السيسي: السلام العادل حل وحيد لضمان التعايش الآمن والمستدام بين شعوب المنطقة    ارتفاع أسعار النفط 5% مع مخاوف تعطل الإمدادات    قندوسي: سأعود للأهلي وموقفي من الانتقال ل الزمالك.. وكل ما أُثير عن بلعيد غير صحيح    سجل لأول مرة في الدوري الأوروبي.. مرموش يقود فرانكفورت للفوز على بشكتاش بثلاثية    محمد رمضان: هدفنا سرعة حسم الصفقات.. وتوليت المهمة في توقيت صعب    متحدثة "يونيسيف": 300 ألف طفل لبناني دون مأوى بسبب الحرب    تحرك عاجل من الخارجية المصرية بشأن مقتل مصريين في المكسيك    حقيقة استقالة نصر أبو الحسن من رئاسة الإسماعيلي    فتح المتاحف والمسارح القومية مجانا احتفالا بنصر أكتوبر    الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل ضابط برتبة نقيب في معارك جنوب لبنان    رئيس «الإنجيلية» ومحافظ الغربية يشهدان احتفال المستشفى الأمريكي بمرور 125عامًا على تأسيسه    توتنهام يواصل عروضه القوية ويهزم فرينكفاروزي المجري    6 مصابين بينهم طفلان في حادث سيارة أعلى "أسيوط الغربي"    تطورات أحوال الطقس في مصر.. قائمة بدرجات الحرارة    رئيس وزراء العراق: التصعيد في لبنان وغزة يهدد بانزلاق المنطقة في حرب شاملة    إيرادات الأربعاء.. "X مراتي" الثاني و"عنب" في المركز الثالث    6 أعمال ينتظرها طه دسوقي الفترة القادمة    أسرتي تحت القصف.. 20 صورة ترصد أفضل لحظات وسام أبوعلي مع عائلته والأهلي    ريادة في تطوير العقارات.. هايد بارك تحقق نمو استثنائي في المبيعات لعام 2024    تحديد مدة غياب ماركوس يورنتي    اجتماع موسع لقيادات مديرية الصحة في الإسكندرية    ضبط 17 مخبزا مخالفا في حملة على المخابز في كفر الدوار    ممدوح عباس يهاجم مجلس إدارة الزمالك    المؤتمر: مبادرات الدولة المصرية بملف الإسكان تستهدف تحقيق رؤية مصر 2030    إيمان العاصي تكشف عن مفاجأة في الحلقات القادمة من مسلسل برغم القانون    أمين الفتوى: الاعتداء على حريات الآخرين ومجاوزة الحدود من المحرمات    مدير كلية الدفاع الجوي: خريج الكلية قادر على التعامل مع أحدث الصواريخ والردارات الموجودة في مصر    قافلة طبية لأهالي «القايات» في المنيا.. والكشف على 520 مواطنًا    تكريم أوائل الطلاب بالشهادات الأزهرية ومعاهد القراءات بأسوان    3 وزراء يفتتحون مركزًا لاستقبال الأطفال بمقر "العدل"    عضو المجلس العسكري الأسبق: مصر لديها فرسان استعادوا سيناء في الميدان والمحاكم - (حوار)    «الثقافة» تناقش توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي بمهرجان الإسماعيلية    صندوق النقد الدولي يؤكد إجراء المراجعة الرابعة للاقتصاد المصري خلال الأشهر المقبلة    أمين عام الناتو يزور أوكرانيا ويقول إنها أصبحت أقرب لعضوية الحلف    "القاهرة الإخبارية": الحكومة البريطانية تطالب رعاياها بالخروج الفورى من لبنان    افتتاح المؤتمر الدولي السابع والعشرون لأمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس    شيخ الأزهر يستقبل سفير سلطنة عمان بالمشيخة    حكم صلة الرحم إذا كانت أخلاقهم سيئة.. «الإفتاء» توضح    أضف إلى معلوماتك الدينية| فضل صلاة الضحى    إصابة شاب بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    سفير السويد: نسعى