مغامرة جديدة يخوضها الفنان الشاب خالد أبوالنجا بفيلمه الجديد «ڤيلا 69» الذي يجسد خلاله شخصية رجل عجوز في السبعين من عمره وهي شخصية أعادت اكتشافه من جديد ينتظر أبوالنجا ردود الفعل حول العمل جماهيريا خاصة وأنه احتفل بحصوله علي جائزة أفضل ممثل في الدورة الأخيرة من مهرجان أبوظبي الشهر الماضي كما مثل مصر في الدورة السادسة من بانوراما الفيلم الأوروبي. عبر أبوالنجا عن سعادته بتحديد موعد عرض فيلمه «ڤيلا 69» جماهيريا خلال أيام بعد عرضه في الدورة السادسة من مهرجان الفيلم الأوروبي وقال إن العمل تجربة «مجنونة» مختلفة في إخراجها وتنفيذها وهذا ما جذبني إليه، وعرضه في العديد من المهرجانات هو شرف لي يؤكد أن اختياري كان صحيحا. كما اعتبره مغامرة بعرضه جماهيريا ولكني أراهن أنه سيغير ذوق الجمهور في هذه النوعية من الأفلام حتي لو كان الوضع السياسي مرتبكا الآن ولن يجمع إيرادات إلا أنني أعتبره محاولة لإنقاذ السينما في هذا التوقيت. وعن الصعوبات التي واجهها لتجسيد شخصية حسين العجوز قال: أنا ممثل أجسد أي عمل مهما كان، المهم أن أستطيع أن أقدمه بشكل جيد وبمصداقية يشعر الجمهور أنه يشاهد عملا محترما وأنا تعاملت مع شخصية العجوز مثل كل شخصية قدمتها في حياتي، فقط احتجت الي تكنيك خاص في الماكياج لأظهر بهذا الشكل، وأعتقد أن الزمن وضح علي معالم حسين فهو رجل يبحث عن معني جديد للحياة وهو ينتظر الموت، فهي فلسفة خاصة جعلت الصعوبة الحقيقية فيه الحديث بلغة المشاعر التي نفتقدها الآن. وعن مشاركته في الإنتاج قال: هناك بعض الأفكار التي لا يقبلها المنتجون تجاريا بحجة أنها لا تجمع إيرادات بالشكل الذي يريدونه وبالتالي إذا أعجبتني فكرة فأنا أغامر بإنتاجها والمشاركة فيها بأي شكل لخروجها للنور، وأنا فعلتها من قبل في أفلام «هليوبوليس» و«ميكروفون» و«لا نجوم في سماء القاهرة» وهذه الأعمال كانت أفكارها متميزة وشهدت ميلاد مخرجين وأبطال ومؤلفين لم يكونوا سيظهرون لو لم يفكر واحد مثلي في هذه المغامرة، فأنا أتعامل مع العمل الفني كشركة لابد أن يحاول الجميع إنجاحها بأي شكل لأن نجاحها سيعم علي الجميع، لذا عندما قررت مع شريكي محمد حفظي خروج هذا العمل للنور كان من هذا المنطلق وبالفعل كل الأفلام التي شاركت في إنتاجها نجحت علي مستوي المهرجانات وحصلت عنها علي العديد من الجوائز سواء الشخصية كأفضل ممثل أو الإنتاجية. وعن عمله مع المخرجة آيتن أمين في أولي تجاربها الروائية قال أبوالنجا: كل إبداع جديد يقدم شيئا جديدا جميلا، وآيتن أمين مخرجة معروفة بقدراتها الفنية العالية وحازت علي العديد من الجوائز عن مشاركتها في الأفلام المستقلة والقصيرة، وأعتقد أن السينما اكتسبت مخرجة متميزة، وفي كل عمل شاركت فيه كان اختيار المخرج والمؤلف مهما كانوا ليس لهم اسم في السينما التجارية أهم بكثير من أي شيء وأعتقد أن سر نجاح هذه الأعمال محاولة الجميع أن يقدم أفضل ما لديه. وعن فوزه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان أبوظبي قال: إن هذه الجائزة أكدت لي أن اختياري كان صحيحا وأن الشخصية لم تنجح فقط في عقلي أو من وجهة نظري لكنها حققت نجاحا في مهرجان عربي كبير مثل أبوظبي السينمائى وشعرت بأن مجهودي في إخفاء شخصية حسين عن الأنظار جاء بنتيجة وأيضا حصل الفيلم علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وهذه الجائزة تعني إشادة من النقاد بالفيلم بشكل واضح وهذا نجاح خاص من وجهة نظري لمخرجة في أول أعمالها الروائية الطويلة ولنا كفنانين في تجربة مغامرة. وعن فكرة نجاح الأفلام المستقلة في السوق المصرية قال «أبوالنجا»: لابد من الاعتراف بأن السينما المستقلة ليست موجهة للجمهور العادي ولا تلقي دائما النجاح المتوقع منها لكنها شئنا أم أبينا أصبحت تأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام وأصبح الموزعون لا يتخوفون من عرضها في قاعات العرض الخاصة بهم خاصة في ظل الحالة الراكدة للأفلام.. وأعتقد أن الميزانية المنخفضة لهذه الأفلام مع فكرتها الجديدة والواقعية التي تتميز بها هذه الأفلام ستكون وسيلة البقاء الأكبر لها في المستقبل بحيث تخرج من حيز عرضها من المراكز الثقافية لقاعات العرض السينمائية. وعن آخر أعماله قال: أنتظر عرض فيلم «عيون الحرامية» وهي تجربة مختلفة أيضا في حياتي الفنية، حيث تدور أحداث الفيلم عن القضية الفلسسطينية من خلال شخصية طارق الذي يعاني من فقدان ابنه منذ 10 سنوات ويرصد العمل المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في عبور الحدود. واختتم «أبوالنجا» حديثه بأن العمل الجيد دائما هو الأبقي والشخصية الصعبة هي الأنجح في ذاكرة الجمهور، ومشاركتي في أي عمل سينمائي أو درامي تتوقف فقط علي ما يضفيه هذا العمل لي كفنان لذلك أتمهل في اختياراتي لتقديم أعمال تحقق رد فعل جيدا مع الجمهور.