وجهت وزارة الداخلية ضربة قوية لتنظيم الإخوان بالقبض على مرشدها الدكتور محمد بديع، ولكن لم تيأس الجماعة فى استطراد المقاومة وأعلنت محمود عزت مرشدًا مؤقتًا. وفى إطار محاولات الإخوان لرد الضربة، أوضح الدكتور كمال الهلباوى القيادى الإخوانى المنشق عن التنظيم أن الإخوان بالطبع لن يكونوا سعداء بإلقاء القبض على بديع لأنهم سيواجهون تحديات أكبر، وسوف تتباين ردود أفعال الأعضاء، ما بين أقلية سترى ازدياد العنف وأغلبية لن توافق على هذا. كما أعرب الهلباوى عن أمنياته بأن بديع يعلن عن مكانه، ويقبل التفاهم ويلجأ إلى المصالحة الوطنية، ويوقف نزيف الدم، وأن تعتذر الجماعة للشعب المصرى عما بدر منها، لعل الشعب يتقبل عودتها مرة أخرى وانخراطها داخل المجتمع، ويتركوهم لممارسة الدعوة الإسلامية بشكل سلمى، مشددًا على ضرورة عودتهم إلى نهج البناء وأن ينخرطوا مرة أخرى مع الشعب، خاصة عقب جو الحرية الواسع الذى أتاحته ثورة 25 يناير ومن ثم ثورة 30 يونيو. من جانبه أكد المحلل الاستراتيجى اللواء طلعت مسلم أن أهم ما يشغل الجماعة الآن هو إعادة ترتيب أوراقها، والذى بدأ واضحًا فى سرعة تعيين مرشدًا جديًدا لها، مشيرًا إلى توقعه بتكثيف تنظيم الإخوان للمسيرات والضغط على مراكز السلطة، وكذلك محاولة قتل المزيد من جنود القوات المسلحة والشرطة، وأنهم سيلجأون للعنف بشكل كبير، وسيظلوا فى محاولاتهم للسيطرة على منشآت الجيش والشرطة. وعن قرب بداية النهاية لتنظيم الإخوان، أكد المحلل الاستراتيجى أن النهاية ليست بهذه البساطة، لأن هذا التنظيم ملئ بالعديد من مراكز القوى التى تستطيع مواجهة الموقف. بينما أشار المحلل الاستراتيجى الدكتور أحمد شوقى حفنى إلى أن الإخوان حاليًا يتعرضون لأشد هجمة فى تاريخهم، لأنهم يعادون كلا من الحكومة والشعب، موضحًا أنه إذا لم تستطع الجماعة أن تستمر فى ظاهر المجتمع، فإنهم محترفون فى اللعب "من تحت الأرض". ويتوقع حفنى أن تستمر الجماعة فى ظهورها من خلال ما يطلق عليهم المعتدلين، وهم من ليسوا على ذمة قضايا وليسوا مطلوبين للقضاء. وأعرب المحلل الاستراتيجى فى هذا الصدد عن أمنياته بأن يتقبل المجتمع المعتدلين منهم حتى ينبذوا هم بداخلهم عناصر العنف والتطرف. وأشار حفنى إلى أن العنف متوقع ومطروح بشدة خاصة بعد تحالفهم مع الجماعات الجهادية فى سيناء، والذى أطلق من جانبه على هذا التحالف "حلف الشيطان"، مضيفًا أن التحصينات الأمنية لابد وأن تزداد وإلا يعتبر إهمالًا، ويرى أن من أهم الإجراءات الأمنية التى يجب أن تتخذ هو تكثيف أجهزة المعلومات، لأن خطط المقاومة تبنى خططها على إثر هذه المعلومات.