عرفت محافظة الجيزة منذ القدم بحضارتها وآصالتها .. فهى عاصمة مصر القديمة التى بنى بها فرعون مصر هرمه الذي يعد من عجائب الدنيا السبع, كما كانت المهد الأول للتعليم العالي ببناء أول جامعة مصرية علي أراضيها .. وهى المدينة التى استفاض في وصف أحيائها الرحالة الجزائري ابن بطوطة حتى أصبحت محافظة الجيزة مؤخراً وطن المخلفات والمحافظة المغطى شوراعها بمياه الصرف الصحى من فرط إهمال كل من الحكومة والمحافظة معاً. تشهد محافظة الجيزة اليوم عدة كوابيس , بدءاً من القمامة التى أصبحت سمة رئيسية و ركن أساسي من الأحياء , إلى مياه الصرف التى تغطى شوراع المحافظة , وصولاً إلى الأرض نفسها التى يعبث بها عمال المحافظة بحجة تقديم خدمات.. الأمر الذي جعل المواطن يصرخ في وجه الحكومة .. ولكن الواضح أن صدى صراخه لم يصل إلى المحافظة بعد .. فالمحافظ إما غارق في أعماله الأخرى التى لا تمت للمحافظة بصلة, وأحياناً أخرى يفيق ليعد المواطن بغد نظيف.. ذلك الوعد الذى لم يوف به الى تلك اللحظة. في هذا الإطار قامت بوابة الوفد بمسح بعض مناطق وأحياء الجيزة لرصد معاناة المواطن .. ففي حى المنيب أحد أحياء المحافظة) وأمام مدرسة المنيب الإعدادية بنات، شهدت الطالبات أول يوم دراسي مفعم برائحة مياه الصرف , والعجيب أن الطالبات اعتادوا تلك الرائحة , فالمدرسة غارقة بمياه ( المجارى ) من عشر سنوات بسبب العمارات السكنية المحيطة بالمدرسة , كما تم مناشدة المحافظ أكثر من مرة لحل المشكلة وإنقاذ الطلاب ( على حد قول مديرة المدرسة) ولكن المحافظ يسمع ولا يلبي. أما منطقة العمرانية فتعانى كابوساً من نوع آخر.. فمنذ أكثر من شهر أتى عمال المحافظة وقاموا بحفر الشوراع وتوزيع الحفر البرميلية لإيصال أنابيب الغاز.. ذلك الأمر الذي لن يستغرق أكثر من يومين كما وعدوا من قبل.. ولكن الأمر لم ينته فيمر اليوم تلو الآخر وعمال المحافظة يحفرون يوماً ويتعززون الآخر حتى أصبحت الشوراع في حالة يرثي لها ، موزعة ما بين القمامة وحفر أنابيب الغاز. وأخيراً شعرت المحافظة بمعاناة المواطن فأطلقت مشروع تجميل حى العمرانية .. فقامت بزراعة بعض الأشجار أمام المدراس والمنشآت الهامة. ولكن الجميل لم يوفي إلى نهايته فتم زراعة الأشجار تخفى ورائها تل من القمامة لتهزأ من أمال المواطن فى استنشاق هواء نظيف والحياة فى بيئة صحية .. حتى توقف المشروع مؤخراً تاركاً وراءه بعض الشجيرات لمحافظة مغطاة بالقمامة. أما عن منطق العمرانية الغربية شهدت حالة من البطىء المروري ، ولكن البطىء هذه المرة لم يكن بسبب الازدحام وإنما بسبب انفجار ماسورة مياة منذ ثلاثة أيام , تسببت فى شل حركة السيارات وحركة المواطنين ويذكر أن تلك الانفجار حدث بالقرب من مبنى المحافظة وعلى بعد خطوات يخطوها المحافظ ليرصد المشكلة ولكن من المتضح أن شوراع محافظة الجيزة وأحائيها لا تحظى اهتمام المسئولين.. فمتى يلبي المسئولين نداء المواطن فى حياة كريمة وعدالة اجتماعية ؟! شاهد الفيديو: ;feature=youtu.be ;feature=youtu.be ;feature=youtu.be