لماذا أحالت لجنة الخمسين تحديد النظام الانتخابي إلي الرئيس عدلي منصور؟!.. لماذا لم تبت اللجنة في نظام الانتخابات؟!.. وما هي الأسباب والدوافع التي جعلت اللجنة تقدم علي هذه الخطوة؟!. نعلم ان هناك خلافاً شديداً حدث بين أعضاء الخمسين بشأن تحديد النظام الانتخابي، ونعلم أيضاً أن اللجنة عجزت تماماً عن ايجاد حل لهذا الخلاف مما دفعها إلي أن تأخذ برأي محمود بدر عضو اللجنة بإحالة الأمر برمته إلي رئيس الجمهورية.. صحيح ان الأمر يسمح بذلك لكن هل يجوز لأعضاء الخمسين أن تصدر المشكلة برمتها إلي الرئيس، وقد يأخذ اتجاهاً لا تميل إليه اللجنة، وبذلك ينفرط أو يضيع رأي اللجنة المكلفة بوضع أو تعديل الدستور.. وكان الأجدر باللجنة أن يتسع صدرها لهذه المشكلة وتأخذ فيها رأياً توافقياً. تحديد النظام الانتخابي هو ما ينتظره المصريون بفارغ الصبر، والجميع في الشارع يسأل هل سيكون فردياً أم بالقائمة أم بهما معاً.. أم بالقائمة النسبية المفتوحة.. أهم ما ينتظره الناس هو تحديد النظام الانتخابي، وفجأة تخلت لجنة الخمسين عن رغبة الشعب وأحالت الأمر إلي الرئيس.. دور الخمسين أن تضع التعديلات الدستورية، ولا تترك شيئاً إلا وقد بتت فيه وحسمته، ورغم الجهد المبذول من الخمسين ولا أحد ينكر ذلك أبداً ورغم الظروف الصعبة التي تعمل فيها الخمسين وظروف سياسية شديدة التعقيد وحولها الجماعات الإرهابية التي تمارس ترويعاً وحصد أرواح المصريين.. لكن يبقي علي الخمسين رغم كل هذه الظروف أن تكون قد اتخذت مواقف أكثر جدية بشأن النظام الانتخابي. الذي حدث أن الخمسين قد هربت من تحديد النظام الانتخابي، وكان من الممكن أن تكون القضية بالنسبة لها أسهل لو انها أبقت علي مجلس الشوري باختصاصات تشريعية، بمعني أن يكون في مصر نظام الغرفتين، نواب وشيوخ، وتقوم بتحديد نظام الانتخابات بالفردي لغرفة وبالقائمة للغرفة الثانية لكن الخمسين صدرت لغماً إلي الرئيس عندما قررت الغاء الشوري والعمل بنظام الغرفة الواحدة، وبذلك يكون الرئيس أمام مشكلة عويصة وهي هل سيتم اجراء الانتخابات بالفردي أم القائمة.. ولا أحد ينكر أن الانتخابات في مصر تتم بنظام العصبيات والقبلية وبذلك يكون الأفضل لها هو الفردي، وفي المقابل سيكون ذلك بمثابة أذي شديد للأحزاب السياسية ويحرمها من التمثيل في البرلمان.. الرئيس إذن أمام لغم شديد يحتاج إلي حسم مهم بشأن نظام الانتخابات. لو أن الخمسين أخذت بنظام الغرفتين لكان هذا هو الأفضل والأجدي ويتمشي مع طبيعة المصريين، ويتم بسهولة تحديد النظام الانتخابي، فلو غرفة تم اجراء الانتخاب بها بالنظام الفردي وأخري بالقائمة، هنا نضمن رقابة شديدة علي البرلمان وعدم استحواذ فصيل عليه، لأن استحواذ تيار معين يعني انفراده بتشكيل الحكومة القادمة، ولا يستطيع فصيل بعينه ولا تيار بذاته يستطيع حكم البلاد.. فمصر تحتاج إلي كل سواعد أبنائها في هذه المرحلة لنضمن العبور بالبلاد إلي بر الأمان واستعادة الريادة الإقليمية في الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة. ومازلت عند الرأي بضرورة أن تعيد الخمسين موقفها بضرورة الأخذ بنظام الغرفتين واجراء الانتخابات بالنظام الفردي والقائمة، واحد لغرفة والثاني للغرفة الثانية، وبما أن الرئيس أصبح في ملعبه الأمر فلابد أن يراعي هذه الظروف وهو رجل قضاء ولديه من الغطنة ما يمكنه من تلافي هذه الآثار السلبية التي صدرتها إليه لجنة الخمسين. Wagdy