الإصرار الغاشم من قبل قيادات جماعة الإخوان والموالين لهم من أجل مصالح خاصة.. يرددون كالببغاء في وصف ثورة 30 يونية أنها انقلاب عسكرى. وإن دل ذلك علي شيء (إذا افترضنا حسن النية) إنما يدل علي أنها جماعة تغلغل الجهل في تفكيرهم.. ومُغيبون عن العالم من حولهم.. بحيث لا يستطيعون التمييز بين حدث وحدث.. أي بين الثورة بإرادة شعب.. وبين الانقلاب العسكرى!! ولكن إذا كان هذا الإصرار نابعاً عن تعمد لتشويه أنقى وأسلم ثورة في التاريخ (في 30 يونية) حيث تجمع فيها ما يزيد على 30 مليون مواطن في حشد لم تشهده البشرية من قبل.. وهذا جاء من الموسوعات العالمية في وصفها للإرادة الشعبية التي أرادت إسقاط نظام الإخوان الفاشى الفاشل. وتلا ذلك أن استكمل الحدث الرائع (بجمعة التفويض في 26 يوليو.. التي خرج فيها ما يقارب 40 مليون مواطن من أجل تفويض القوات المسلحة والشرطة.. في القضاء علي الإرهاب الذي حاولت جماعة الإخوان نشره بكل وحشية وبصورة عشوائية من قتل وتعذيب وخطف.. ولم يفلت من ذلك المواطنون الأبرياء في منازلهم. وفي نفس الوقت كانوا يوجهون رسائل إلي الجهات الأجنبية والحكومات الخارجية بأن ما تم كان انقلاباً عسكرياً ودموياً.. في محاولة للاستقواء بالخارج من أجل ابتزاز الوطن.. وعلى عشم إبليس في الجنة.. في أن يعودوا إلي حكم البلاد مرة ثانية.. وإرجاع رئيسهم المعزول إلي سدة الحكم مرة ثانية.. بعد أن ثبت أنه لم يكن رئيسًا لكل المصريين.. بل كان مندوب (مكتب الإرشاد) في الرئاسة يعمل بدون كلل أو توقف على (تمكين) الجماعة و(أخونة) كل مفاصل الدولة في الداخل.. والمساندة غير المحدودة للتنظيم الدولى من الخارج!! وحقيقة الأمر أن الملايين من المصريين التي خرجت مرتين في أقل من شهر.. معبرة عن إرادة شعبية عارمة لإعادة مسار ثورة 25 يناير المجيدة إلي طريقها الصحيح.. بعد أن خُطفت من جماعة الإخوان.. واقتنصت مكاسبها لصالح الجماعة.. بدون رفق بمن قام بها من الثوار.. ولا حساب لدماء الشهداء!! وإن ما يثير غضب المواطنين الممزوج بالاستيلاء والازدراء أنهم في سبيل التمسك بسلطة لا يستحقونها لا يهمهم وضع الحقائق في موضعها.. حتي لو كان ذلك يُسىء إلي الوطن.. وتشويه صورته وصورة أبنائه المخلصين في الخارج. وأما إذا كانوا علي جهل بالتعريفات السياسية والفرق بين الثورة الشعبية والانقلاب.. فأدعوهم إلي قراءة المصطلحات السياسية في كتب الوفد التي أصدرها المعهد السياسي بالحزب.. حتي لا تختلط الأمور في تفكيرهم وحتي لا يُرددون مغالطات.. تزيد من تقليل قيمتهم التي وصلت إلي أدنى الحدود لدى الجميع.. ولا يغرهم من يساندهم الآن من دول أو جماعات ستستخدمهم كمطية للوصول إلي مصالح لهم.. ثم تتركهم لمواجهة مصير أسود.. نتيجة لخططهم الملعونة.. للقضاء علي كيان الدولة والجرائم البشعة والوحشية ضد شعب مصر. ودعوة لتتعلم جماعة الإخوان الفرق بين الانقلاب العسكري والثورة.. حتي لو يوصموا بالجهل بأبسط المصطلحات السياسية. (الانقلاب العسكري) هو تحرك أحد العسكريين للاستيلاء علي السلطة لتحقيق طموحات وأطماع ذاتية بغية الاستفادة المادية من كرسي الحكم. وعادة بعد كل انقلاب يتم إعلان.. يعلن فيه الانقلابيون الاستيلاء علي السلطة.. وهذا لم يحدث!! أما تعريف (الثورة).. هو التعبير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته ك«القوات المسلحة» أو بين خلال شخصية تاريخية.. لتحقيق طموحات الشعب في تغيير نظام الحكم العاجز والفاشل عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية. وهذا هو ما تم خلال (ثورة 30 يونية) وجمعة التفويض للتخلص من حكم الجماعة الفاشى!! الكلمة الأخيرة: القيادات الحالية لجماعة الإخوان.. قضت علي كل تعاطف ومساندة.. تمتعت بها -على غير حق- طوال 85 عاماً.. بسبب ما ارتكبته من جرائم مروعة ضد شعب مصر والتخطيط لهدم كيان الدولة المصرية.. حتي يتسنى لهم حكمها لقرون قادمة.. وفي نفس الوقت إتاحة الفرص لقوي خارجية للهيمنة علي مصر.. والمنطقة العربية بكاملها. سلمت يا مصر