تحتفل مدينة السويس الباسلة يوم الخميس القادم 24 أكتوبر بعيدها القومى الاربعين ذكرى تصدى شعب السويس خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 عقب ثغرة الدفرسوار لقوات العدو الإسرائيلى المكونة من 6 فرق مدرعة بقيادة السفاح الإسرائيلى «ارييل شارون» تدعمها قوات جوية إسرائيلية. واستطاع أبطال السويس إسقاط مئات القتلى الإسرائيليين وهزيمتهم هزيمة ساحقة ومنع قيام الدولة العبرية باحتلال مدينة السويس. بل وأجبروا شارون علي الانسحاب واكتفي بمحاصرة مدينة السويس من خارجها حتى جرت مفاوضات فض الاشتباك والتى انسحبت بموجبها القوات الإسرائيلية عائدة الى وكرها فى اسرائيل مهزومة تحمل قتلاها ومصابيها وتحمل الخزى والعار, وبمناسبة هذه الذكرى الطيبة أعدت محافظة السويس كرنفال احتفالات يستمر على مدار أسبوع يبدأ قبل يوم 24 أكتوبر وينتهى بعده، وتشمل الاحتفالات عروضاً عسكرية وفنية واستعراضية وغنائية وتراث سمسمية وصواريخ ألعاب نارية وافتتاح عدد من المشروعات الجديدة. وبرغم ذلك لم تفلح عروض الرقص والغناء في أن تنسى أهالى السويس أحزانهم فى الحقيقة المرة الاليمة الموجودة والمتمثلة فى تقاعس وتجاهل المسئولين والذي أدي إلي تدمير مدينة السويس الباسلة وطالب شعب السويس اللواء العربى السروى محافظ السويس بالعمل فورا دون هوادة على إنهاء كارثة تلوث مياه الشرب نتيجة عدم تنفيذ جميع توصيات لجنة حصر مصادر التلوث على ترعة الإسماعيلية والتى تغذى مدينة السويس بمياه الشرب والرى, واعتماد ميزانية حكومية لإعادة رصف شوارع السويس التى تحولت إلى مدقات ترابية وحجرية وحفر نتيجة تأخر عملية رصفها, والعمل على تشجيع الاستثمارات وإنشاء المزيد من المصانع والشركات وتنشيط العمل فى الشركات والهيئات والإدارات الحكومية لزيادة الإنتاج وتوفير فرص عمل للعاطلين بعد تفاقم حالة البطالة بصورة خطيرة, والسعى لزيادة الدعم الحكومى المخصص لبناء وحدات سكنية حكومية جديدة بالسويس بعد ان بلغت أعداد المواطنين الحاجزين فى شقق محافظة السويس أرقاما فلكية, ودعم شركة النظافة العامة التابعة لديوان عام محافظة بالأجهزة والمعدات الحديثة والعمالة الإضافية بعد ان أدى إهمالها إلى تحول شوارع المدينة إلى تلال من القمامة تهدد الصحة العامة للمواطنين, والعمل على تحسين الخدمة الصحية بمستشفيات السويس العامة ومرفق الإسعاف بعد ان تردت فيها بسبب نقص الأجهزة والأدوية. كما أصبح مرفق الإسعاف كارثة بمعنى الكلمة تهدد أهالى السويس نتيجة استفحال التسيب والتقاعس والإهمال, والعمل على إيقاظ شرطة المرافق بمديرية أمن السويس من غفوتها بعد ان تحولت شوارع السويس إلى أسواق عشوائية يحتلها الباعة الجائلون. وطالب الأهالي أيضا بردم وازالة المستنقعات والاحراش الموجودة فى مناطق عديدة بالسويس وتنشر الأوبئة والأمراض, والعمل على دعم فرع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بعد ان أصبحت شوارع السويس غارقة بمياه الصرف الصحى نتيجة عدم التطهير الدورى لخطوط وآبار الصرف الصحى لندرة الأجهزة والمعدات, ودفع جهاز شئون البيئة بديوان عام محافظة السويس لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد العديد من الشركات الصناعية الخاصة المخالفة لقانون البيئة وتهدد عوادمها المواطنين بشتى أنواع الأمراض الخطيرة, وإعادة تجميل كورنيش السويس القديم بعد ان تحول إلى مقلب قمامة عمومية لسيارات جمع القمامة التابعة لديوان المحافظة, كما طالب المواطنين بربط حوالى 40 قرية محرومة بالقطاع الريفى والمناطق المحرومة الواقعة على ساحل خليج