بدأت القوى الكبرى وايران أمس يوما ثالثا من المفاوضات الشاقة لانتزاع تسوية حول البرنامج النووي الايراني بينما ما زالت نقاط الخلاف قائمة حول القضايا الاكثر حساسية. وبعد يوم من المفاوضات المكثفة أمس الأول، قال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي انه لم يتحقق تقدم حول نقاط الخلاف التي لم يحددها، الا انه اضاف اذا حصل تقدم واذا اقتربت المفاوضات من اتفاق، فيمكن لوزراء الخارجية «لدول مجموعة 5+1» المساعدة على التوصل الى اتفاق. وقال دبلوماسي اوروبي «حققنا تقدما بما في ذلك في المضمون. هناك عدد اقل من النقاط التي يجب حلها وان كانت تلك الباقية هي الاصعب». ورحب مايكل مان الناطق باسم أشتون بالاجواء الجيدة جدا بين المفاوضين وتحدث عن مفاوضات مكثفة وجوهرية ومفصلة. وتتناول المفاوضات نصا تم الاتفاق عليه في التاسع من نوفمبر في جولة سابقة من المحادثات في جنيف انتهت بلا اتفاق. وينص مشروع اتفاق مؤقت لستة اشهر ويمكن تمديده وفق مصدر غربي، على وضع حدود للبرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف محدود في العقوبات المفروضة على طهران. ولم تعرف تفاصيل المشروع، لكن مايكل مان اورد ان الجميع يعلمون ما هي الرهانات الاساسية. وذكر خصوصا مسألة تخصيب اليورانيوم التي يعتبرها الايرانيون حقا ويرفضه الغربيون الذين يتهمون طهران بالسعي الى حيازة سلاح نووي. وكان عراقجي صرح من قبل بأن مبدأ التخصيب غير قابل للتفاوض لكن يمكن مناقشة الحجم والمستوى والمكان، ما يبقي الباب مفتوحا امام تسوية. وتتعلق احدى ابرز نقاط التفاوض بمصير مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة والذي قد يتيح لها سريعا بلوغ نسبة 90 في المائة التي تمهد للحصول على السلاح النووي. وقال المحلل علي واعظ الخبير في الشئون الايرانية في مجموعة الازمات الدولية «ليست هناك عقبات لا يمكن تجاوزها، وخصوصا حول مسألة الحق في تخصيب اليورانيوم». واضاف المحلل الموجود حاليا في جنيف ان المفاوضين سيجدون صيغة مبهمة بدرجة كافية للسماح لكل طرف بالعودة الى بلده مرفوع الرأس. واضاف ان التصريحات المتشددة التي صدرت عن الاطراف منذ بدء المفاوضات هي جزء من التفاوض. فعندما تكون الاطراف قريبة من اتفاق، تحاول الحصول على اكبر قدر ممكن من النقاط لصالحها. وتابع ان المسألة الحقيقية هي الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي الايراني.