تحتفل محافظة البحيرة في شهر سبتمبر من كل عام بذكرى الانتصار على حملة فريزر في عام 1807 وهو ذلك الانتصار الذي استطاعت أن تحققه مدينة رشيد الباسلة ليصبح من الأعياد المهمة لانتصارات مصر وتصبح له دلالته الرمزية المهمة، وأصبح يوم النصر عيداً قومياً لمحافظة البحيرة الذي تأتي الاحتفالات به متزامنة مع نصر آخر كبير حققته مصر وجيشها الباسل وهو انتصار أكتوبر الذي تحل في هذه الأيام ذكراه الأربعين ليضاف إلى أعياد وانتصارات الوطن وارتبطت بذلك أعياد متعددة وهي عيد النصر لرشيد، والعيد القومي لمحافظة البحيرة، وذكرى انتصار أكتوبر في مركب واحد ليشير إلى عظمة مصر الوطن وقدرتها على تحقيق الانتصارات بل وقدرتها على تحقيق المعجزات. ويأتي الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة البحيرة وسط تحديات متعددة وطموحات واسعة نأمل أن تتحقق على مستوى المحافظة، وعلى مستوى مراكزها المتعددة خصوصاً مركز رشيد، وربما يرتبط ذلك إلى حد كبير بطبيعة المحافظة وما تتمتع به من خصوصية، حيث تتسم محافظة البحيرة بكونها تجمع بين عدة أنشطة وعدة مجالات في نفس الوقت من الأنشطة الاقتصادية، وهو ما يجعل التحديات متعددة والطموحات مرتفعة، وتتمثل أهم هذه الأنشطة التي تتسم بها محافظة البحيرة فيما يلي: أولاً: النشاط الزراعي، حيث تعتبر الزراعة من الأعمدة المهمة للنشاط الاقتصادي بمحافظة البحيرة ويعمل بها نسبة كبيرة من السكان وتتسم الأرض الزراعية في معظمها بجودتها وخصوبتها وإنتاجيتها المرتفعة سواء من المحاصيل التقليدية كالأرز والقمح والشعير أو من الفواكة خصوصاً نخيل البلح التي تشتهر بها محافظة البحيرة بصفة عامة، ورشيد بصفة خاصة التي يتواجد بها أجود أنواع البلح وتعرف بمدينة المليون نخلة، كما توجد أيضاً مساحات من الأرض المستصلحة البكر التي تساهم بفاعلية في عملية الإنتاج الزراعي على مستوى المحافظة. ثانياً: النشاط الصناعي وتتعدد أشكال النشاط الصناعي في محافظة البحيرة حيث توجد المشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في مختلف مدن ومراكز المحافظة، كما توجد القلاع الصناعية والمصانع الكبرى والضخمة كما هو عليه الحال في مدينة كفر الدوار التي تعتبر من دعائم صناعة الغزل والنسيج على مستوى الدولة. ثالثاً: نشاط الصيد البحري، حيث تتواجد في محافظة البحيرة واحدة من أهم وأشهر البحيرات المصرية وهي بحيرة إدكو التي ظلت لسنوات طويلة من أهم البحيرات سواء من حيث أعداد العاملين بالصيد أو من حيث الإنتاج من الثروة السمكية أو من حيث الأنشطة المختلفة المرتبطة بعملية الصيد وذلك قبل أن تواجهها التهديدات والأخطار. رابعاً: النشاط السياحي، فمحافظة البحيرة تعتبر من المحافظات المهمة من الناحية السياحية وخصوصاً مدينة ومركز رشيد التي تحتل مكانة مهمة على المستوى الدولي في الآثار الإسلامية، ويتجاور فيها البحر والنهر وتوجد فيها قناطر أدفينا، ولكن للأسف لم تستغل رشيد حتى الآن الاستغلال الأمثل من الناحية السياحية ومازالت تحتاج إلى جهود مهمة في هذا الشأن. ويمكن القول إن هذا التعدد والتنوع في الأنشطة الاقتصادية المختلفة في محافظة البحيرة يمكن أن تمثل تحديات مهمة بمعنى ضرورة تطوير هذه الأنشطة والقطاعات الاقتصادية المختلفة واستغلالها الاستغلال الأمثل للقضاء على البطالة وزيادة فرص العمل وزيادة الإنتاج وتحقيق معدل أعلى للصادرات مما يصب في مصلحة المحافظة وكذلك مصلحة الوطن. ومن ذلك على سبيل المثال إنه في بعض المناطق الزراعية التي تتواجد في نهايات المجاري المائية تكون هناك صعوبة في توفير كميات مناسبة من المياه ولذلك فإن هذه المناطق لا يناسبها زراعة محاصيل تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه كالأرز على سبيل المثال، كما يتطلب الأمر أيضاً علاج مشاكل هذه المنطقة التي تقع في نهايات المجاري المائية لحمايتها من التبوير وإيجاد نظام صارم للري لضمان العدالة في توزيع مياه الري وحتى لا تذهب للبعض دون البعض الآخر. وربما يكون من المفيد في هذا الإطار أيضاً الاهتمام بزيادة دور وأهمية الإرشاد الزراعي، وإيصال المعلومات الزراعية الصحيحة إلى الفلاح بأسلوب سهل ومبسط، كذلك يكون من المرغوب فيه تطبيق القانون بصرامة بالنسبة للبناء على الأرض الزراعية، وهي الظاهرة التي تزايدت في الفترة الأخيرة. وبالنسبة للنشاط الصناعي فإنه يكون من المرغوب فيه التوسع في المشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج إلى كثافة في الأيدي العاملة ورأسمال صغير، كذلك من المرغوب فيه التوسع في المشروعات المتناهية الصغر التي تعتبر من الآليات المهمة لمكافحة البطالة وخصوصاً لدى الشباب مع تيسير الشروط التي يتطلبها الحصول على قروض من الصندوق الاجتماعي للتنمية، وقد يكون من المفيد في هذا الإطار التوسع في الصناعات التي تعتمد على منتجات البيئة مثل صناعة الأثاث من منتجات النخيل أو صناعات تجفيف وتعبئة الفاكهة وتصديرها.. وبالنسبة للصيد فإنه من المرغوب فيه أن يحدث مزيد من الاهتمام بالثروة السمكية في محافظة البحيرة،والعمل على حماية بحيرة إدكو التي تتناقص مساحتها باستمرار نتيجة لاعتداء بعض ذوي النفوذ في سنوات سابقة على البحيرة. أما النشاط السياحي: فهو يتطلب التعريف بالإمكانيات السياحية لمحافظة البحيرة وخصوصا مدينة رشيد وبحيث توضع على الخريطة السياحية العالمية وهو ما يتطلب دور للبعثات التمثيلية المصرية في الخارج والمكاتب السياحية الخارجية. تحية إلى الوطن في ذكرى نصر أكتوبر وتحية لمحافظة البحيرة ومدينة رشيد في العيد القومي للمحافظة ونأمل أن تتغلب المحافظة على هذه الهموم والتحديات في أسرع وقت ممكن وبما يحقق مصالح المواطن في محافظة البحيرة ويرفع مستواه المعيشي ويحقق فائدة الوطن.