شكاوى جماعية وركود سياحي وتغيير للمهنة وغلق فنادق ومحلات وتسريح عمال ، أصبح حال السياحة في جنوبسيناء خاصة شرم الشيخ والعاملين بها وملاك المحال والمطاعم بالمدينة، بعد أن شهدت الحركة السياحية بعد ثورة 25 يناير ركوداً سياحياً غير مسبوق. فلم تشبع الأفواج السياحية المحدودة التي تزور شرم الشيخ، رغبات أصحاب المحال في رؤية ما كانت عليه المدينة سياحيا قبل الثورة، مؤكدين أن الحركة السياحية بعد الثورة لم تصل إلى 50%. وفى مشهد لم يكن متواجدا بشرم الشيخ من قبل هناك عدد من المحلات والفنادق تم إغلاقها، وجاء تبرير ذلك وفقا لأصحاب المحال الموجودة بشرم الشيخ ومنهم محمود عبد العزيز صقر, والذي اغلق الكوفي شوب الخاص به، أن السوق التجاري الموجود به محله مات نهائيا, وقام بعرض محله للبيع, لعدم قدرته على سداد الإيجار نظرا للتوقف السياحي. وأكد «محمود» أن دخل الكوفي شوب قبل الثورة بعد تصفية الإيجارات ورواتب العمال والالتزامات كان متوسطه ما بين أربع وخمس آلاف جنيه, وبعد الثورة تم إدانة الكوفي وبيع معظم أدواته لتسديد ديون المكان, لافتا أن الكوفي كان فاتحا لأكثر من أربع بيوت تم إغلاقها. وقال حسام أحمد الشهير ب «تيتو» صاحب مرسم: «لم أستطع أن أسدد الإيجار منذ شهرين وقيمته الشهرية 2000 جنيه ومثلهم إيجار السكن فضلا عن المصاريف الشخصية». وأكد «تيتو» أن دخل المرسم قبل الثورة كان يتعدى 5 آلاف جنيه وبعد الثورة أصبح دخله لا يكفي المصاريف الشخصية. وأجمع «تيتو» و«محمود» أن السبب الرئيسي في غلق 90% من محلات شرم الشيخ أن السائح يأتي بحوالي 500 دولار لمدة أسبوع شامل المأكل والمشرب والمواصلات ويمكث السائح طوال الاجازة داخل الفندق, ومن ثم المستفيد الوحيد هو الشركات الموردة. وناشد «تيتو» و«محمود» المسئولين بضرورة تحسين صورة العاملين في قطاع السياحة, وأوضحا أن الشركات التي تدير السياحة تستقبل السائحين من الجنسيات المختلفة وتقوم بتشويه صورة العاملين في البازارات والمحلات بهدف الاستحواذ على السائح. وطالبا بضرورة إنشاء جمعية ولتكن تحت مسمى «أصدقاء السائح» وتكون مهامها معاونة السائح منذ قدومه حتى مغادرته. وفي سياق متصل أكد محمود عبد الرازق صاحب مكتب رحلات سفاري أن نسبة الاشغالات الفندقية في شرم لا تتعدى 35 %. مشيرا إلي أن الوضع الحالي في حاجة ماسة وملحة لتدخل فوري من قبل المسئولين لوضع حل لهذه الأزمة. وأكد رضا فتحي، يعمل شيف منذ 18 عاما , أنه قبل الثورة بثلاثة شهور والوضع السياحي في النازل , مشيرا إلي أنه في عام 2008 الجميع كان يسعى لتحقيق 24 مليون سائح حتى عام 2014 وللأسف لم نكمل المسار الذي كنا نسير عليه, لعدة اسباب على رأسها عدم الاستقرار السياسي الذي شهدته البلاد. وأضاف ماهر يحيى «شيف» أنه بجانب عدم الاستقرار السياسي, تسبب تشويه الإعلام الخارجي لصورة الوضع في مصر في تفاقم الأزمة. وأجمع «رضا» و«ماهر» أن الوضع السياحي الحالي بشرم الشيخ افضل بكثير من الوضع منذ ست شهور. وأكدا أن شرم الشيخ لديها من المقومات ما يجعلها تنافس وتقوم في أي وقت ومنها البنية الأساسية والعمالة المؤهلة , والتي يجب أن نحافظ عليها حتى لا تتجه لمهن أخرى. من ناحية أخرى قال أحمد بدوي الخبير السياحي: «بلا شك نحن أمام أصعب أزمة في تاريخ السياحة المصرية. ومن يعرف الواقع المؤلم الذى تعانى منه السياحة الآن يتألم حزنا وحسرة على أحوال هذا القطاع الذى يعد أحد المصادر الكبرى لتوفير فرص العمل لشباب مصر وتوفير العملات الصعبة للاقتصاد القومي ناهيك عن مساهمته في خطة التنمية الشاملة بشكل عام». الأرقام أو الواقع المؤلم يقول إن نسبة الاشغال فى فنادق شرم الشيخ كلها لا تغطى تكلفة تشغيل أي فندق أو حتى دفع رواتب الموظفين. الواقع المؤلم للسياحة المصرية الجريحة أو المريضة والفنادق والمحلات والشواطئ التي يكسوها الحزن في كل مكان بعد أن كانت تضج بالسياح والأضواء والحفلات والحياة. وأشار «بدوي» إلي أن الفنادق حاليا بدأ الكثير منها خلال الأشهر الماضية تغلق أبوابه تماما لعدم وجود سياح. مضيفا أن عشرات الفنادق حاليا مغلقة ولا تستقبل السياح وأن أصحابها فضلوا ذلك لأن نسب الاشغال ضعيفة ولا يكفى الايراد تكلفة التشغيل والمرتبات. كما أضاف أن هناك فنادق صغرى يطرحها حاليا أصحابها للبيع بسبب مشكلات في سداد القروض من البنوك وتعثر حركة السياحة الوافدة وصعوبة التشغيل في ظل هذه الأوضاع. وزيادة على ذلك أن كثيرا من الفنادق قامت بالفعل بتسريح عدد كبير من العمالة «المدربة» لديها لعجزها عن سداد المرتبات. وكان آخرها فندق أربع نجوم. وتابع «بدوي»: «نحن نقول إن انقاذ الموقف يتطلب فعلا تدخلا عاجلا من الحكومة في إطار خطتها التي أعلنت عنها لتحريك الاقتصاد المصري». وأكد «بدوي» أن وزير السياحة هشام زعزوع بكل خبرته السياحية يستطيع أن يلبى استغاثة أهل هذا القطاع, ولكنه في حاجة إلى مساندة فعلية من المحافظة وأن تقوم بتشكيل لجنة فورا لبحث مشاكل المتعثرين, ورصد صورة حقيقية للوضع وخاصة الفنادق الصغرى والمحلات وأصحاب الشواطئ, وبحث إمكانية وقوفهم على أقدامهم من جديد, لأن الفنادق الكبرى العالمية لديها من يدعمها ولا توجد لديها مشاكل.