هل حبس الزميل حمادة سعيد مدير مكتب الأهرام هو باكورة لمادة حبس الصحفيين والإعلاميين بالدستور؟، هل حبسه يعد مؤشرا لمستقبل حرية التعبير فى مصر بعد أن سلمت نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحفيين رقاب الصحفيين للحكومة؟، هل هذه هى بشاير تسليم المجلس والنقابة للصحفيين تسليم مفتاح للأجهزة؟. منذ يومين نشرت المواقع الخبرية خبرا عن القبض على حمادة سعيد مدير مكتب الأهرام بأسيوط، لماذا؟، لا نعرف، فى اليوم التالى (الاثنين الماضى)، نشر الخبر التالى فى موقع اليوم السابع وموقع بوابة الأهرام، وحسب صياغة بوابة الأهرام: «قررت نيابة شمال أسيوط الكلية (اليوم الاثنين) حبس الزميل الصحفى حمادة سعيد، مدير مكتب الأهرام بأسيوط 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن وجهت له النيابة تهم الانضمام لجماعة تهدد استقرار الوطن وتنظيم وقيادة مظاهرات ونشر أخبار كاذبة. جاء ذلك على خلفية صدور قرار بضبطه وإحضاره من النيابة العامة بالأمس، على خلفية نشره خبرًا صحفيًا وصفته مديرية الأمن –مقدمة البلاغ- بالكاذب فى عدد جريدة الأهرام الصادر يوم السبت الماضي، وتم إلقاء القبض على الزميل أثناء خروجه من ديوان عام المحافظة بعد الثالثة من عصر أمس». الخبر هنا يؤكد أن أجهزة الأمن قامت بالقبض على مدير مكتب الأهرام لسببين: الأول: انضمامه لجماعة تهدد استقرار الوطن وتنظيم (الجماعة) وقيادة مظاهرات الثانى: نشر أخبار كاذبة. مديرية أمن أسيوط حسب نص الخبر هى التى تقدمت بالبلاغ للنيابة، واتهمت فيه الزميل بنشر خبر كاذب، موقع بوابة الأهرام ذكر أن الخبر نشر يوم السبت الماضى (7 ديسمبر 2013). عندما عدت لعدد يوم السبت اتضح أن الخبر المنشور ليس للزميل حمادة سعيد بل للزميل أسامة صديق زميله بمكتب الأهرام بأسيوط، وقد جاء فى 28 كلمة تحت خبر يجمع عدة محافظات بعنوان: «الأمن يمنع الإخوان من تنظيم مظاهرات بالمحافظات»، وجاء فى الخبر عن أسيوط: فرقت قوات الأمن المئات من جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم فى 3 مسيرات بمحافظة أسيوط جابت الشوارع الرئيسية للمدن، ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعار رابعة ورددوا هتافات ضد الجيش والحكومة. اتصلت ببعض الزملاء فى جريدة الأهرام لكى أقف على حقيقة الموضوع، واكتشفت أن من اتصلت بهم لا يعلمون شيئا عن الواقعة وبعضهم لا يعرف زميله، وبعد أن فشلت فى الوصول إلى أحد الزملاء فى الأهرام ملما بالواقعة والزميل، اتصلت بالزميل الشاب حمادة بكر نائب رئيس قسم المحافظات بجريدة الوفد، وبدوره اتصل بالزميل محمد ممدوح مراسل الوفد فى أسيوط، وأكد له أن الخبر نشر فى عدد السبت 30 نوفمبر وليس 7 ديسمبر، وقيل إن مدير الأمن حذره من قبل، وأشار إلى أنه عضو بجماعة الإخوان. عدت إلى أرشيف جريدة الأهرام الالكترونى وعثرت على الخبر، وكان ضمن تقرير مجمع يغطى مظاهرات الإخوان فى المحافظات تحت عنوان: ومظاهرات المحافظات تصطدم بالأهالي، وجاء فى 76 كلمة، ونص على التالى: أسيوط: حمادة السعيد.. خرج المئات من جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم فى 3 مسيرات، الأولى فى مدينة أسيوط فى مظاهرتين بمدينة القوصية وديروط فى الجمعة التى أطلقوا عليها «القصاص قادم» حيث جابت المسيرات الشوارع الرئيسية للمدن، ورفع المتظاهرون لافتات ضخمة تحمل شعار رابعة ورددوا هتافات ضد الجيش والحكومة الحالية. من جانبها كثفت قوات الأمن من تواجدها فى محيط التظاهرات للحيلولة دون اندساس أى من العناصر التخريبية وسط المتظاهرين للقيام بتنفيذ أية أعمال شغب ربما تؤثر على السلم العام وأمن المواطنين». والخبر فى مجمله لا يختلف كثيرا عن الخبر الذى نشر لزميله أسامة صديق فى السبت التالي، حيث أشار لثلاث مظاهرات فى المدن الرئيسية، وصديق قدر المتظاهرون بالمئات وحمادة قدرهم بالمئات. إذن ما هو الفرق بين الخبرين؟، ولماذا اعتقل حمادة وترك صديق؟، وهل ألقى القبض على حمادة لأنه عضو فى جماعة الإخوان أم لأن الخبر كاذب؟، وهل أجهزة الأمن سوف تقبض على جميع أعضاء الجماعة؟، ومنذ متى يلقى القبض على صحفى أو إعلامى لنشره خبرا كاذبا؟، ومنذ متى مديريات الأمن تتقدم ببلاغات ضد الصحفيين والإعلاميين؟، حبس الزميل حمادة سعيد يحتاج إلى تفسير أمنى وقانونى، وبالطبع نقابة الصحفيين التى دسترت تقييد الحريات وحبس الصحفيين لن تتحرك، لذا أطالب الزملاء فى جريدة الأهرام بأن يساندوا زميلهم ويشكلوا وفدا من كبار الصحفيين مع المستشار القانونى للأهرام ويغادروا إلى أسيوط ولا يعودوا سوى بعد الإفراج عنه.