رأت صحيفة (جارديان) البريطانية أن عودة المذيع الساخر "باسم يوسف" أزعجت جميع الأطراف، حيث أنه في أولى حلقاته انتقد كلا من الإسلاميين الحاكمين سابقا والحكومة الحالية، مما دفع القناة العارضة لبرنامجه "البرنامج" أن تنأى بنفسها عن سياسته. وأضطرت قناة "سي بي سي" التي تذيع برنامج "يوسف" أن تنأى بنفسها عن الهجاء والانتقاد الصارخ الذي وجهه "يوسف" للحكومة الحالية المدعومة من الجيش في الحلقة الأولى، التي طال انتظارها منذ إيقاف البرنامج، منذ ما قبل الإطاحة بالرئيس المعزول السابق "محمد مرسي" في يوليو الماضي. وكان من المتوقع عودته باعتبارها اختبارا لحرية التعبير في حقبة ما بعد مرسي، الذي لا يجرؤ بها الكثير على انتقاد الجيش خوفا من إغضاب السلطات أو تنفير الجمهور المؤيد للجيش. وقال فريق إنتاج البرنامج أنه تم تأجيل البرنامج بعد وفاة والدة "يوسف"، ولكن العديد يخشون أن الغياب الطويل له، كان نتيجة للرقابة من قبل الحكومة أو CBC. ويوم الجمعة، ظهر "يوسف" مرة أخرى في الحلقة الأولى من الجزء الثالث من برنامجه وانتقد يوسف إدارة مرسي، الذي استجوبته النيابة العامة في ربيع هذا العام. لكنه تساءل أيضا عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الحالية، وسخر من الشعبية الزائدة للفريق أول "عبد الفتاح السيسي". ودللت الصحيفة على ذلك مما قاله "يوسف في البرنامج: "ما نخشاه هو أن الفاشية باسم الدين سيحل محلها الفاشية باسم الوطنية والأمن الوطني". وأثارت حلقته كما هو متوقع انتقادات من كل من جانبي الطيف السياسي، خصوصا من أنصار الجيش، وقدم أربعة على الأقل من المشاهدين شكاوى قانونية ضد يوسف، والذي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق رسمي.