخام إسرائيلي في هذه الأجواء أن يزور أوراقا رسمية إذا كان المقابل مشاركة الجنود في علاواتهم غير المستحقة. ربما يكون الخبر الغريب ظهور مسئول أو مواطن إسرائيلي واحد لم يتورط في واقعة فساد.. وقتها قد تقوم الساعة.