أغرب معركة،نمربها فى مواجهة الإخوان،هى حجم الأكاذيب التى تروجها الجماعة،حول مرسى ومرحلة حكمه،فهم يتحدثون فى «إشارةرابعة» عن ديمقراطية لم تشهدها مصر، قضى عليها الجيش!! ويتناسون أن قيادات المؤسسة العسكرية،لم يكن أمامهم سوى الإجابة على سؤال «إجبارى» فى اختبار ليس فيه رفاهية الاختيار، فإما الانحياز للملايين الذين نزلوا للشوارع معبرين عن رفضهم لاستمرار رئيس فاشل وتابع يأتمر بما تصدره جماعته من قرارات، وإما انقسام وطنى يهدد الأمن القومى، تكون نهايته انهيار الدولة المصرية الحديثة، وبناء دولة استبداد دينى تقضى على فكرة المؤسسات، ليبدأ نظام» الجماعة»الأهم والأقوى من الوطن. صحيح الجماعة هددت باندلاع حرب مدمرة فى حال عزل مرسى، ولكنها،بحسابات دقيقة، كان مفهوماً أنها حرب،مؤقتة، من الإرهاب ضد الدولة، ولا ترتقى إلى نموذج الحرب التى تهدم الدولة، وبالتالى كانت خسائر عزل مرسى أقل بكثير، من نتائج بقائه. أما الأكذوبة الأكبر التى يروجها الإخوان، هى أن مرسى الذى ظل فوق عرشه، عاماً كاملاً، وكان يملك سلطات مطلقة، لم يستطع تحقيق إنجازاته التى كان يهدف إليها، بسبب تربص الأعداء، بل وصلت بهم الأكاذيب إلى حد ترويج فكرة تقول إن عزله منعه من تعيين ملايين الشباب، وتوزيع مئات الآلاف من الأفدنة على المواطنين!! ومطلوب ممن لديه عقل أن يصدق هذه الأكاذيب، ويتعامل معها باعتبارها حقيقة تستحق الاحترام، وليس السخرية،والدعاء على من يروجها، بأن يعاقبه الله، يوم الحساب الأعظم، بما يستحقه ناشر الفتنة.وينسى هؤلاء الكذابون أن رئيسهم المعزول لم يعمل يوماً واحداً من أجل الوطن، ولا المواطن،ولكنه كان، منذ تسلم مهام منصبه، منحازاً لجماعته، ولم يكن رئيساً لكل المصريين، فكانت قراراته منذ اعتلى «عرش» مصر، تهدف لتمكين الجماعة، وتعمل لصالحها، وكانت كل الإجراءات التى اتخذها صادمة، مثل إعادة مجلس الشعب للعمل رغم أنف القضاء، وتمرير الدستور الباطل، وكان عنده فى الأدراج تشريعات يستعد لإصدارها، لتكميم الأفواه، وتفصيل قانون انتخابات على مقاس الجماعة، ومنع أى حزب معارض من التظاهر فى مواجهة المرشد ومكتبه، قبل أن يكون التظاهر،ضد مرسى المندوب الإخوانى فى مؤسسة الرئاسة!! مرسى، الديمقراطى، قال كلاماً لا يصدقه الذين منحوه أصواتهم، من غير الإخوان، فقد قال الرئيس المنتخب، فى يناير الماضى: «أكدتُ قبل ذلك كما تعلمون جميعا أنني ضد أي إجراءات استثنائية ولكني أكدت أيضا أنني إذا اضطررت سأفعل وهأنا أفعل حقنا للدماء وحفظا للأمن ضد مثيري الشغب والخارجين على القانون وحماية للمواطنين فقد قررت بعد الاطلاع على الدستور.. إعلان حالة الطوارئ في نطاق محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية لمدة ثلاثين يوماً»!! فعلها الرئيس الديمقراطى المعزول، هددنا، وتوعدنا بعد سبعة أشهر فقط من دخوله قصر الرئاسة،كان يتكلم دائماً عن صبره الذى نفد، ويتكلم عن إفلاس معارضيه الذين حذروا من إفلاس الدولة، وتوعد الجميع، وفرض