قال هتلر بإلحاح شديد للشعب الألماني: إن هذا الشعب ينتمي إلي «الجيش الآري» وأن هذا الجيش هو أفضل أجناس البشر وأن من حقه أن يحكم شعوب العالم، ولقد قسم هتلر بناء علي ذلك الشعب الألماني إلي قسمين، الحزب النازي ومن يتبعونه وغير النازيين، وأعضاء الحزب النازي هم فقط الذين لهم حق السيادة والحكم علي الشعب الألماني بل علي باقي شعوب العالم. وقد وصل هتلر وحزبه الديكتاتوري إلي السلطة بواسطة انتخابات ديمقراطية وبعد أن وصل إلي السلطة ووصل إلي القمة علي السلم الديمقراطي شكلاً قذفه بقدميه بعيداً ومارس الاستبداد السافر في حكم الشعب الألماني الذي أخضعه بالقوة والإرهاب بواسطة الجستابو وأفران الغاز! وكما قال «برتراند راسل» الفيلسوف البريطاني إنه تسلم هتلر ألمانيا وهي دولة موحدة، وتركها بعد عدة سنوات من القهر الديكتاتوري وهي دولة محتلة ومقسمة إلي أربع دول، بعد أن قتل في الحرب العالمية الثانية 25 مليون شاب، في جميع ميادين القتال، في أوروبا وأفريقيا. ولا شك في وجود شبه كبير بين المبادئ النازية الهتلرية، وبين ما يعتقده وينفذه الإخوان المسلمون في مصر، خاصة في فترة السنة التي وصلوا فيها الحكم، وذلك تنفيذاً لمبادئ «سيد قطب» الذي قسم الشعب المصري إلي قسمين، أحدهما يشتمل علي «الإخوان المسلمين»، والثاني يمثل بقية الشعب المصري من مسلمين وأقباط، وأطلق علي القسم الثاني وصف «الجاهلين» أو «الكفار»، وذهب إلي أن الشعب المصري ومثله الشعوب الإسلامية الأخري، تعيش عهد «الجاهلية الثانية» بعد «الجاهلية الأولي» التي كانت تعيشها هذه الشعوب قبل الإسلام، وأن رسالة الإخوان هي إعادة هذه الشعوب وعلي رأسها الشعب المصري إلي الإسلام الصحيح الذي يعتنقه الإخوان في دولة الخلافة الإسلامية، وأكد أن هذه الرسالة المقدسة يجب أن يحققها الإخوان بالدعوة إلي اعتناق مبادئهم، التي يري أنها تمثل الإسلام الصحيح، مع التمسك بالاستعلاء الإيماني الإخواني، وإذا لم تجد هذه الأساليب السلمية فإنه يتعين علي الإخوان استخدام القوة في نشر وفرض مذهبهم أو عقيدتهم الإخوانية المقدسة، وزعم «سيد قطب» كما زعم «هتلر» من قبل، بأن الإخوان يجب أن تسود مبادئهم وعقيدتهم كل العالم، من إندونيسيا شرقاً إلي أمريكا غرباً، وعندئذ يصبحون سادة وأساتذة العالم، وحكامه. ومثلما شكل هتلر وجند الجيش الألماني بجحافلة الهائلة، وبني «الجستابو» لأغراض التجسس والإرهاب علي الشعب الألماني والشعوب الأخري التي قرر احتلال أوطانها بالقوة العسكرية، واستعبادها وذلك بداية من «بولندا» وحتي «روسيا البلشيفية» التي قهرت الجيش الهتلري وهزمته، وأجبرته مدحوراً علي الانسحاب، فإن قادة جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1928 بقيادة حسن البنا ومن بعده الهضيبي، والتلمساني، وعاكف.. إلخ، الذين تولوا تباعاً رئاسة منصب الإرشاد، قد نفذوا «الجهاد الإخواني» المسلح بواسطة عمليات الاغتيالات، والقتل، والتخريب، في موجات متوالية، منذ نشوء الجماعة عام 1928، وحتي الآن ويفصل كل موجة عن الأخري عشر سنوات تقريباً، وقد بدأت جرائم الاغتيال للشخصيات السياسية المصرية منذ اغتيال «النقراشي باشا» رئيس الوزراء، الذي أصدر قراراً بحل هذه الجماعة الإرهابية ومصادرة أموالها ومقارها عام 1948، وتتابعت هذه الاغتيالات باغتيال «أحمد ماهر» رئيس الوزراء في مقر مجلس النواب، واغتيال المستشار «الخازندار»، كما شمل الاغتيال حكمدار العاصمة، والكاتب فرج فودة، وقاموا أيضاً بحرق القاهرة في 26 يناير عام 1952، وفشلوا في محاولة اغتيال الراحل جمال عبدالناصر عام 1954، الذي قام باعتقال قادتهم ومحاصرتهم ومحاكمتهم، وصدر في عهده الحكم بإعدام «سيد قطب»، ثم قام السادات بالإفراج عنهم لمواجهة الناصريين واليساريين ولكن دون أن يصدر قراراً يلغي قرار حلهم الذي صدر عام 1948 من النقراشي باشا عام 1954، من مجلس قيادة الثورة وقد اغتالوه في 6/10/1981، وأتاح لهم رغم ذلك «مبارك» الفرصة لانتخاب 88 منهم في مجلس الشعب دون إصدار قرار بإلغاء حظرهم، وقد فشلوا أيضاً في اغتيال الكاتب نجيب محفوظ ورئيس الوزراء د. عاطف صدقي، وعدد من وزراء الداخلية بينهم «أبوباشا» ووزير الداخلية الحالي محمد إبراهيم. ولقد مارس د. محمد مرسي العياط الرئيس المعزول بثورة 30 يونية عام 2013 الاستبداد السياسي بالبلاد، وذلك باحتكار السلطة وبإصدار الإعلانات الدستورية والقرارات الجمهورية الباطلة، التي لا سابق لها في تاريخ مصر الدستوري والسياسي، كما تعمد أخونة كل مفاصل وأجهزة الدولة المصرية فخرجت ملايين الشعب المصري إلي الميادين والشوارع تطالب بعزله وإسقاط حكم الإخوان الغاصبين لمصر، وذلك في 30 يونية عام 2013 ونجحت ثورة الشعب المصري في إزاحة النظام الإخواني الاستبدادي الفاشي. رئيس مجلس الدولة الأسبق