أثبتت الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية ومحاولة الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفتيها انجلترا وفرنسا لتوجيه ضربة عسكرية إلي سوريا أن 30 يونية لم يكن يوماً لإسقاط نظام حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر فقط بعد أن عانت فئات الشعب من سياساته وإنما كان يوماً أنقذت فيه العناية الإلهية مصر وجيشها من الدخول في حرب مع سوريا بعد أن كاد الرئيس المعزول محمد مرسي قد دق طبولها بإعلان قطع العلاقات معها في منتصف يونيو الماضي قبل رحيله. وكان الرئيس المعزول قد خرج بدون علم أو معرفة أو مناقشة قيادات القوات المسلحة ليعلن قطع العلاقات المصرية السورية بل قال نصاً «إن مصر وجيشها وشعبها لن تصمت علي ما يحدث في سوريا من نظام بشار تجاه المعارضين» وهو ما كان سيحمل الجيش والشعب معاً مخاطر عديدة. ووفقاً لما نشاهده علي الساحة فإن 30 يونية وخروج ملايين المصريين أعاد الحياة للشعب المصري بعد عام مرير من حكم الإخوان لبدء خارطة طريق بناء الدولة المصرية كما أنه حافظ علي الجيش المصري من تنفيذ المخطط الأمريكي ضد الجيش لكسر قوته كآخر جيش عربي قوي في المنطقة وكادت مصر أن تكون شريكاً في حرب علي بلد عربي شقيق كان يوماً هو الطرف المكمل لاتفاقية الدفاع العربي المشترك عام 1958 بل ساهم مع مصر في حربها ضد الكيان الصهيوني بشكل كبير. وقال اللواء محيي نوح ،الخبير العسكري إن 30 يونية أنقذ مصر من كل المخاطر بعد أن كان هناك مخطط أمريكي عن طريق نظام حكم جماعة الإخوان في توريط الجيش المصري في سوريا وهي البلد التي حاربت مع مصر في 1967 و1973 وكان بينهما اتفاقية الدفاع العربي المشترك في الفترة من 1958إلي 1961. وأكد «نوح» أن القيادة العسكرية الواعية متمثلة في الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة فطنت لذلك المخطط الخبيث منذ بدايته وكانت لن تسمح بتنفيذه حتي لو كان الرئيس المعزول لم يعترض لأن القوات المسلحة تعرف متي وأين تتدخل؟. وقال العميد حسين حمودة الخبير الأمني إن أمريكا كانت تدعم وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم مقابل تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد التي تريده واصفاً إياه بالمشروع «الأخوأمريكي» وتوريط الجيش المصري في حروب لا علاقة لمصر بها لكسر هيبته لكونه آخر جيش عربي قوي في المنطقة. وأضاف «حمودة» أن الرئيس المعزول كاد يدخل البلاد والجيش في حرب تريدها أمريكا ضد سوريا من أجل تقسيمها إلي ثلاث دول سنية وعلوية وكردية لتكون إسرائيل هي الفائز الأول بالحصول الكلي والشامل علي هضبة الجولان. واستكمل «حمودة» تصريحاته بأن المخطط الذي تم القضاء عليه في 30 يونية كان يهدف للقضاء علي الجيش المصري وتوريطه في الحصار والحرب علي سوريا وفقاً للمخطط الأمريكي لتنجح أمريكا في كسر الجيش المصري ومن ثم استفادة إسرائيل بمساحات أرض في الدول المحتلة وفرض نفوذ أكبر علي مصر عن طريق أمريكا. ووصف «حمودة» 30 يونية بأنه يوم فاصل في تاريخ مصر ليس لكونه أسقط نظام حكم جماعة الإخوان فقط وإنما لكونه أنقذ الجيش المصري من توريطه في سوريا خاصة أن تصريحات الرئيس المعزول كانت بدون علم القيادة العسكرية للقوات المسلحة. وأكد ان الخطر لم ينته ولكنه لا يزال قائماً حتي الآن وقال: «علي الشرطة المصرية أن تبذل قصاري جهدها من أجل تأمين البلاد داخلياً حتي يعود الجيش المصري إلي مهمته الرئيسية في حماية حدود البلاد».