طبعا لا أقصد أبدا رائعة الروائي الايطالي ألبرتو مورافيا، فلا هو وقت مورافيا، ولا حتى وقت صوفيا لورين.. فالمرأتان اللتان اقصدهما لا يمتان للست صوفيا بصلة. الأولى «وجه البومة» كونداليزا رايس، طيبة الذكر والسيرة وزيرة خارجية امريكا السابقة التي وصفت يوم تدخل الجيش المصري ضد الرئيس المنتخب ديموقراطياً بأنه «يوم أسود»، بينما رفضت الاجابة الصريحة على مذيع شبكة سي. بي. اس وبرنامج «هذا الصباح» الذي سألها عن الأمر فقالت: «سواء وصفته بالانقلاب أم لا، فان تدخل الجيش يوم أسود لمصر». الست «كوندي» كما كان يدلعها تلميذها السابق ورئيس امريكا الأسبق والأكثر طيشا جورج بوش الابن هي مهندسة ما يسمى بالربيع العربي، او ما اطلقت عليه «الفوضى الخلاقة، وهي منفذة نظرية «أستاذها» اليهودي هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا «الاشهر» الثعلب العجوز - 90 عاما - حول «الشرق الاوسط الجديد»، فماذا قال مناصر الكيان الصهيوني الاشهر في 27 نوفمبر 2011 لصحيفة «دايلي سكيب»؟ «في الحرب العالمية الثالثة سيتوجب على إسرائيل قتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط، ولقد أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الاوسط، نظرا لاهميتها الاستراتيجية لنا خصوصاً انها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى، ولم تبق الا خطوة واحدة، وهي ضرب ايران وعندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتيهما سيكون «الانفجار الكبير» والحرب الكبرى التي لن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي «اسرائيل» وأمريكا وسيكون على اسرائيل القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط. وأضاف ان طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط وبقوة ومن لا يسمعها فهو بكل تأكيد «أصم». وأشار كيسنجر إلى أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيكون نصف الشرق الأوسط «لإسرائيل». وقال «لقد تلقى شبابنا في أمريكا والغرب تدريبا جيدا في القتال خلال العقد الماضي وعندما يتلقون الأوامر للخروج إلى الشوارع ومحاربة تلك «الذقون المجنونة» فسوف يطيعون الأوامر ويحولونهم إلى رماد. وأوضح كيسنجر ان ايران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أمريكا واسرائيل لكل من ايران وروسيا بعد ان تم منحهما الفرصة للتعافي والاحساس الزائف بالقوة وبعدها سيسقطان وللأبد لنبني مجتمعا عالميا جديدا لن يكون الا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية (السوبر باور) وقد حلمت كثيرا بهذه اللحظة التاريخية». هل تعتقدون أن ما يحدث في مصر له علاقة بذلك؟ أنا شخصياً أعتقد أن دعم الولاياتالمتحدة للإخوان هو جزء من هذا المخطط الشيطاني، فالذئب لا يهرول عبثاً، كما تقول العرب، والتخلص من حكم الإخوان جاء بمثابة «عصاة» في عجلة المخطط «الصهيو – أمريكي»، لذا تحاول واشنطن إعادة المخطط إلى مساره، وإعادة الإخوان،.. أو سيضطر المنفذون للجوء إلى الخطة (ب)، وإطلاق صواريخ «جراد» على إسرائيل، لإعطائها مبرر الدخول على الخط واستغلال الفرصة، بينما سورية تتمزق وجيشها مشتت في المحافظات، والعراق غارق في دماء التفجيرات المتبادلة بين السنة والشيعة، يوم هنا ويوم هناك، ولم يعد لجيشه وزن عسكري يذكر. وجيش مصر يطارد «إرهابيي العالم» المعتصمين في جبل «الحلال»، ويحاصر مؤيدي الرئيس المعزول في «رابعة» و«النهضة». .. لا حقق الله أحلام الصهيوني هنري كيسنجر في تحويل «الذقون المجنونة» إلى رماد، وحمى الله «ذقوننا» و«عقولنا» من شر العبث والعابثين. .. ولا حقق المولى تعالى أضغاث أحلام «كوندي» في شرق أوسط جديد بزعامة إسرائيل الكبرى. أفيقوا يرحمكم الله.. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66