تحت عنوان "الهجوم على سيناء يحتل بؤرة الصراع بين الجيش المصري والإخوان المسلمين"، رأى المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" أنه إذا فشل وزير الدفاع المصري الفريق "عبد الفتاح السيسي" في المعركة بسيناء سيجد صعوبة في البقاء بالقاهرة، مؤكداً أن الجيش المصري في حاجة للتعاون مع البدو للقضاء على الإرهاب. واستهل الكاتب مقاله بنقل ما كتبه الروائي المصري الشهير "علاء الأسواني" على صفحته بالفيسبوك بأنه "إذا كانت إسرائيل هي التي هاجمت في سيناء، يتعين علينا تأييد جيشنا في مواجهته مع إسرائيل، لكن أن يستغل الإخوان المسلمين هذا الحدث لصالح الرئيس المعزول- تكون هذه سفالة"، مشيراً إلى أن الحدث الذي وقع في سيناء (والذي بحسب ما تردد من شائعات قامت فيه إسرائيل بتصفية ناشطين إرهابيين من الجو وهو ما نفاه الجيش المصري) وضع في اليومين الأخيرين الأسواني ونظرائه العلمانيين والليبراليين في أزمة سياسية، حيث أنهم إذا اتهموا الجيش بالتعاون مع إسرائيل سيطلقون بذلك الرصاص على أرجلهم بأنفسهم، لأن الجيش هو ركيزتهم الصلبة التي ستمنع عودة الإخوان المسلمين للسلطة، وبالتالي محظور وصم الجيش بالتعاون مع إسرائيل أو السماح لها بمهاجمة سيناء. وأضاف "برئيل" أنه لهذا السبب صمتت فجأة الأصوات التي تعالت قبل عام بالتحقيق في كيفية سماح مصر لقوة إسرائيلية بالتوغل في الأراضي المصرية، مشيراً إلى أن الرواية الرسمية هي التي تتداولها صحف المعارضة، والتي بموجبها قامت مروحية مصرية بتصفية الخلية الإرهابية أثناء استعدادها لتنفيذ عملية إرهابية، زاعماً أن تلك الصحف جندت لمساعدتها وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه بوجي يعالون، والذي احتلت كلمته بشأن "احترام إسرائيل للسيادة المصرية" المانشيتات الرئيسية بالصحف. وتابع "برئيل" أن "الأسواني"، مؤلف رواية "عمارة يعقوبيان" وعضو حركة "كفاية"، نسى أنه قبل يومين من ذلك اتهم إسرائيل بتأييد الإخوان المسلمين لكي يمنعوا حماس من تنفيذ عمليات ضدها، متسائلاً: ماذا سيقول الأسواني الآن بعد ذلك الحادث؟ إن إسرائيل شريكة الجيش المصري وحليفة دعاة الديمقراطية؟ ورأى "برئيل" أن هذا الفخ الذي وقع فيه المثقفون له تبعات عملية، لأنه خلافاً لفترة حكم مبارك، يحتاج الجيش المصري تأييداً شعبياً لكي يستطيع العمل بالجبهتين التي وقع فيهما وهما الجبهة الداخلية السياسية أمام الإخوان المسلمين والجبهة الأمنية في سيناء، مشيراً إلى أن تلك الجبهتين مرتبطتين ببعضهما البعض، لاسيما بعدما قال قبل بضعة أسابيع محمد البلتاجي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين: "نحن قادرون على وقف ما يحدث بسيناء في لحظة، فقط أفرجوا عن مرسي وأعيدوا الوضع لسابق عهده". وأضاف الكاتب أن وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي" ليس بمقدوره الاختيار بين الجبهتين، فكلاهما مشتعل، وكلاهما يتطلب العمل الفوري، لاسيما بعد فشل محاولات الوساطة الدولية، بما في ذلك المحاولة الأمريكية التي تلقت ضربة شعبوية، زاعماً أنه إذا اتضح فشل السيسي في المعركة بسيناء سيجد صعوبة في الحفاظ على شعبيته بالقاهرة، وإذا لم ينجح في إنهاء الاعتصامات الحاشدة لجماعة الإخوان المسلمين بميدان رابعة العدوية في القاهرة قد يتراجع الدعم الشعبي لمعركته في سيناء.