رفض عصام الأمير خلال دوره كرئيس للتليفزيون الممارسات الإعلامية الخاطئة في عهد الإخوان، واحتج علي أحداث الاتحادية وتعذيب المصريين التي سالت دماؤهم في الشوارع، فقدم استقالته من رئاسة التليفزيون وتمر الأيام ويتمرد شباب مصر علي ما يحدث وتندلع ثورة 30 يونية ويعزل مرسي وأقرانه ليرد اعتباره، ويعود الأمير «مرفوع الرأس وتهدي له الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام قراراً بتوليه رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون لينسج معها إعلاماً حراً يحترم عقل المشاهد ويتحدث بلغة الشعب المصري ويسترد مكانته مرة أخري. ويقول الأمير في أول حوار له بعد توليه المنصب، إن قرار وزيرة الإعلام درية شرف الدين اختياري رئيساً للاتحاد أسعدني واعتبرته أجمل هدية قدمت لي في عيد الفطر لأنها أكدت أن مصر بها شرفاء يحملون لواء الوطن ويقدرون كرامة الإنسان المصري. يحتاج اتحاد الإذاعة والتليفزيون قرارات حاسمة لتنمية موارده بعد التراخي الذي شهده في الأعوام السابقة؟ - الاتحاد لديه قطاعات كثيرة سواء تسويقية أو إنتاجية، ودراسة تفعيلها بشكل يعطي قيمة مضافة للاتحاد، ويسهم في تنمية موارده، وأنا علي يقين أن دكتورة درية تأمل في تجديد وتطوير القطاعات وإن شاء الله نعمل سويا للوصول لحلول لجميع المشاكل المتراكمة وعبور المرحلة وإضافة شيء ملموس للمشاهد والعاملين. هل تعيين وزيرة للإعلام يقلل من حدة الاعتصامات؟ - اختيار دكتورة درية كأول وزيرة للإعلام يسهم بشكل كبير في تهدئة الاعتصامات داخل ماسبيرو، وأعلم أن الوزيرة من النوع الهادي الذي يأخذ قراراته بعد تفكير كبير، خاصة القرارات التي تكون في صالح العاملين في ماسبيرو، فوجود امرأة علي رأس الإعلام المصري شرف للمرأة المصرية لأن المنصب كان مقصوراً علي الرجال فقط، في حين أن من صاغ الإعلام وساهم في تطويره همت مصطفي وصفية المهندس وأبلة فضيلة وسامية صادق وأخريات، وتعلمنا علي أيديهن أبجديات الإعلام والدكتورة درية بنت التليفزيون تربت في محرابه وتسعي لصنع إعلام مصري خالص وتعطي فرصة لتحقيق التوازن الإعلامي المطلوب في هذا الوقت. يري الكثيرون أن الإعلام المصري يحتاج إلي قُبلة الحياة ليعود للصدارة؟ - ظُلِم الإعلام كثيراً بسبب السياسات التي فرضت عليه، ولكنه باقٍ بمبدعيه الذين صنعوا أمجاد الإعلام الخاص والعربي فهو يحتاج إلي تكاتف الجميع معا والعمل كفريق واحد وترك المشاكل جانباً حتي نعبر هذه المرحلة التي أراها مصيرية لمصر بعد أن قال الشعب كلمته وساعد الإعلام على ذلك. دائماً الشباب صانع للثورات ولكنه يستبعد من القيادة؟ - أري أن الشباب له مكانه كبيرة، وتمت الاستعانة به في مواقع عديدة وبابي مفتوح لجميع أفكار الشباب وتطبيق الصالح منها علي أرض الواقع ويكونون معنا في مستقبل الإعلام ونهضته. قدمت استقالتك اعتراضاً علي سياسة الإخوان ورفضت التعليق نهائيا على سياسة ماسبيرو الإخوانية؟ - كان أبسط شيء أفعله في ظل أخونة الإخوان لماسبيرو، وتضليل المشاهد أن انسحب بهدوء أنا وعلي عبدالرحمن من المشهد، خاصة أن أحداث الاتحادية أغرقت الدماء في الشوارع ولم يحرك وزير الإعلام ساكناً، بل تجاهل تماماً الحدث واعتبره لم كأن يكن فكان التعامل مع الوزير مستحيلاً. لماذا لا تعترض وتواجه الوزير بسياساته الخاطئة؟ - موقفي كان معلناً من سياسة الوزير واعترضت علي فرض شخصيات بعينها لظهورهم في البرامج وحدثت مشادات بيننا، ولكني أحسست أن الكلام معه لا يفيد ولابد من ترك منصبي حتي لا أشارك في المهزلة. ماذاستفعل في مشكلة سيارات البث المباشر التي استولي عليها المعتصمون في رابعة؟ - أعلم أن ملف القضية برمته تم تحويله للنيابة ويتم التحقيق في الواقعة وكيفية تسريب رقم الكود الخاص بسيارات البث والأيام القادمة ستكشف عن حقائق كانت غائبة عن الجميع وستتم رقابة صارمة علي الكاميرات والسيارات حتي لا يساور البعض من استغلال ممتلكات التليفزيون في تهريبها أو المساعدة في السطو عيها. من يحمي حرية الإعلام وجعله إعلاما للشعب؟ - الإعلاميون أنفسهم قادرون علي حماية الكلمة، ولكن لابد أن نضع ضميرنا أمامنا لأنه هو الرقيب الحقيقى علي ما يقدم، خاصة ونحن في حالة بناء لوطن سُرِق ثم عاد مرة أخري لشعبه وعلينا إطلاق قوانين تحمي الإعلام واستقلاله عن سيطرة الحكومات والتأكيد علي دوره كإعلام للشعب وعدم خرق القوانين حتي لا يكون خاضعاً للسياسات بعينها. يقال إن وجودك رئيس اتحاد سيكون لمدة ثلاثة أشهر فقط فهل هذه المدة كافية لتصحيح مسار الشاشة خاصة وتحويل الاتحاد الي هيئة؟ - لا تفرق معي المدة نحن نعيش ظروفاً صعبة ومطلوب منا العمل وتغيير المفاهيم التي أراد فكر معين تغييرها وسوف أفعل ما في استطاعتي لإضافة شيء مفيد للعاملين والشاشة معا، وأري في دكتورة درية التصميم علي خروج المبني من عنق الزجاجة ووضعه في المكانة الحقيقية له وازدهار الشاشة وتقديم برامج تليق بالتليفزيون المصري وأري أن الإعلانات ستتوافد علي التليفزيون ولم يحسم بعد المدة المخصصة لإطلاق هيئة الإعلام.