السويس ومنها منطقة حوض الدرس بمدينة بورتوفيق بشبكة الصرف الصحى العمومية بالمحافظة لانتشال أهالى تلك المناطق من محنتهم ووقف الصرف الصحى المباشر وغير المباشر على ترعة مياه الشرب بالقطاع الريفى بالسويس وعلى ساحل خليج السويس. وطالب الاهالى باستغلال الاراضى الفضاء الشاسعة بأحياء السويس المختلفة التى تحولت الى خرابات ومقالب قمامة عمومية فى بناء المدن السكنية الجديدة. حافظ سلامة شيخ المجاهدين ل«الوفد»: السوايسة تصدوا للعدو.. و«شارون» أمر قواته بالتراجع بعد تدميرنا ل 75 مدرعة وقتل جنوده السويس -- عبدالله ضيف: الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس الذي تحدث' عن بطولات المقاومة الشعبية وأهالى السويس يوم 24 اكتوبر عام 1973 لمنع احتلال العدو الإسرائيلى لمدينة السويس الباسلة مما أدى إلى تحويل هذا اليوم التاريخى عيدا قوميا لمدينة السويس تحتفل فيه كل عام. وقال الشيخ حافظ سلامة إنه عقب ثغرة «الدفرسوار» بعد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة وصلت 6 فرق إسرائيلية بمدرعاتها إلى مشارف مدينة السويس صباح يوم 23 أكتوبر بقيادة السفاح الإسرائيلى آريل شارون لمحاولة احتلال المدينة للتغطية على هزيمة العدو الإسرائيلى النكراء خلال الحرب. وأضاف أن شارون وجه الطائرات والمدافع الإسرائيلية الى قصف مدينة السويس طوال يوم 23 أكتوبر كتمهيد نيرانى قبل اقتحامها, ومع اليوم التالى 24 أكتوبر حاولت القوات الإسرائيلية اقتحام مدينة السويس من 3 محاور إلا أنها فوجئت بالمقاومة الشعبية العنيفة تتصدي لها على مدار اليوم وأسفرت عن تحطيم حوالى 75 مدرعة ودبابة إسرائيلية والقضاء على الجنود الإسرائيليين بداخلها. وأضاف الشيخ سلامة أن شارون عندما وجد المقاومة الشعبية العنيفة اوقف تقدم قواته وأرسل إنذاراً إلى محافظ السويس ومدير أمن السويس يطالبهما بالاستسلام ودك المدينة على رؤوس المقيمين فيها. وأكد الشيخ حافظ سلامة أن محافظ السويس ومدير الأمن وقتها وافقا على الاستسلام وطالبوه بالموافقة على الاستسلام بصفته قائد المقاومة الشعبية بالسويس، وأشار «سلامة» حافظ سلامة إلي أن مطلب محافظ السويس ومدير الأمن وصل إليه خلال قيامه بتوزيع الأسلحة والذخائر, والمهمات على رجال المقاومة الشعبية فى مسجد الشهداء إلا أنني رفضت علي الفور علنا وسط رجال المقاومة الشعبية وسارعت باعتلاء منبر المسجد وألقيت خطبة إلى أهالى السويس وضحت فيها طلب شارون بالاستسلام وطالبت أهالى السويس جميعا صبيانا وشبابا ورجالا وشيوخا وفتيات وسيدات بالخروج عن بكرة أبيهم للدفاع عن مدينة السويس الباسلة والتوجه فورا إلى مسجد الشهداء لاستلام الأسلحة والذخائر, وطالب شارون عبر مكبرات الصوت بأن يقتحم مدينة السويس إذا أراد, وبالفعل شنت الطائرات والمدافع الإسرائيلية هجوما شرسا على مدينة السويس تبعه محاولات جديدة من القوات الإسرائيلية لاقتحام مدينة السويس إلا أنها فوجئت للمرة الثانية بقوة المقاومة الشعبية التى أحبطت دخولهم مدينة السويس واحتلالها وتكبدهم خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات. واضطر شارون بعد فشله في احتلال مدينة السويس لمحاصرة المدينة حوالى 100 يوم حتى جرت مفاوضات فك الاشتباك وانسحبت القوات الإسرائيلية تحمل قتلاها وتحمل خلفها خسائر فادحة. أبطال المقاومة الشعبية يتحدثون ل«الوفد»: سعيد علي: منعنا الصهاينة من دخول السويس.. وحاصرناهم حتي الرحيل السويس - عبدالله ضيف: بمناسبة الذكرى الأربعين لعيد السويس القومى التقت جريدة «الوفد» مع أحد أبطال المقاومة الشعبية