لإقامة شراكات دائمة وموسعة مع مصر في مجال الرعاية الصحية    لطفي لبيب عن نصر أكتوبر: بعد عودتي من الحرب والدتي صغرت 50 سنة    باحث: الدولة تريد تحقيق التوزان الاجتماعي بتطبيق الدعم النقدي    تعديلات قطارات السكك الحديدية 2024.. على خطوط الوجه البحرى    العرض العالمي الأول لفيلم المخرجة أماني جعفر "تهليلة" بمهرجان أميتي الدولي للأفلام القصيرة    محافظ الغربية يبحث سبل التعاون للاستفادة من الأصول المملوكة للرى    تعدد الزوجات حرام في هذه الحالة .. داعية يفجر مفاجأة    منها «الصبر».. 3 صفات تكشف طبيعة شخصية برج الثور    السيسي يؤكد دعم مصر لرئاسة موريتانيا الحالية للاتحاد الأفريقي بما يحقق أهداف شعوب القارة    رئيس الوزراء ورئيس ولاية بافاريا الألمانية يترأسان جلسة مباحثات مُوسّعة لبحث التعاون المشترك    رئيس هيئة الرعاية الصحية يبحث تعزيز سبل التعاون مع الوكالة الفرنسية للدعم الفنى    "الشيوخ": حسام الخولي ممثل الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن    ضبط 17 مليون جنيه حصيلة قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    نحاس ودهب وعُملات قديمة.. ضبط 5 متهمين في واقعة سرقة ورشة معادن بالقاهرة    الصحة: تطعيم الأطفال إجباريا ضد 10 أمراض وجميع التطعيمات آمنة    مركز الأزهر للفتوى يوضح أنواع صدقة التطوع    «القاهرة الإخبارية»: استمرار القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل داخل لبنان    الحالة المرورية اليوم الخميس.. سيولة في صلاح سالم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روبرت فورد.. شيطان الدبلوماسية الأمريكية
نشر في الوفد يوم 07 - 08 - 2013

بين عشية وضحاها باتت واشنطن مجبرة على تغيير سفيرتها فى القاهرة آن باترسون تحت ضغط الغضب الشعبى الهائل عليها، الذى وصل الى حد لا يمكن معه استمرارها فى البلاد فالسيدة باترسون على غير من سبقوها فى المنصب،
سعت الى لعب دور سياسى وحاولت أن ترسم لنفسها صورة فى المشهد السياسى المصرى بدعمها المطلق لجماعة الإخوان المسلمين ومحاولتها تعزيز سلطتهم وتحكمهم فى البلاد حتى جاءت الموجة الثانية من الثورة فى 30 يونية الماضي لتطيح بحكم الجماعة ولتخلع السفيرة من منصبها.
فحسب التقارير الواردة من الخارجية الأمريكية تستعد واشنطن لتغيير سفيرتها فى القاهرة واستبدالها بالسفير روبرت فورد والذى سبق الإعلان الرسمى عن اسمه حملة رفض واسعة من القوى السياسية والثورية خاصة أن السيرة الذاتية للرجل لا تبشر بالخير وتؤكد انه جاء ليمارس دوراً أكبر فى الفتنة السياسية التى تعيشها البلاد الآن.
فواشنطن لم تتعلم من درس آن باترسون حتى الآن وتصر على أن تمارس نفس استراتيجيتها وطريقة تعاملها مع الأزمة السياسية فى مصر خاصة بعد قيام الثورة وتكرر نفس ما حدث فى أيام الموجة الأولى من الثورة بعد 25 يناير عندما أقدم الرئيس الأمريكى أوباما على تغيير السفيرة الأمريكية السابقة مارجريت سكوبى واستبدلها ب«آن باترسون» وذلك بعد الصعود المتوقع للقوى الإسلامية واختار السفيرة السابقة فى باكستان واحد من اهتموا بملفات الإسلام السياسى فى بعض دول العالم ظنا منهم أنها يمكنها أن تلعب دوراً فى صياغة استراتيجية أمريكية جديدة فى منطقة الشرق الاوسط.