قانوناً استثنائياً، عارضه هو شخصياً عندما كان نائباً برلمانياً ، قال إنه رئيس الثورة، ثم انقلب عليها وضرب أبناءها وشبابها، وتابعناه وهو يكيل بمكيالين، فالقتلة دائماً من معارضيه، والأبرياء البسطاء الذين لا يعتدون على الآمنين هم أنصاره.. ونحن نهدى كل المصريين ، مشهدين للرئيس الديمقراطى المعزول : الأول.. ماحدث عند قصر الاتحادية، فى أحداثها الأولى، عندما استخدم أنصاره العنف فى مواجهة المتظاهرين، بل واستخدموا السلاح، وسقط أبرياء كثيرون، من الجانبين ليست أغلبيتهم من الإخوان كما روجت الجماعة عندها قال الرئيس المعزول، كلاماً خطيراً، حول القبض على المجرمين، وقال: «إن 80 من المقبوض عليهم اعترفوا بذلك وسوف تكشف ذلك تحقيقات النيابة قريبا والتى ستعلن نتائجها فى أقرب وقت وسيتم سرد الوقائع بالكامل وممولى هؤلاء الممارسين للعنف سواء كانوا فى الداخل أو فى الخارج»!! ثم نكتشف أن الذين تم القبض عليهم أبرياء، وكانوا متظاهرين مسالمين، وبينهم معارضون أقوياء لحسنى مبارك،وكل رموز الاستبداد، ولكن الرئيس السابق لم يرهم، بل رأى جماعته، واستمع إليها، وأعلن تحويل المعارضين للنيابة، فقط، لأن شباب جماعة الإخوان المسلمين قبضوا عليهم، ولم ينبذ العنف،ولا ميليشيات جماعته، ولا حتى أشار إليها، بل لم يقل لنا من الذى أعطاهم سلطة القبض على الناس،وماهو مصدر الضبطية القضائية، التى انتزعوها رغماً عن الدولة ، ومؤسساتها!! أما المشهد الثانى: فهو توابع مظاهرات الذكرى الثانية لثورة25 يناير، قال عن الذين، واجهوا الشرطة، وآلة القتل الرسمية، من معارضيه أنهم بلطجية، يمارسون العنف، ولم يقل: إن المتظاهرين فى السويس، والقاهرة، ومحافظات الوجه البحرى، مسالمون، اعتدت عليهم قوات الأمن، لصالح مرسى، ولكنه قال إنهم اعتدوا على المنشآت، لم يشر إلى أنهم معارضون سياسيون، وجماهير كبيرة، أطاح هو بأحلامهم العريضة، وفرض حظر التجول على مدن القنال الثلاثة، ليعزلها عقاباً لها على معارضتها له، وكان رد القنال عليه قاسياً، ومعبراً، وتحدياً جديداً لقراراته التى لم تعرف سوى الأهل والعشيرة، فخرج الناس للشوارع رافضين الحظر الذى لم ينفع فى فك طلاسم السياسة المصرية التى قام مرسى وجماعته بتعقيدها!! مشهدان سابقان قال مرسى فيهما: أنا ابن الجماعة، رفيق بأبنائها، ولا أعرف سواهم شعباً!!هذه هى الرسالة التى وصلت لكل الناس خلال حكم مرسى،فخرجوا محتجين على المنهج،ورافضين لاستمراره يوماً واحداً. كان الرئيس السابق قادراً على حماية نفسه من العزل إذا وجدناه مرةواحدة يقول لجماعته: «من أنتم، أنا الآن رئيس الدولة، وشعبى يطالبنى بتقنين أوضاعكم ، قولوا لى من أين تأتى أموالكم، وما هى مصاريفكم، لإيداعها فى ملفات الدولة، التى لا تقبل أن يكون رئيسها عضواً فى جماعة تمارس السرية فى عملها وتمويلها». ولكن الرئيس الديمقراطى، كان يعلم أنه ليس رئيساً ولكنه مجرد مندوب للجماعة فى مؤسسة الرئاسة،فوجب عزله لأنه ابن الجماعة قبل أن يكون ابن الوطن!!