تباينت آراء العديد من السياسيين حول تغير موقف الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكى باراك أوباما بما حدث فى مصر بعد 30 يونيو خلال كلمته أمام الجمعية للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء. وقال أوباما:" إن العالم بأسره شعر بالأمل بعد تغيير الأنظمة فى تونس وفى مصر؛ رغم أن الولاياتالمتحدة قد صدمتها سرعة هذا التحول، لكننا أيدنا هذه التغير على الرغم من إيماننا بأن التحولات ستكون صعبة". وأكد أنه فى السنوات القليلة الماضية وفى مصر شهدت أمريكا صعوبة هذا التحول، فقد انتخب"محمد مرسى" بشكل ديمقراطى ولكنه أثبت عدم قدريته على الحكم. ومن جانبة أكد المستشار حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق أن كلمة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"اليوم عن الشأن المصري وإشارته إلى الحكومة المؤقته واعترافة بما حدث فى مصر بعد 30 يونيو والتراجع في لهجة الهجوم على الحكومة الحالية ما هوإلا مناورات سياسية فعلها إبان ثورة 25 يناير . وقال الجمل في تصريحات خاصة لبوابة الوفد إن أوباما دافع عن مبارك حتى يوم 28 حيث كان التراجع التام عن موقفه والاعتراف بالثورة وبقمعية مبارك لذا فهو ليس أمرًا جديدا عليه لافتا إلى أن دفاع أوباما عن حكم الإخوان كان مجرد دفاع عن مصالح خاصة له لدى نظام قمعي. فيما فسر الباحث السياسي و المفكر الإسلامي عمار علي حسن خطاب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"اليوم عن الشأن المصري وإشارته إلى الحكومة المؤقته على أنه تعامل مع الأمر الواقع، فأمريكا كانت تعيش في الوهم الذي سوقته لهم جماعة الإخوان المسلمين بأن الجماعة لها قاعدة شعبية كبيرة تسمح لهم بالحفاظ على مناصبهم. وأضاف حسن في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" أنه بمرورالوقت و بالالتفاف الشعبي الكبير حول السلطة الوطنية والجيش و مع بدء أمريكا في خسارة شعبيتها و نفوذها في المنطقة ، تحاول الولاياتالأمريكية الحفاظ على صورتها أمام العالم و الحفاظ على مصالحها في مصر. وأكد حسن أن الإدارة الأمريكية قد اكتشفت أن شرعية مرسي شرعية شكلية وأن حكمه لم يحظ بالغالبية الشعبية ، ويظهر التغير في الموقف الأمريكي باعتراف أوباما أن ما يقوم به الجيش في سيناء هو مكافحة للإرهاب . وأضاف حسن أن المفكرين والمحللين وتراجع لهجة الهجوم على النظام الحالي من قبل المنتمين لتنظيم الإخوان مثل الكاتب فهمي هويدي ومحمود الخضيري ماهو إلا إقرار بالأمرالواقع و برغبة 30 مليون مواطن في عزل مرسي، وأضاف أنه بالرغم من عدم تراجعه كافة مفكري الإخوان عن الموضوع بشكل مباشر إلا أن كتابتهم تعتبر إقرارًا من منتمين للإخوان بأن المجتمع قد رفض وبشكل قاطع تنظيم الإخوان. وعبر "عبد الحليم قنديل" رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، عن عدم اهتمامة بالموقف الأمريكى ولا بكلام أوباما قائلا: مصر دولة مستقلة ولا تحتاج تبرير مواقفها ولا مواقف شعبها لأحد , مطالبا بالاستغناء عن المعونة الأمريكية وحل هيئتها فى مصر وهو مطلب أساسي وجوهري وأى حديث عن استقلال مصر دون تحقيق هذا الحد الأدنى فهو كلام مرسل لا طائل له. وقال "قنديل" تعليقا على كلمة الرئيس الأمريكى اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الوضع الحالي فى مصر يعتبر وضع احتلال سياسي وهذا هو سبب اهتمامنا الزائد بخطاب أوباما أو بأحد أعضاء الكونجرس وذلك لإحساسنا فى قرار أعماقنا إننا إحدى الولاياتالأمريكية وتابعين لها . ورفض"قنديل" الربط نهائيا بين كلمة الرئيس الأمريكى اليوم وبين مقال الكاتب الصحفى "فهمى هويدي" والذى طالب الإخوان بالتنازل عن موقفهم برغم ما تعرضوا له من ظلم وفداحة الثمن الذى دفعوه من وجهة نظره وذلك من أجل مصلحة مصر وكذلك رسالة المستشار محمود الخضيري للإخوان منذ الأيام التي طالبهم فيها بالانضمام للشعب والتوقف عن الخروج فى مظاهرات. ومن جانبة وصف حسن نافعة "أستاذ العلوم السياسية "خطاب الرئيس الأمريكي أوباما بأنه يحوي تراجعا تدريجيا فى الموقف الأمريكى لما يحدث فى مصر بعد ظهور وانكشاف الأمور فى مصر تغيرت نظرتهم لثورة 30 يونية وأدركوا أنه ليس انقلابا عسكريا بل هو حراك شعبي. وقال نافعة أن أمريكا تعى مدى أهمية العلاقات المصرية الأمريكية ولن تضحي بتلك العلاقة لافتا إلى أن أمريكا كانت تلعب دورًا داعما لحكومة مرسي وظهر ذلك فى مواقف عديدة للسفيرة الأمريكية بالقاهرة ولكن كل ذلك تغير تدريجيا وبدأت أمريكا فى القبول بالأمرالواقع . كما علق وحيد عبد المجيد القيادى بجبهة الإنقاذ على خطاب أوباما قائلا: إن الموقف الأمريكى تجاه الأوضاع فى مصر تغير واستقر منذ شهر واستقرعلى الحفاظ على العلاقات بين الدولتين ولكن فى مستوى أقل بقليل مما كانت عليه قبل ثورة 30 يونيو. وأضاف عبدالمجيد أن العلاقات الأمريكية المصرية الحالية فى مرحلة انتقالية وتنتهى بانتهاء المرحلة الانتقالية السياسية فى مصر وستستمر أمريكا فى تقييم الوضع خلال هذه الفترة لتحديد التصور الأمريكى المستقبلي والنهائي للعلاقات مع مصر وستحدد ذلك فى ضوء ما سيحدث من خطوات فى تلك المرحلة و تقييم الطريقة التى سيكتب بها الدستور المصري وكذلك تقييم الانتخابات البرلمانية القادمة ومدى حريتها ونزاهتها والانتخابات الرئاسية أيضا وفى ضوء كل تلك المعطيات ستحدد أمريكا موقفها النهائي تجاه مصر .