وبالفعل حملت آن باترسون حقائبها سريعا الى مصر وبدأت عملها وفى ذهنها تجربتها السابقة فى باكستان التى استطاعت أن تبنى علاقات قوية مع الاسلاميين المتشددين والجيش هناك وتصورت أن صعود الإخوان من الممكن أن يتيح لها تكرار تجربة باكستان فى مصر.
«باترسون» بنت خطتها فى مصر على استمرار الإخوان فى الحكم لفترات طويلة ولم تكن تتوقع السقوط المفاجئ لهم وتجاهلت كل القوى السياسية والثورية الفاعلة فى البلاد حتى إنها للمرة الاولى فى تاريخ السفراء الأمريكان قامت بزيارة الى مكتب إرشاد الإخوان وأقامت خطوط اتصال مباشرة ومستمرة مع خيرت الشاطر نائب المرشد وعدد آخر من قيادات الإخوان.
أرسلت «باترسون» تقارير الى الإدارة الأمريكية رسمت من خلالها صورا غير حقيقية عن الأزمة السياسية وتحدثت عن مدى سيطرة الإخوان، كل تقاريرها قبل 30 يونية كانت تتحدث عن عدم فاعلية المظاهرات وسيطرة الجماعة على تحركات الشارع ولكن جاءت حشود المظاهرات فى هذا اليوم لتصيب الإدارة الأمريكية بارتباك شديد وعجزت عن اتخاذ القرار.
ورغم ثقة أوباما الشديدة فى آن باترسون وقدرتها الدبلوماسية إلا أنه تلقى نصائح من مستشاريه بضرورة تغيير السفيرة واستبدالها بآخر قادر على استعادة الأمور مرة أخرى خاصة أن ما زاد من الأزمة تعقيدا لدى الإدارة الأمريكية فشل السفيرة آن باترسون فى عقد أى لقاءات مع قادة الجيش حتى إن الفريق أول عبدالفتاح السيسى رفض مقابلتها كما أن الخارجية الأمريكية تلقت تقارير عن صعوبة مهمة باترسون ففكرت واشنطن فى استبدالها.
أوباما حتى الآن غير غاضب من تصرفات «باترسون» فى مصر ويعتبر ما تقوم به نجاحا والدليل أنه قام بتصعيدها الى منصب مستشار الخارجية لشئون الشرق الأدنى وهو منصب كانت تسعى اليه «باترسون» كثيرا ويمنحها صلاحيات كثيرة فى التدخل فى سياسات الخارجية الامريكية وذلك على عكس موقف الشعب المصرى منها الذى رفع الشعارات المضادة لها فى المظاهرات وامتلأت صورها فى الميادين مذيلة بعبارات الغضب والكره.
الغريب أن أمريكا اختارت بديلا ل«باترسون» وهو السفير روبرت فورد الذى عمل مبعوثا أمريكيا لسفارة سوريا فى أعقاب الثورة السورية وعمل سفيرا فى البحرين والعراق وتلاحق الرجل اتهامات كثيرة فى الدول التى عمل فيها بإثارة الفتن ونشر الفوضى وهو ما جعل عدداً من القوى السياسية والثورية تتحفظ عليه وتبدى اعتراضها على ترشيحه وتطالب الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور بعدم الموافقة على ترشيحه.
اختيار فورد يكشف عن استمرار الاستراتيجية الأمريكية فى التعامل مع مصر وسعيها الى التدخل فى العملية السياسية والدليل أنها اختارت أحد أمراء الدهاء فى الدبلوماسية الأمريكية والرجل الذى يحمل تاريخاً أسود وملوثاً بالدماء فى عدد من الدول التى عمل بها وهو السفير روبرت فورد والذى جاء الى مصر فى أعقاب الأزمة التى تعيشها البلاد ربما ليزيد من حالة الانقسام والفوضى خاصة ان تجاربه السابقة فى الدول التى عمل بها يشهد على ذلك.
