الزي البدوي، والملامح الشبابية تحيلك إلى مظهر «سيناوي» لاتشير «لحيته» القصيرة إلى «إرهابي» جهادي ارتقى فجأة إلى مقام «الزعيم» للجماعات التكفيرية بسيناء بعد انضمامه ل«تنظيم مسلح» يلخص الشريعة الإسلامية في «حمل السلاح» ضد الآخر، وحتى إن كان هذا الآخر هو «مؤسسات الدولة». بعيداً عن أسرته عاش «الشاب العشريني» حديث العهد بالفكر التكفيري، بعد تمكنه من بناء قصر فخم بمنطقة «المهدية»، هذا القصر المعد لاستقبال القيادات واكتمال مشهد الوجاهة التي يسعى إليها ل«تحقيق الأسطورة» التي تراوده. بزغ نجم «شادي المنيعي» في أعقاب تنحي نظام «مبارك»، وتردد بقوة بعد تفجيرات سيناء التي توالت منذ تولي المجلس العسكري شئون البلاد، حتى أصبح الشاب حديث العهد بالفكر الجهادي «زعيما» للتكفيريين بسيناء. يروي أحد المقربين من «شادي المنيعي» ذوي القصر الفخم أنه في إحدى جولاتهما معا، نظر إلى المقعد الخلفي في سيارته فوجد «أسلحة ثقيلة» ومتفجرات، فتوجس خيفة وطلب منه توقف السيارة ومغادرته خشية السقوط في أي كمين على مقربة من الطريق، لكن المنيعي طمأنه، نافياً إمكانية ملاحقته باعتباره الزعيم القائد. لا شيء إبان المرحلة الانتقالية منذ غروب شمس نظام مبارك ،كان باستطاعته كبح جماح «زعيم المنايعة» في تنفيذ عمليات تستهدف إرباك «سيناء» ،وشيء من تحقيق الذات يراه «المنيعي» في تسجيل فيديوهات عن عملياته وإجراء حوارات صحفية يعلن خلالها مسئولياته عن أعمال خارجة عن القانون زاعما أنها نصرة للشريعة. إبان الانتخابات الرئاسية السابقة منع «شادي المنيعي» المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي من دخول «الشيخ زويد ورفح» لإقامة مؤتمر جماهيري، وبث مقطع فيديو تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي وقتئذ، قال فيه إنه لن يسمح بدخول «صباحي» شمال سيناء باعتباره يحمل فكرا شاذا لا تقبله أي شريعة سماوية . حلم «الإمارة الإسلامية»، هو الستار الذي تجري من خلفه كافة العمليات التفجيرية من جماعات جهادية يتزعم أحدها «شادي المنيعي» ،وآلية تحقيق الحلم غاية لا تعنيها مطابقة الوسيلة للشريعة الإسلامية. في أعقاب الإعلان عن خطف الجنود السبعة برفح في مايو الماضي، برز اسم شادي المنيعي كزعيم للجهة المنفذة ،وقتها لم ينكر «المنيعي» اتهامات خطف الجنود باعتبارها ورقة ضغط للإفراج عن المعتقلين في أحداث طابا وفي مقدمتهم «حمادة أبو شيتة» الجهادي المعروف. زوال حكم الرئيس السابق محمد مرسي، يبدو ضربة أكثر قسوة من العمليات العسكرية التي استهدفت الجهاديين إبان فترة حكمه ،يأتي ذلك بسبب وجود تنسيق دائم بين جماعة الإخوان والجماعات الأكثر تشددا في شمال سيناء، واعتبرت تلك الجماعات أن الإطاحة ب«مرسي» بعد 30 يونية تسببت في نزع الغطاء الآمن الذي كان يضمن حرية الحركة في مدن «شمال سيناء». من بين الأوكار التي استهدفتها العملية العسكرية القائمة في سيناء لملاحقة الجهاديين في الفترة الحالية ،كان منزل شادي المنيعي الذي يقع في قرية «المهدية» على صورة قصر فخم هدم بالكامل بحثا عن التكفيري الشاب، وعلى خلفية الملاحقة هرب «المنيعي» وعدد من أنصاره إلى منطقة «القنطرة شرق الإسماعيلية» التي تقترب من المجرى الملاحي لقناة السويس . هروب المنيعي وأربعون من أنصاره، يعني أن المجرى الملاحي يقع في دائرة الخطر، نظير إمكانية استهدافه من المجموعة المعاونة ل«المنيعي» والتي لا يعنيها سوى إرباك المؤسسة العسكرية .