لا يوجد مجال للشك أن تلجأ جماعة الإخوان المسلمين إلي إطلاق شائعات مليئة بالهواجس والهلاوس المليئة بالتخوين والتشكيك في الظروف المحيطة بمحاكمة المعزول محمد مرسي.. فقد صرح الدكتور جمال نصار، القيادي الإخواني، بأنه لا يستبعد إقدام الأجهزة الأمنية علي حقن مرسي ب «حبوب هلوسة» حتي يظهر بصورة غير متزنة ويبدو مضطرباً ومختلاً في أفكاره وحديثه. وذكر «نصار» لقناة الجزيرة مباشر مصر في تصريحات مساء الجمعة الماضي أن الأجهزة الأمنية ستكرر سيناريو جريمة حقن أو تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات في شخص الرئيس السابق محمد مرسي - بحسب قوله - الأمر الذي أثار ردود فعل حول هذه القضية وعلامات استفهام حول اتهامات «نصار». كذلك اتهمت شبكة «رصد» حزب الراية الأجهزة الأمنية بحقن الرئيس المعزول محمد مرسي لكي يظهر خلال المحاكمة بالتوهان، وقالت في بيان لها علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «هل يتم حقن مرسي بعقار هلوسة أثناء المحاكمة؟.. وهل سيسمح الانقلابيون بظهور الرئيس المختطف - علي حد قول البيان - وأنه لو سمحوا له بالكلام سوف يفضحهم وستخرج جموع الشعب لتحرير رئيسها المختطف». وقالت الشبكة أيضاً: «أخشي أن يتم حقن الرئيس وإعطاؤه عقاراً يؤثر علي قواه الذهنية بحيث يظهر وقت المحاكمة لا حول له ولا قوة، لا يعي ما يدور حوله، ولا يستطيع أن يتكلم وإن تكلم فلن يستطيع توصيل ما يريد». يقول الدكتور فيصل يونس، أستاذ علم النفس بآداب القاهرة: إن الرئيس المعزول «مرسي» مواطن مصري له كل الحقوق وعليه كل الواجبات ولا يوجد شك من النيابة أنه ارتكب أخطاء وبالتالي يتقدم للمحاكمة وكلام الإخوان بأنه قد يتعرض للحقن أو تعاطي عقاقير هلوسة كلام فارغ، مشيراً إلي أنه يثق في نزاهة القضاء المصري، والأجهزة الأمنية ليست في حاجة إلي اللجوء لمثل هذه الوسائل وذلك لأن المحاكمة سوف تكشف العديد من الحقائق ولا يمكن مقارنة حالة «مرسي» بغيره من الرؤساء السابقين الذين تعرضوا لعمليات اغتيال مثل «عرفات» أو «صدام حسين». وأضاف «يونس» أن هناك نظرة هلوسة عامة انتشرت مؤخراً في الشعب المصري، متوقعاً تعرض الرئيس المعزول «مرسي» لضغوط نفسية بالرغم من أنه من الذين اعتادوا دخول السجون لسنوات طويلة قبل ثورة يناير، كذلك وصوله للحكم مرة واحدة إلي جانب أنه قيادي في جماعة منظمة وأكثر تنظيماً وكل هذه الجوانب سوف تجعله يحافظ علي اتزانه وكلامه وحديثه المعتاد. وقال «يونس»: إن المحاكمة مجرد صداع داخلي ولا يوجد مقارنة بينه وبين الرؤساء الذين يتم اغتيالهم من خلال تعاطيهم عقاقير أو أدوية مسمومة، وأن ياسر عرفات كانت نهايته علي يد المخابرات الإسرائيلية، وكذلك صدام حسين لصراعه الواضح مع أمريكا. وشكك «يونس» في ادعاءات الإخوان بهدف إشاعة الفوضي، مؤكداً أنه كان من الممكن اغتياله وقتله من قبل الأجهزة الأمنية، حين كان رئيساً، بل حماه الأمن من مظاهرات عنيفة ضده، مشيراً إلي أن هذه الادعاءات مجرد هلوسة سياسية انتهازية غير مقبولة. وأكد «يونس» أن تأثير المحاكمة سيئ علي نفسية جماعة الإخوان المسلمين لأن خسائرها سوف تكون فادحة في كل الحالات وأنه علينا أن نتعايش مع هذا التيار المتأسلم لأنه كان موجوداً منذ عام 1928، مضيفاً أن التيارات المتطرفة دائماً تسود في الأزمات الاقتصادية، والمحاكمة لا تعني النهاية الأخيرة لهذا التيار. ومن جهته يري الدكتور محمد خالد، استشاري الأمراض النفسية بوزارة الصحة، أن الجميع قادر علي تمييز حالة الرئيس المعزول أثناء المحاكمة لأننا اعتدنا علي معرفة طريقة «مرسي» من خلال خطاباته ولا يمكن كشف ما إذا كان قد تعاطي أي عقاقير إلا من خلال توقيع الكشف الطبي عليه.. وقال «خالد»: من الناحية العلمية توجد أدوية نفسية تؤثر علي كلام الشخص وتركيزه وتفكيره، كذلك مشاعره وعواطفه. وأشار «خالد» إلي أن أي شخص إذا تعرض لتغيير حاد في مجري حياته يتعرض لتأثيرات نفسية، كذلك يدرك هذا التيار حقيقة «المعزول» وما قد يظهر به خلال المحاكمة ولذلك يلقون التهمة علي الأمن.