بدأت السلطات الليبية تحقيقا موسعاً امس، للتوصل الى الجناة فى عملية التفجير الغامض الذى وقع أمام مبنى القنصلية المصرية في مدينة بنغازي «شرق ليبيا» حيث خلف التفجير أضرارا مادية دون ان يسفر عن وقوع ضحايا ، وتبحث السلطات الليبية عن سيارة شوهدت قبيل التفجير كانت تمر امام القنصلية ، يعتقد انها قامت بزرع القنبلة المتفجرة بالقرب من باب القنصلية وفرت هاربة، وقررت ليبيا نشر قوات للردع لحماية الأمن أمام المناطق الحيوية بالتعاون مع إدارة النجدة والدوريات بوزارة الداخلية وجهاز الحرس البلدي وعدد من الإدارات المختصة بالوزارة، بجانب إقامة بوابات ونقاط تفتيش بمداخل طرابلس وبنغازى ومخارجها، للتفتيش عن السيارة المجهولة، والبحث عن الجناة، وايضا البحث عن متفجرات اخرى واسلحة يمكن ان تستهدف مصالح مصرية او بنايات اخرى تابعة لدول عربية واجنبية بالبلاد. وقال اشرف شيحا القنصل المصري فى تصريحات للاعلام الليبى امس ان خلو السفارة من الموظفين أثناء عملية الاستهداف لكون اليوم السبت عطلة رسمية في ليبيا وأوضح أن السفارة ستغلق ابوابها للصيانة، وقد انتقلت قوات الصاعقة على الفور إلى مقر السفارة وقامت بحمايته من أعمال النهب والمحافظة على محتويات السفارة . وعقب التفجير قامت إحدى طائرات السلاح الجوي الليبي بتنفيذ طلعة استكشافية للمناطق الحدودية الليبية المتاخمة لمصر تحسبا لحدوث اى تفجيرات اخرى ، واعلن المكتب الإعلامي في قاعدة طبرق الجوية ل «وكالة أنباء التضامن» أن طائرة من طراز ميغ 21 نفذت طلعة استكشافية بالتنسيق مع الغرفة الأمنية المشتركة بطبرق، والتي أنشئت منذ أسابيع قليلة، وأضاف المكتب أن الاستطلاع شمل اغلب الحدود الليبية المصرية، والساحل الشرقي لمنطقة طبرق، لافتا إلي أن قائد الطائرة رفع تقريرا للغرفة الأمنية المشتركة حول تفاصيل الاستطلاع ونتائجه. وكان المتحدث الرسمي لغرفة العمليات الامنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزائدي قد قال إن «سيارة مرت بعد ظهر السبت من امام مبنى القنصلية المصرية في منطقة الفويهات وسط مدينة بنغازي والقى مجهولون كانوا يستقلونها عبوة ناسفة على المبنى ولاذوا بالفرار»، واضاف الزائدى أن «العبوة الناسفة انفجرت مخلفة اضرارا مادية بالسور الخارجي للقنصلية وبعض السيارات القريبة من المبنى دون ان يسقط ضحايا»، وأكد ان السيارة التي ابلغ عنها شهود العيان قيد التتبع وان غرفة العمليات ستعمل على زيادة التأمين لهذه القنصلية وغيرها، كما قال ليبيون لوكالة الانباء الفرنسية إن القنصلية شهدت الايام الماضية حالة من غضب الليبيين الذين ترددوا خلال الأيام الماضية على القنصلية للحصول على تأشيرة دخول إلى مصر ، وذلك بسبب تشديد الإجراءات الجديدة الصارمة من قبل القنصلية للحصول على تأشيرة الدخول لمصر. وقال أخرون إن انصاراً لجماعة الاخوان المسلمين الليبية تجمعوا خلال الايام القليلة الماضية امام قنصلية مصر في بنغازي للتنديد بما زعموه من استخدام الجيش للقوة المفرطة والعنف في فض اعتصام رابعة العدوية ، وأصدرت جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا بيانا قالت فيه انها تلقت «بقلق بالغ الاحداث الدموية المروعة التي جرت وتجري في مصر الشقيقة خلال هذه الايام نتيجة للطريقة غير الانسانية التي تتبعها سلطة الانقلاب باستخدامها القوة المفرطة في فضها للاعتصامات السلمية المؤيدة للشرعية»، وطالبت الجماعة فى بيانها المؤتمر الوطني العام وهو اعلى سلطة تشريعية في ليبيا، والحكومة ب «التنديد بما زعمته من طريقة إجرامية تعاملت بها السلطة العسكرية المصرية مع معتصمي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر وما خلفه ذلك من مئات القتلى والاف الجرحى والمعتقلين». وحاولت الحكومة الليبية الرد على مظاهرات الاخوان فى ليبيا بإعلانها بيانا ورد فيه أن الاحداث الجارية في مصر «هو شأن داخلي ، وأن الدولة الليبية تقبل بما يجمع عليه الشعب المصري»، واضاف البيان ان الحكومة «في الوقت الذي تعبر فيه عن أسفها وألمها الشديدين للأرواح التي أزهقت والدماء التي سفكت، فإنها تتضرع إلى الله عز وجل أن يصلح ذات البينين ويحفظ مصر وشعبها من كل مكروه ويمن عليها بالسلامة والاستقرار». يذكر ان تفجيرات غامضة قد استهدفت العديد من المصالح الغربية عقب ثورة 17 فبراير 2011 التي سقط على اثرها حكم معمر القذافي ، كان ابرزها الهجوم الذي استهدف القنصلية الامريكية في بنغازي وادى الى مقتل السفير كريستوفر ستيفن في سبتمبر 2012، ثم تفجير كبير استهدف مبنى السفارة الفرنسية في العاصمة الليبية طرابلس مطلع العام الحالي مخلفا العديد من الجرحى واضرارا جسيمة بالمبنى ، وامس الاول الانفجار امام القنصلية المصرية، وتاى هذه الانفجارات في ظل عدم سيطرة السلطات الليبية على المشهد الأمني الغائب عنه رجال الجيش والشرطة والمسيطر عليه من قبل المسلحين الذين اسقطوا القذافي.