كتبت في نفس الزاوية تحت عنوان «الخيار جهنم» (عدد 15 يوليو 2013) «لو إذا كان الإخوان المسلمون الخيار الأسوأ في تاريخ مصر المعاصر فإن القوى السلفية والأصولية وعلى رأسها حزب النور السلفي هي الخيار «جهنم» بالنسبة لمصر وإذا كنا نتطلع لدولة حديثة وعصرية تأخذ بكل أسباب العلم والتطور والمدنية دون تفريط في هويتها الثقافية والتاريخية فإن الضرورة والواقع يفرضان على الرئيس الانتقالي عدلي منصور وعلى الحكومة الجديدة برئاسة دكتور حازم الببلاوي وعلى لجنة الخبراء المكلفة بالتعديلات الدستورية وعلى كل العقول المستنيرة في هذا البلد الوقوف بقوة أمام ظاهرة «تديين السياسة».. يوم الأربعاء الماضي التقي المستشار الإعلامي للرئيس عدلي منصور أحمد المسلماني رئيس حزب النور السلفي السيد/ يونس مخيون وعقب اللقاء تحدث مخيون ليؤكد ما حذرت منه مبكرا من أن حزب النور السلفي ليس إلا الوريث الأكبر لتركة الإخوان الشيطانية ومهمة هذا الحزب اليوم بكل صراحة ووضوح استكمال مخطط تقسيم مصر وتمزيق لحمة المجتمع المصري الموجود فوق هذه الأرض من آلاف السنين من خلال فرز وتصنيف المصريين إلى مسلمين وغير مسلمين.. والمسلمون هم من ينتمون للتيار الاسلامي الإخواني النوري السلفي الجهادي التدميري، وغير المسلمين هم كل المصريين (مسلمين وأقباطاً) من خارج هذا الصندوق الأسود. وأما عن تصريحات مخيون فقد قال الرجل: «لقد ترقبنا مواد الهوية في مشروع الدستور المعدل والتي صاغتها لجنة العشرة» والسؤال هنا.. من أنتم يا حزب النور لكي تقدموا انفسكم على أنكم حراس الدين والهوية الإسلامية.. من أنتم ومصر هي التي مصرت الإسلام عندما دخلها قبل مايقرب من خمسة عشر قرناً وصدرت علوم الفقه والشريعة لكل الدنيا .. من أنتم لكي تظهروا لهفة خادعة كاذبة على الهوية التي لاتعرفون عنها غير طول اللحية وقصر الثوب والزواج من القاصرات والمتاجرة بالدين علناً وسراً واسأل يا سيد مخيون أخوك في الله ياسر برهامي كيف حكى عنترياته في خداع تأسيسية دستور العار الإخواني واسأل أخاك المتتلفز نادر بكار كيف كافح كذبا وبهتانا وتضليلا للبسطاء والفقراء لوضع عبارة السيادة لله وليس للشعب في دستور العار الإخواني وهو يعلم أنه يمارس أبشع ألوان التضليل والنفاق لأهل الأرض والسماء معا لأن الله يا كابتن نادر ليس بحاجة لأن تنصفه في دستور وليك محمد مرسي.. سبحانه وتعالي هو المنصف والمتجلي قبل الزمان والمكان .. هل مصر بلا هوية ياسيد مخيون من سبعة الاف سنه لتبحث لها أنت عن هوية.. هل مصر بلا هوية عربية اسلامية منذ دخلها عمرو بن العاص لكي تحقق لها أنت ما عجز عنه ابن العاص وابن الخطاب .. ويقول السيد مخيون إن لجنة العشرة لم تكن جلساتها علنية مثلما كان الحال في تأسيسية العار الإخوانية الغريانية.. وأقول للسيد مخيون - يارجل أنت وحواريو حزب النور الظلامي أقرب لمرسي والشاطر وبديع من أوردتكم، وأعرف تماما أنكم ثكالي ومكلومون بعد أن ذهبت عواصف ثورة المصريين بالتنظيم الشيطاني الإخواني، واعرف أنكم تحاولون قدر الاستطاعة الاختباء خلف مواقف رمادية ظاهرا وسوداء في باطنها وترددون أن الجيش خط أحمر والأزهر منارة عريقة ربما تجنبا لصدام مع مجتمع وسلطة قائمة لستم مستعدين له الآن، واسألك لعلك تجيب ألم تكن على علم تام بأن جماعاتكم عسكرت في رابعة والنهضة وحملت السلاح .. كم من أتباعكم يحاربون مؤسسات الدولة الآن من شمال سيناء إلى جنوب مصر .. ويقول السيد مخيون إن له تحفظ على تشكيل لجنة العشرة التي ضمت فطاحل القانون الدستوري في مصر .. وهنا الأمر مضحك حتى البكاء .. هل كنت تريد لجنة نصف أعضائها من أرباع المتعلمين ومن السوابق ومن حفظة فقه ابن تيمية ومريدي محمد بن عبد الوهاب ومن الكارهين للثقافة والفنون والآداب ونجيب محفوظ ويوسف ادريس مثل أخيك في الله «صانع الألعاب» الكبير ياسر برهامي – أو الشاب المعجزة الذي اختير لكل مجالس ولجان عصر العار الإخواني نادر بكار .. يا سيد مخيون لن أصدقك ولا حزبك بأنكم مخلصون لهذا البلد إلا إذا سلمتم بأنه لا دين في السياسة وتقبلون اللعبة بقواعدها المدنية التي تجرم أي عمل حزبي أو سياسي يستغل الدين في التأثير على الرأي العام وعلى خيارات الناس السياسية، ولو لم تفعلوا أو تقبلوا ذلك فستظلون بنظري ونظر الملايين جماعات خارجة ليس فقط على المواطنة والدولة الوطنية الحديثة ولكنكم خارجون على حقائق العصر وموجباته وأعداء حقيقيون لأبسط القيم الانسانية ، ولتعلم أن المسألة ليست حزب النور لأن حزبك جزء من تيار ظلامي كبير أتمنى على الفريق السيسي وكل شرفاء مصر ألا يقبلوا منكم إلا الاندماج الكامل في دولة مدنية بلا متاجرة دينية أو فرط حبات هذا العقد الخبيث مهما كان الثمن.. ارحمونا يرحمكم الله أو عودوا إلى صحاري إفككم.