بالسويس خلال حرب أكتوبر المجيدة ليحدثنا عن بطولات المقاومة, وقال سعيد على أحمد 66 سنة صاحب محل لصناعة المفاتيح, إنه عقب هزيمة عام 1967 سارع بالانضمام إلى المقاومة الشعبية بالسويس والتى تم تشكيلها من عدد 14 قطاعاً واختص كل قطاع بمهمة محددة وكانت مهمة القطاع رقم 14 الذى انضم إليه تأمين وحماية المنشآت الحيوية المهمة بمدينة السويس وظل هكذا حتي جاءت اللحظة الحاسمة ليدخل مع باقى زملائه فى المقاومة الشعبية وأبطال مجموعة منظمة سيناء العربية وأهالى السويس فى مواجهات ومعارك مباشرة مع العدو الإسرائيلى خلال حرب اكتوبر المجيدة عقب ثغرة الدفرسوار. وأشار سعيد إلى قيام بالاستعداد مع زملائه عقب وصول طلائع الجيش الإسرائيلى إلى ضواحى مدينة السويس يوم 23 أكتوبر بنصب الكمائن لهم وفور بدء القوات الإسرائيلية اقتحام المدينة يوم 24 أكتوبر سارعوا بتنفيذ المهام الموكولة إليهم بمنع احتلال المدينة خلال إطلاق صواريخ «الأر بى جى» والقنابل على المدرعات والدبابات الإسرائيلية وتدميرها ومطاردة القوات التى غادرت مدرعاتها المحترقة فى شوارع السويس وعند مساكن منطقة المثلث أمام قسم شرطة الأربعين تمكنوا من القضاء عليها وقتل جميع الجنود الإسرائيليين وتعاقبت القوات الإسرائيلية القادمة وقضوا عليها فى الثلاثة محاور التى حاولت دخول مدينة السويس منها وتشمل محور طريق الجناين - الإسماعيلية الزراعى ومحور طريق السويس - الإسماعيلية الصحراوى ومحور طريق العين السخنة السويس, وعندما عجز السفاح الإسرائيلى شارون قائد القوة الإسرائيلية عن دخول مدينة السويس واحتلالها اكتفى بمحاصرتها من الخارج وكلف الطائرات الإسرائيلية بضرب المدينة لإجبار المحاصرين بداخلها من الاستسلام دون جدوى لمدة 100 يوم حتى تم إجراء مفاوضات فك الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية تحمل قتلاها. وأكد حصوله مع غيره من أبطال المقاومة الشعبية وأبطال منظمة سيناء العربية على مكافأة عبارة عن شهادة استثمار لكل منهم بقيمة عشرة جنيهات من «جيهان السادات» فى احتفال كبير أقيم فى قصر ثقافة السويس عام 1974 لتكريم ابطال المقاومة الشعبية ومنظمة سيناء العربية على دورهم فى الحرب ومنع احتلال مدينة السويس. منظمة سيناء العربية تطالب باعتبار 24 أكتوبر عيداً قومياً السويس - عبدالله ضيف: طالب أبطال منظمة سيناء العربية بالسويس وعددهم خمسة: أحمد العطيفى محمد ومحمود عواد حماد وعبدالمنعم قناوى ومحمود أحمد طه وفتحى محمد عوض الله، المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت بإصدار مرسوم جمهورى باعتبار عيد السويس القومى الذى يوافق يوم 24 أكتوبر من كل عام عيداً قوميا وإجازة رسمية تحتفل به مصر كلها كما كان متبعا فى السابق وفق المرسوم الجمهورى الذى كان قد اصدره الرئيس الراحل محمد أنور السادات عقب انتصار حرب اكتوبر عام 1973 تقديرا منه لشعب السويس وبطولاته خلال حرب أكتوبر ومنعه القوات الإسرائيلية من احتلال مدينة السويس يوم 24 أكتوبر عام 1973. وأشاروا إلى قيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك نتيجة حقده الأسود ضد شعب السويس بعد ان اعتادت المدينة الباسلة على إسقاط جميع مرشحى حزبه فى كل انتخابات بنسبة 100٪ بإصداره مرسوما جمهوريا جائرا قضى فيه بإلغاء الاحتفال الرسمى والإجازة الرسمية بعيد السويس القومى فى محافظات مصر ومنها السويس وجعل المناسبة الوطنية مجرد احتفال رمزى بسيط تحتفل به مدينة السويس الباسلة بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية دون ان يشعر بهم أحد.