علي مساحة تصل لنحو 1000 متر مربع تقريبا وسط حي الشيخ زايد بمدينة الاسماعيلية اقيمت عزبة الصفيح العشوائية منذ نحو 60 عاماً أكثر من 40 أسرة يسكنون داخل هذه العزبة التي تقع خلف مصنع الكوكاكولا وعلي بعد مئات الامتار من شريط السكة الحديد بحي الشيخ زايد بالاسماعيلية، شوارع ضيقة ومساكن متهاوية بعضها مسلح شيد بعشوائية والبعض منها لازال مقاما بالطوب اللبن.. عزبة تحمل سمات العشوائيات محرومة من الخدمات في قلب المدينة ممزقة بين تبعيتها لهيئة قناة السويس التي حرمتها من التطوير وبين خدماتها المفتقدة التي ترفض المحافظة ان تمدها بها. لأكثر من 60 عاما يسدد أهالي العزبة إيجاراتهم السنوية لهيئة قناة السويس باعتبارها مالكة الأرض.. ويقول اهالي المنطقة: عقب العودة من الهجرة في عام 1975 قامت هيئة قناة السويس بسحب العقود القديمة والمحررة للسكان قبل عام 1967، ورفضت ان تحرر عقود إيجار جديدة، ومع خطة تطوير العشوائيات وإنشاء حي الشيخ زايد الذي أقيم عقب انتصارات اكتوبر لم تستفد عزبة الصفيح التي تتوسط الحي من أي اعمال تطوير ولم يتمكن سكانها من إدخال الخدمات للعزبة لعدم تبعيتها للمحافظة ولكونها تابعة لهيئة قناة السويس. ويؤكد الاهالي: بعد الشكاوي المتكررة والاستغاثات تم الاتفاق علي أن تقوم هيئة القناة بتسليم وتمليك الأرض للمحافظة لتتمكن من إدخالها في خطة التطوير علي ان تحصل الهيئة علي مساحة ارض من المحافظة بديلة عنها.. وفي عام 2005 تم توقيع الاتفاق بين المحافظة وهيئة قناة السويس وكان مقرراً ان تنهي الاجراءات في عام 2010.. إلي أن أصدر اللواء عبدالجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية السابق قرارا في يناير 2009 بإزالة منطقة عزبة الصفيح بحي ثالث وترحيل سكانها لمساكن الإيواء بمدينة المستقبل، واستثمار أراضي المنطقة أو استخدامها كخدمات.. وأشار المحافظ حينذاك إلي أنه لابد من التمهيد لسكان المنطقة لضمان عدم رفضهم لفكرة الترحيل من المنطقة. لكن هذا القرار أثار ردود فعل غاضبة ورافضة بين أهالي المنطقة الذين لم يبلغوا بالقرار رسمياً، وأكدوا أنهم تعرضوا لخديعة من جانب المحافظة بعد السماح لعدد من التنفيذيين بالاطلاع علي إيصالات الكهرباء والتليفونات خلال زيارة مفاجئة تمت قبل أيام من اصدار القرار بحجة تحرير عقود ملكية لهم بناء علي طلباتهم السابقة. يقول محمد أبوعجاج: إننا مقيمون بهذه المنطقة منذ سنة 1940 وتقوم هيئة قناة السويس بتحصيل قيمة الإيجارات الشهرية التي نقوم بدفعها بانتظام منذ سنوات عديدة، بالإضافة إلي تحصيل قيمة الكهرباء والتليفونات، والمنطقة محرومة من كافة الخدمات فلا مياه شرب ولا يوجد صرف صحي بالمنطقة هذا حالنا، وقد قمت بتكليف منزلي خلال السنوات الأخيرة بنحو عشرة آلاف جنيه، فكيف لنا ان نتركه وتذهب هباء كل ما كلفناه؟ ويقول علي الألفي: منذ أكثر من عشر سنوات تقريبا تم تحرير عقود ملكية لسكان عزبتي المروة والغفير المجاورتين لنا والتابعتين للمحافظة كخطوة جادة لتطوير العشوائيات داخل المدينة، مما سمح لهم بهدم العشش التي يقومون فيها وإقامة عمارات سكنية وتم السماح لدخول المياه والمرافق لهم، ورغم أن عزبتنا لا تبعد عنهم سوي عشرات الأمتار ولا يفصل بيننا وبينهم سوي شارع عرضي، إلا أن هيئة قناة السويس صاحبة الأرض تجاهلت طلباتنا ورفضت إدخال المرافق ومياه الشرب لنا، علماً بأننا نبعد عن مرفق مياه الشرب نحو 30 متراً تقريباً. وتضيف ليلي خالد شتا أن لديها 3 اولاد وجميعهم متزوجون ويسكنون معها في نفس المنزل فكيف لها هي وابنتها وأولادها بأسرهم أن يذهبوا.. وهل ستقوم المحافظة بحصر عدد الأسر الموجودة وإعطاء لكل أسرة شقة؟.. أم ستقوم بحصر عدد عقود الإيجار؟.. وعلي أساسها سيتم توزيع الشقق. ويقول جمال بكير: إن جميع الأهالي يرغبون في تطوير المنطقة ويرفضون أن يرحلوا ويتركوا منازلهم، وطالب بالسماح بدخول المرافق للمنطقة حتي يمكن أن يعيش الأهالي حياة آدمية.