فشل أنظمة الحكم التى تعاقبت قبل 25 يناير و30 يونيه يرجع الى عدم اتخاذ أي منهم قراراً ثورياً حتى الآن لصالح الشعب المصرى. . وأعنى العدالة الاجتماعية.. فرغم أن اليومين اللذين شهدا أكبر خروج للشعب المصرى فى تاريخ ثوراته على مدى التاريخ كانا هذين اليومين.. ورغم مرور ثلاث سنوات على يوم 25 لم يشعر المواطن البسيط بأنه قد نال اهتماماً او رعاية او اولوية فى جدول اعمال هذين اليومين إلا شعارا فقط.. فلو اتحذ اى نظام حكم قرارا ثوريا بعد تعطيل دستوري 71 و 2012 بمصادرة مئات الآلاف من الافدنة التى تم الاستيلاء عليها بالفساد والاحتكار خلال ثلاثين عاماً.. والتى رهنت على سبيل التسقيع.. ووزعت على أشد الناس فقرا من الفلاحين وخريجى المؤهلات الزراعية.. من خلال بيانات التضامن الاجتماعى مع تكليف الصندوق الاجتماعى بدعم هؤلاء حتى يستطيعوا الانتاج والمشاركة والمساهمة فى بناء أنفسهم والوطن.. لكانت هناك ثورة بحق.. لو صودرت الاموال التى اغتصبت فعلا وليس افتراء لصالح أسر التضامن الاجتماعى الذين لم يحصلوا على أراض لكانت هناك ثورة.. لو كان هناك قرار ثورى بوضع السجون واقسام حجز الشرطة تحت رقابة العدالة فعليا وليس شكليا احتراماً لآدمية المسجون كإنسان ومواطن يجب اصلاحه لكانت هناك ثورة.. لو وضعت خطة استراتيجية لمحاربة الفقر ووضع الحلول الفعلية والتدريجية للنهوض بهؤلاء حتى نفتح لهم الطريق للعمل والمشاركة كحق أصيل لهم اغتصب يوم صمتت الانظمة المتعاقبة عن حماية حقوقهم كمواطنين أحق بالرعاية .. وأولية اهتماماتها.. ولكن الجميع شارك فى افقارهم سواء كانت أنظمة فاسدة.. أو أجهزة متواطئة.. أو مؤسسات برلمانية خاضعة.. الكل شارك فى افقارهم وإضعافهم.. والجميع شارك بالمتاجرة بها.. الثورات التى لا تنحاز ولا تترجم انحيازها فعليا الى الفقراء من شعبها هى بصمة عار فى جبين الامة .. أتعجب من ثورات تأتى بالفاسدين لمقاعد الحكم!! أتعجب من بثورات تحول رموز ثوارها الى ابواق للاستبداد!! أتعجب من ثورات تأتى لتسرق جهد ثوارها وشهدائها ومصابيها!! أتعجب من ثورات تجعل ممن كانوا يوما لهم فى الاجرام والبلطجة تاريخ والظلم والاستبداد والفساد والاحتكار عناوين لها ومتحدثين باسمها.. عندما قام الجيش بحركته فى 52 بقيادة محمد نجيب وجمال عبدالناصر لم تكن ثورة ولكن الحق يقال إنها تحولت الى ثورة لأنها انحازت حقا وفعلا الى العدالة الاجتماعية.. ومهما بلغ خلافك وربما اشاركك فى رفض كل الانتهاكات التى وقعت لكنها انحازت بالفعل الى العدالة الاجتماعية .. ولذلك فإن الشعب المصرى هو الجمعية العمومية لهذا الوطن فلا ينتظر أن يأتى نظام ليعطيه حقه أو مجموعة من أصحاب المصالح لتتاجر بألامه وآماله او يستمع الى شعارات كاذبة وفارغة المضمون ممن يجيدون معرفة من أين تؤكل الكتف.. عشت أياماً سوداء فى برلمان وجدت فيه أن اكثر من يتآمر على الشعب هو من اختارهم ليمثلوه.. كنت أسرد فى عشرات الاستجوابات خلال عشر سنوات جرائم الفقر والمرض والفساد والبطالة والجوع والقهر والاستبداد وتصدير الغاز الى الاعداء وأجد بطانة السوء والضلال ممن انتخبهم الشعب يطبلون ويصفقون لأكبر عصابة لصوص قهرا فى تاريخ مصر.. لم أحزن فى يوم من تلك البطانة السيئة ولكن كنت احزن من بعض الدوائر التى تسىء الاختيار وكنت اقول كيف بدوائر تختار جلاديها ومن افسدوا فى الارض.. الوضع الآن لم يختلف عن قبل 25 أو 30 يونيه، واذا كنا نظرنا الى ان هذا يحدث كمصر الوطن، فإن الأمر لايختلف كثيراً عندما تشاهد هذا يطبق فى اى مؤسسة فى الوقت الحالى، ولذلك فإن الشعب المصرى مطلوب منه أن يعرف جيدا حقوقه ولا ينتظر من يعرفه لها، والا ينتظر من الخارج سندا أو عونا فلن يكون لك الغرب يوما عونا ولن يكون لك الشرق يوما سنداً.. فلم ولن يخرج من هناك دولار ولا روبل الا بمخطط وهدف.. ولم تنشأ (CIA) غربا و (KGB) شرقا من أجل عيوننا ولا فقرنا.. ولا تنتظر من أنظمة القمع والفساد احتراما لعرف او قانون او دستور، اذا نام الشعب عن حقه أو انتابته الغفله ولو لحظة.. فكم من دساتير سطرت وكم من قوانين شرعت ولكن كانت مجرد حبر على ورق ان نام الشعب يوماً.