الحديث عن الخسارة الثقيلة للمنتخب الوطني لكرة القدم لا ينتهي، لأن حجم الكارثة والصدمة كبير جداً ومفاجئ، ولم يتوقف الكثيرون عند ضياع حلم التأهل لمونديال البرازيل 2014 بل استوقفهم وادهشهم الأهداف الستة التي اهتزت بها شباك المرمى المصري. أحد نجوم المنتخب صرح بأنه على يقين بأن المنتخب تأثر بالسحر الغاني، وألمح بعض زملائه على استحياء الى هذا الأمر الى جانب بعض اعضاء الجهاز الفني. وأقول لهم جميعاً «عيب» جداً أن يبرروا الهزيمة الثقيلة بهذا الهراء، لأن اعترافهم بالتقصير واللامبالاة وعدم التركيز أفضل مليون مرة من الكلام عن «السحر والشعوذة»! سمعنا هذا الكلام من لاعبي الزمالك عام 1987 عندما تعرضوا للخسارة من كوتوكو الغاني في كوماسي أيضاً في بطولة افريقيا 1-5 وظلت هذه النتيجة اهانة للكرة المصرية وبقيت كوماسي مصدراً للحواديت والرعب للفرق التي تقع قرعتها للعب معها، حتى جاء الجنرال الحقيقي الراحل محمود الجوهري الذي قاد الزمالك لتعادل سلبي بطعم الفوز على كوتوكو في ذهاب نهائى افريقيا عام 1993 وأنهى الجوهري عقدة كوماسي، ورفض قبل انطلاق المباراة الالتفات للكلام الذي ردده البعض عن السحر والشعوذة، وكان يرد على الغانيين بابتسامة تؤكد ثقته في نفسه ولاعبيه، حتى حامل «المبخرة» الذي «بخر» المرمى قبل المباراة لم يعره الجوهري أي اهتمام، وركز طوال المباراة في توجيه لاعبيه الذين كانوا الأقرب الى الفوز، ولم يهتم باشارة «الاصابع الخمسة» التي داوم عليها الجمهور الغاني اشارة الى الفوز في مباراة عام 87 بخمسة أهداف على الزمالك. خسارة المنتخب بسداسية كارثة لا يجب التهوين منها، مع تسليمنا بأن هذا الجيل من اللاعبين اسعدنا كثيراً، لكنه فشل في تحقيق الحلم الكبير بالتأهل للمونديال، وانتهى مشوارهم مع الكرة وادعوهم جميعاً للاعتذار للشعب المصري، وادعو معظمهم للاعتزال! الكلام عن السحر والشعوذة «عيب»، وهذه الهزيمة غيرت مفهومي ان الرياضة فوز وخسارة، لأنني عرفت أنها من الممكن لن تكون «عار» أيضاًً! أصابتنا هذه الهزيمة في مقتل، والعجيب محاولات استغلال البعض لها سياسياً وكأن الجيش والشرطة وثورة 30 يونية والرئيس المؤقت وحكومة الببلاوي كلها سترفع الراية البيضاء لأصحاب «الأصابع الأربعة» الذين شمتوا في مصر لخسارة المنتخب في مباراة كرة. مهما كان حجم هذه الكارثة الكروية وتأثيرها على «مزاج» وطموحات الشعب المصري خاصة عشاق كرة القدم، ستظل مصر أكبر من أي ازمة أو كبوة، ولن يسمح لأحد بخلط الأوراق والعودة لنقطة الصفر، لأن مصر أهم من كل هؤلاء. علينا أن نستعد لمباراة العودة وأن نحقق فوزاً معنوياً يحفظ للمنتخب جزءاً من هيبته، ويجب أن تتم محاسبة الأمريكي برادلي على اخطائه واستهانته بالخصم، وعدم تركيزه بعد أن تشتت بالتفكير في العرض المبدئي لتدريب منتخب استراليا الذي غير جهازه الفني بعد أن تعرض لهزيمة ثقيلة في مباراة ودية أمام فرنسا، والعجيب أنها كانت بنتيجة 6/1.