"مفيش شغل"، "الدنيا خربانة"، " مشينا العمالة"، "بيوتنا اتخربت". بهذه الكلمات عبر أصحاب وعمال بازارات خان الخليلى عن تردى حالة أشهر الشوارع السياحية فى مصر، عقب أحداث 30 يونيو و ما حدث فى مصر من قلاقل و اضطرابات، بل وهناك من قالوا بأن سوق السياحة منحدر من قبل ثورة25 يناير. أكد أدهم محمد عامل بأحد البازارات أن السياحة فى خان الخليلى متوقفة، ولا يوجد من يشترى البضائع سواء مصريين أو أجانب، مضيفا أن الأسعار جميعها انخفضت لتشجيع المواطن المصرى أو السائح على الشراء، بل و باتوا يخسرون فى ثمن البضائع و لكن أيضا دون جدوى، فلا يوجد من الأساس من يشترى، مشيرا إلى أنه كان يعمل بهذا البازار أربعة أفراد و لكن لم يتبق سواه بالمحل، نظرا لتوقف حركة البيع والشراء فلا يوجد أموال لدفع المرتبات، مما جعل أصحاب المحال يلجئون إلى تسريح العمالة، أو خفض المرتبات تدريجيا. واتفق معه إيهاب عامل بأحد البازارات السياحية بخان الخليلى، معبرا عن حال السوق بكلمة" الدنيا خربانة"، موضحا أنه لا وجود للأمن و هذا يؤثر بقوة على سوق السياحة، إضافة إلى مواعيد الحظر و التى تجعلهم يغلقون المحال من الساعة الثامنة مساء، و لكنه أرجع سبب الإغلاق ليس للحظر وحده و لكن لعدم وجود عمل أيضا. و أشار صفوت عز الدين صاحب محل مصوغات ذهبية بخان الخليلى، أن السياحة متوقفة من قبل ثورة25 يناير، و أن ما تعانيه السياحة المصرية الآن بسبب الإخوان، واصفا إياهم بأنهم غير وطنيين، مضيفا أنهم يخشون السرقات، لذلك لا يعرضون المصوغات داخل ( الفاترينات) و لكن يخبئونها فى الداخل، مؤكدا أن حجم خسائره بلغ فى خلال هذه الفترة ما يقرب من12 مليون جنيه. بينما أعربت أميرة صلاح صاحبة بازار بخان الخليلى عن الحالة المتردية التى تعيشها السياحة فى مصر وخاصة شارع خان الخليلى قائلة " خان الخليلى فى الإنعاش"، مشيرا إلى أنها يمكن ألا تبيع أى شئ لمدة عشرة أو عشرين يوما، الأمر الذى أدى إلى إنهاء عمل الثلاثة الذين كانوا يعملون معها، و أصبحت هى وشقيقتها من تتولى مهمة البيع فى البازار، مشيرة إلى ضرورة وجود حل لذلك من قبل الوزارة، مطالبة الشركات السياحية بالتعاون معهم من خلال إرسال وفود سياحية إلى خان الخليلى لإنعاش السياحة به. و أكد "أشرف" عامل بإحدى بازارات الخان، أن هناك الكثير ممن يعملون فى السياحة بهذه المنطقة قد تركوا المهنة، فهم يعملون باليومية و ليس بمرتب شهرى، وهو الامر الذى جعل الكثيرين منهم لا يستطيعون تحمل نفقات بيوتهم، مناشدا وزير السياحة بعمل تأمينات إجتماعية لمن يمتهنون السياحة، إذ تخصص لهم الوزارة مبلغ لا يقل عن 500 جنيه شهريا كضمان لحياة العامل و أسرته. واوضح أن السياحة لن تعود إلا بعد إنتهاء الأحداث التى تمر بها مصر و التى تستغرق مدة خمس سنين، معربا عن أسفه للحال الذى وصلت إليه السياحة و أنه بات مفضلا العمل كسباك عن استمراره فى السياحة بسبب عدم وجود أموال. هكذا هو الحال فى أعرق و أكبر الشوارع السياحية فى مصر، العمالة يتم تسريحها، المحال تغلق، الأهالى لا يجدون قوت يومهم، و كل يوم أسوأ مما مضى، حقا خان الخليلى فى الإنعاش، بل السياحة المصرية كلها!