قالت "توكل كرمان"، الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة السلام، في مقالها اليوم بصحيفة (جارديان) البريطانية إن الذريعة التي خرج بسببها المصريين يوم 30 يونيو للإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي" هو حالة الانقسام التي شهدها الشعب المصري وتسببت فيها جماعة الإخوان. وانتقدت "كرمان"، التي منعت الأسبوع الماضي من دخول مصر، تدخل الجيش للإطاحة بمرسي مؤكدة أنه على الرغم من نزولها في مظاهرات 30 يونيو لدعم معارضي مرسي إلا أنها ترفض نظام الحكم الحالي الذي وصفته بأنه "وحشي وغير شرعي". ولفتت "كرمان" إلى أنه بالرغم من أن فترة حكم مرسي شهدت حالة انقسام إلا أن ما حدث جعل الانقسام أعمق والاستقطاب أشد. وقالت "كرمان": نجاح رؤساء الدول أو الحكومات يقُاس أكثر باحترامهم للحقوق المدنية والسياسية وليس بالازدهار الاقتصادي، وقد مر مرسي باختبار صعب بمحاولته ضمان هذه الحقوق في الوقت الذي كان يتمتع خصومه بحرية أكثر من مؤيديه. ولعلنا نقارن بين موقف مرسي هذا وما حدث ويحدث لمؤيديه منذ الانقلاب: تم اعتقال المئات، وقتل و جرح المئات أثناء احتجاجهم سلميا. وحذرت كرمان من أن ما تشهده مصر حاليا يمكن أن يكون له تداعيات "مدمرة" على الديمقراطيات الناشئة في العالم العربي، وهو سيفقد الشعوب إيمانها بالعملية الديمقراطية ويمهد الطريق أمام الجماعات المتطرفة. وحذرت من أن تنظيم القاعدة وأنصاره كانوا يستهزئون من جماعة الإخوان لأنها كانت تعتمد على صناديق الاقتراع في اكتسابها الشرعية لحكم البلاد، ولكنهم يروا أن الحل للأزمة التى يمرون بها الآن لن يأتي إلا باستخدام السلاح.