أكد مدير المركز الأردني لبحوث التعايش الديني الأب نبيل حداد على موقف المركز الرافض لأي تجاوز لكرامة وقداسة مدينة القدس ، داعيا كل أصحاب الضمائر في هذا العالم إلى أن يقفوا بالدفاع عن القدس. وقال الأب نبيل حداد إن القدس هي مدينة الروح والتسامح والسلام ويجب ألا نقف صامتين أمام تدنيسها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ، كما ينبغي الحفاظ على براءتها بعيدا عن التسييس". ودعا منظمة التعاون الإسلامي وكل أحرار العالم إلى مساعدة القدس والعمل مع الأردن والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ، صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة ، ومع الإخوة الفلسطينيين لدعم صمود المقدسيين وإنقاذ الأقصى المبارك. وشدد الأب نبيل حداد على أن أي اعتداء على الأقصى إنما هو بمثابة اعتداء على كنيسة القيامة ، وأيضا على فلسطين التي تعد قضية كل العرب وكل المسلمين وكل الأنقياء في العالم. ولفت إلى أن القدس عندما كانت في يد السلطة العربية فلم تحتكر، ولم يرفض دخول أحد إلى الأمكان المقدسة، ويشهد التاريخ بذلك ، أما الآن نرى إسرائيل وجنودها ومستوطنيها ينتهكون حرمة الأقصى ويعتدون على المصلين، متجاوزين بذلك تعاليم السماء التي تأمر باحترام كل ما هو مقدس، واحترام مشاعر أصحاب هذا المكان. وحول أسباب هجرة المسيحيين من الدول العربية ، أرجع الأب نبيل حداد هذه الهجرة إلى عدة أسباب منها الأسباب الاقتصادية وغياب الأمن والأمان كما هو الحال في سوريا وفلسطين والعراق وغيرها من الدول ..مبينا في هذا الإطار بأن إجمالي عدد المسيحيين العراقيين كان يبلغ في السابق 5ر1 مليون مسيحي فيما وصل حاليا إلى حوالي 200 ألف مسيحي. ولفت مدير المركز الأردني لبحوث التعايش الديني إلى أن الربيع العربي أثبت أنه بعيد كل البعد عن الربيع والخضرة والاخضرار وإنما كان كثيرا من الحمرة والاحمرار والخوف والإرهاب. وأكد أن المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبدالله الثاني تتحمل مسئولية شرعية وتاريخية ووطنية وقومية وإنسانية وهي أن تقدم الإسلام بصورة صحيحة..مستشهدا في هذا الإطار بمقولة عاهل الأردن بأن الديمقراطية في العالم وفى الفكر المتمدن لا تعني حكم الغلبة للاكثرية وإنما تعني احترام كل مكونات المجتمع. وقال الأب نبيل حداد "إننا في الأردن جماعة قليلة العدد إلا أنها تحمل رسالة لأنها مؤمنة بدورها ، فنحن شهود بالسيد المسيح في هذا المجتمع ، ونحن سعداء بإيماننا المسيحي ، وفخورون بدورنا المسيحي وسط إخوتنا المسلمين ، ونقوم بهذا الدور وهم يفسحون لنا المجال للقيام به". وأضاف "عندما تلتقي المحبة المسيحية مع الرحمة التي يعلمها الإسلام عندها تجد في الأردن نموذجا عمل على تحقيقه مسلموه ومسيحيوه وذلك بتوجيه وبحكمة من قيادة تؤمن بهذا الدور وهي سليلة بيت كريم هو بيت النبوة". يشار إلى أن المركز الأردني لبحوث التعايش الديني تأسس عام 2003 انطلاقا من الإيمان بالتعايش الودي الأردني والوفاء للأردن الوطن والقيادة ، واستجابة لواجب أن يقوم المسيحيون الأردنيون لما لهم من ميزة كشهود على التسامح بدورهم مع إخوانهم المسلمين في الدفاع عن إرث هذا التعايش.