لقد ذاق المصريون علي يد الحزب الوطني الحاكم الفاسد المفسد المنحل، ذاقوا الهوان والظلم والقهر والفقر والمرض وضياع مستقبل ابنائهم لسنوات طوال، واخيراً قامت ثورة الشعب المصري العظيم، ثورة 25 يناير المجيدة لتخلصنا من فساد واستبداد هذا الحزب المنحل ونظام حكمه البائد بعدما ارتكبوا فسادا وافسادا غير مسبوق علي مر العصور، فلم تشهد مصر طوال تاريخها مثل هذا الكم الهائل من السرقة والسلب والنهب لمقدرات شعبها والذي حدث علي أيدي اعضاء هذا الحزب المنحل ونظام حكمه الفاسد البائد. لقد تغلغل هذا الحزب بأعضائه من كافة مؤسسات الدولة المصرية ونشروا فيها الفساد والاستبداد واستغلوا امكانات الدولة في تحقيق منافع لهم، وثروات طائلة نهبوها من أموال ودم الشعب المصري وبناء علي هذا الفساد والافساد اصدر قضاء مجلس الدولة - قضاء الحريات وحقوق الانسان - حكماً بحل الحزب المسمي بالحزب الوطني علي غير الحقيقة، ومن هنا طالبنا بعزل اعضاء هذا الحزب المنحل عن ممارسة العمل السياسي والحزبي وخاصة منعهم من الترشح في الانتخابات العامة بكافة مستوياتها سواء المحليات او مجلس الشعب او مجلس الشوري او انتخابات رئاسة الجمهورية، إذا لا يمكن بعد قيام الثورة يعود الفاسدون يحكمون مرة اخري فالمفسد لا يمكن ان يصلح لكن الغريب والعجيب ان يخرج علنيا البعض وخاصة من ينتمي منهم للحزب المنحل ويصفون مطلب العزل السياسي بالإقصاء تارة وبالاجتثاث تارة اخري. والحقيقة انه ليس كذلك في العزل هنا هو مجرد إبعاد للمفسدين - سواء باقتراف الفساد او السكوت عليه - إبعاد لهم عن اماكن صنع القرار في البلاد حتي تتنفس مصر هواء نقيا وحتي تنهض البلاد علي أيدي ابنائها من جيل الثورة ممن شاركوا فيها ومن ساندوها وقاموا بحمياتها وأنا هنا اقول للأخ نبيل لوقا بباوي الذي قرأت له تصريحاً في احدي الجرائد يشبه فيه ما حدث في حزب الوفد عام 2006 من احداث من اجل اقرار الديمقراطية داخل الحزب وهو ما كان من نتيجته ان شاهد الشعب المصري ولأول مرة في الحياة السياسية والحزبية المصرية انتخابات حرة ونزيهة علي رئاسة حزب الوفد بين الاستاذ محمود أباظة رئيس الوفد السابق والدكتور السيد البدوي الرئيس الحالي للحزب شبهها بما حدث من فساد وافساد واستبداد علي أيدي اعضاء الحزب الوطني المنحل وطالب بناء علي هذا التشبيه الفاسد بعزل اعضاء حزب الوفد سياسياً، اقول له ان هذا قياس فاسد اذ لا يمكن ان تساوي بين ثورة داخلية بالوفد، قام بها قيادات من الاصلاحيين بالوفد علي لائحته الديكتاتورية والتي كانت تؤبد رئاسة الحزب واصبحت الآن رئاسة حزب الوفد مدتين اثنتين فقط، لا يمكن ان نساوي بينها وبين ما حدث من فساد غير مسبوق علي ايدي اعضاء الحزب المنحل. وأقول أيضا لمن يقولون ان العزل السياسي لأعضاء الحزب المنحل هو إقصاء او اجتثاث، اقول اذا كان ثوار 25 يناير قد دفعوا ثمنا غالياً هو ارواحهم ودماؤهم من اجل ان تعيش مصر حرة وأن تسترد مكانتها التي تستحقها بين الدول، فانه ولابد لأعضاء الحزب الوطني الفاسد المنحل ان يدفعوا ثمن فسادهم وافسادهم وعزلهم سياسياً. وأري ان تكون مدة العزل عشر سنوات بحيث لا يحق لهم الترشح في أي انتخابات سواء كانت المحليات او مجلس الشعب او الشوري أو الرئاسة خلال تلك المدة واقول اخيراً وليس آخراً لمن يقول ان هناك اعضاء شرفاء بالحزب المنحل - بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس - فمن لم يقترف منهم بنفسه فساداً فقد سكت دائما عليه ولم يعارضه وهو بذلك شريك في الفساد. فكان اولي بمثل هؤلاء ان لم يكن بمقدورهم الوقوف في وجه الفساد والمفسدين اما ان يتنحوا جانباً او يستقيلوا وينضموا الي أي حزب آخر يحاربون من خلاله الفساد والمفسدين، لكنهم لم يفعلوا لأنهم كانوا يرغبون في الحصول علي منافع لهم ولذويهم من خلال عضويتهم بهذا الحزب الفاسد المنحل ومنهم من كان يريد الترشح للانتخابات سواء أكانت المحليات او الشعب او الشوري من خلال هذا الحزب حتي يضمن النجاح بالتزوير الذي دأب عليه هذا الحزب، وأري أن هذا السبب وحده كافياً لحرمانهم من حق الترشح للانتخابات لمدة عشر سنوات، وحتي يكونوا عبرة لأي حزب اخر يحكم البلاد مستقبلاً. واختم فأقول اذا كان القائمون علي ادارة شئون البلاد ونحن نكن لهم كل حب وتقدير، يرون صعوبة تطبيق ذلك علي كل اعضاء الحزب المنحل، فلا أقل من أن يمنع من الترشح كل من كان منهم عضواً بالمجالس المحلية "فهم أساس الفساد" وكل من كان عضواً بمجلسي الشعب والشوري وكل من شغل منصباً قيادياً بهذا الحزب بدءا من امناء الوحدات الحزبية بالقري والمدن والمراكز والمحافظات وانتهاء بالامانة العامة والهيئة العليا للحزب وذلك خلال العهد البائد أي منذ عام 1981 وحتي حل الحزب في 2011، وألا يكون ذلك مقصوراً علي آخر انتخابات فقط للمحليات أو مجلس الشعب والشوري والا فإننا نضحك علي أنفسنا. هذا إذا كنتم تريدون حقاً تطهير البلاد من المفسدين ومن الفساد، وإذا كنتم تريدون أن يكون لحكم القضاء الصادر بحل هذا الحزب قيمة حقيقية علي أرض الواقع، فالحل يستلزم العزل اللهم بلغت اللهم فاشهد. *عضو الهيئة العليا لحزب الوفد رئيس اللجنة العامة للوفد بدمياط