أوضح الدكتور مراد وهبة المفكر العلمانى أن أسباب تكفير العلمانية فى مصر هى سيادة الأصول الدينية التى ترفض إعمال العقل فى النص الدينى، أى التأويل، أى أنها ترفض البحث عن المعنى الباطن للنص الدينى. وأضاف وهبة في تصريحات لمجلة المصور الأسبوعية الصادرة أمس الأربعاء أن العلمانية ليست ضد الدين بل تدافع عنه لأن الدين من حيث المعتقد فهو مطلق، لذلك إذا حاولت أن أجعل المطلق يتحكم فى مسار النسبى فسيخضعه له ويتحول النسبى إلى مطلق. أما إذا لم نخضع النسبى للمطلق فإنه يتطور تطوراً طبيعياً ومعه تتطور الحضارة. وفسر وهبة فشل ثورة يناير بدون علمانية بأن الديمقراطية مكونة من أربعة عناصر تبدأ بالعلمانية وهذا يفسر لماذا فشلت ثورة 52 فى تطبيق أحد مبادئها وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وذلك لعدم وجود تيار علمانى، الآن إن لم يفطن شباب التحرير إلى أن دعوتهم إلى الديمقراطية لن تستقيم بدون علمانية، فثورتهم فاشلة لا محالة، وإذا أنصتوا إلى الأصولية فسوف يدفنون وهم أحياء، من هنا التحدى الكبير لثورة يناير..! المسألة ليست انتخابات قبل دستور أو العكس، بل لابد من تأسيس تيار علمانى حتى يمكن إصلاح حال مصر. إذا أصبح شباب يناير على وعى بضرورات العلمانية، وإذا لم يكونوا على وعى فالنتيجة هى ذهابهم إلى التحرير كل أسبوع بلا جدوى. هناك مرض مصاب به أغلب المثقفين وهو خداع البصر، اخترعوا لفظ " مدنية" وظنوا أنهم حلوا الفزورة، لكنهم خدعوا أنفسهم وأعطوا شهية للأصولية أنها حتماً ستنتصر، فالمدنية مشتقة من "مدينة" وتعنى ضد ماهو ريفى ومع الوقت أصبحت مرادفة للحضارة "المدنية" لاتعنى شيئاً فى الصراع الحالى، لكن عندما أقول "علمانية" تدخل فى صراع حقيقى مع الأصولية التى عندما تعجز عن الإقناع ستتهم العلمانية بالكفر لكنه اتهام العجزة. من جهة أخر، كتب المفكر سعد هجرس فى مقاله بمجلة المصور بعددها الصادر أمس الأربعاء: عندما قامت ثورة 25 يناير تصور الشعب المصرى أن معاناته المزمنة قد أوشكت على الانتهاء وان مطالبه المشروعة، فى الحصول على أجر آدمى ولقمة مشبعة وعلاج فعال ومواصلات تليق بالبشر فضلا عن تعليم أفضل لأبنائه، ستحتل صدارة جدولة أعمال مصر الثورة. لكن شيئا من ذلك لم يحدث، وما حدث هو لت وعجن وجدل ممل لا تبدو له نهاية بين انصار الدولة المدنية والدينية، بين انصار فصل الدين عن السياسة وانصار تطبيق الشريعة وأسلمة المجتمع، وبعد أن كان المصرى العادى مثلى ومثلك يعانى من الاستبداد السياسى أصبح، بعد الثورة، فى مواجهة أشباح الاستبداد الدينى أيضاً. ومن جانبهم، هاجم السلفيون التيار العلمانى بكل ما أوتوا من قوة، فيقول الداعية الإسلامى السلفى وجدى غنيم:" العلمانية سواء بكسر العين او فتحها تعنى اباحة الربا والخمر والدعارة، تعنى " موش عاوزين سلطان للدين"، أبعد الدين خالص، موش عاوزين دين. أما محمد اسماعيل المقدم عميد المدرسة السلفية بالإسكندرية : " العلمانيون أعداء لله وأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين أساءوا لدينه وولسنته، فقد كانوا من قبل يستخفون بعلمانيتهم، وإذا بهم اليوم يجاهرون وبلا أدنى استحياء؟ كل هذه الأسئلة وعشرات أمثالها جوابها أنهم يكرهون الإسلام ويخافون منه. ويضيف الداعية السلفى حازم شومان: " العلمانية تقول بفصل الدين عن الدولة، يريدون فصل الدين عن الحياة، عايزين يقولوا للدين اطلع بره، عايزين يقولوا الدين مالوش دعوة بحياتنا، يقولون ربنا مالوش حكم علينا، (حسب قوله بندوة بقرية صول بأطفيح موقع أنا السلفى) ويختتم علاء بكر :" العلمانية ترجمة غير صحيحة للكلمة الانجليزية secularism وترجمتها الصحيحة هى اللادينية او الدنيوية، وهى دعوة إلى اقامة الحياة على غير الدين، وتعنى فى جانبها السياسى اللا دينية فى الحكم، وعلى هذا فلا صلة بين العلمانية والعلم science او المذهب العلمى scientism ، لا كما يدعى العلمانيون مستغلين الترجمة الخاطئة زاعمين انها تعنى استخدام العلم والعقل، وهذا تلبيس شديد، فشتان ما بين العلم ومدلول العلمانية.