أمريكا تروج ل«فورد» على أن لديه خبرات فى الدول المتوترة وأنه يتحدث العربية بطلاقة ولكن وراء اختياره ما هو أبعد من ذلك بكثير فالرجل كان الرجل الثاني في السفارة الأمريكية فى العراق وقت التخلص من نظام صدام حسين وأنهى الرجل مهمته ببراعة فى إثارة الفتنة فى العراق حتى انتقل الى سوريا ليعمل سفيرا بها بعد أيام من الثورة السورية وبعد قطيعة بين واشنطن وسوريا منذ اغتيال رفيق الحريرى يومها سحبت واشنطن سفيرتها مارجريت سكوبى من سوريا عام 2005 ولكنها عادت وقامت بتعيين فورد فى يناير عام 2011.
لعب «فورد» دورا فى الأزمة السورية والتقى قيادات المعارضة وقام بزيارات الى مقر الجيش الوطنى الحر الذى أعلن عن تأسيسه بعد أيام من اندلاع الثورة السورية ويتردد أن فورد له دور كبير فى تأسيس الجيش الوطنى الحر ولكنها معلومات لم يتم تأكيدها حتى الآن.
«فورد» عمل فى البحرين وكان له دور مشبوه فى تكوين الجماعات الإرهابية والمسلحة التى قاومت نظام الحكم هناك وسعت الى تفكيكه كما أن له تاريخاً طويلاً من العمل المخابراتي فى الجزائر والعراق ودعم نمو ظهور تنظيم القاعدة فيهما.
«فورد» ليس الرجل المناسب لأمريكا فربما يزيد الرجل من حالة القطيعة الشعبية لها خاصة أنه جاء بعد حالة من الرفض الشديد للسفيرة آن باترسون الذى لم يعرف عنها الشعب سوى الغرور والتعالى والدعم المطلق لجماعة الإخوان المسلمين التى باتت معزوله شعبيا.
سيرة الرجل الذاتية تقول إن اسمه روبرت ستيفان فورد ولد عام 1958 ويلقى دعما كبيرا فى الخارجية الأمريكية التى تعول عليه كثيراً فى دراسة ملفات الدول المتوترة فقبل أن ترسله الى سوريا والعراق لعب الرجل دورا فى البحرين والجزائر ولبنان أيضا التى تعانى إلى الآن من ويلات الحرب الأهلية التى دمرتها وقتلت عملية التقدم فيها.
تاريخ «فورد» الدموى دفع العديد من القوى السياسية الى تدشين حملة ضخمة للرفض ترشيحة سفيرا لواشنطن فى القاهرة وأبدى العديد من الخبراء والدبلوماسيين تخوفهم من وجود الرجل فى تلك المرحلة الخطيرة التى تعيشها البلاد خاصة أن البلاد لا تحتمل سياسة الفوضى والعنف الذى يرد الرجل تطبيقها فى مصر كما فعل فى كل الدول التى عمل فيها وهو ما يضعه فى مرمى النيران ويزيد من حالة الجفاء بين الإدارة الامريكية والنظام القادم فى مصر.
الدكتور سعد الدين إبراهيم – رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية – قال أن تغيير السفيرة الأمريكية آن باترسون واستبدالها بالسفير روبرت فورد هى خطوة روتينية وهناك قاعدة فى الخارجية الأمريكية تقول: إن تغيير السفراء يتم كل 3 إلى 4 سنوات وبالتالى فإن عملية النقل متوقعة وقدوم روبرت فورد الى مصر جيد خاصة أنه من السفراء المرموقين فى الدبلوماسية الأمريكية وسبق أن خدم فى مصر نفسها ولكن فى درجة أقل وله خبرة قوية جدا فى الشأن الداخلى المصرى وعلى دراية بالحالة المصرية.
وأضاف أن الإدارة الامريكية استجابت للتقارير التى وصلت اليها والتى أكدت تنامى حالة الضغوط المصرية والغضب من آن باترسون التى لاحقتها اتهامات بدعمها المطلق للإخوان المسلمين والتقت كل قياداتها فى الوقت التى تجاهلت فيه عدداً من القوى الفاعلة فى المجتمع وهو ما زاد من الضغوط الشعبية والرفض الكامل لوجود آن باترسون فى منصبها.
وقال إبراهيم: إن حالة الرفض التى سبقت قدوم السفير الأمريكى الجديد روبرت فورد هى جزء من حالة الرفض للسياسات الأمريكية بشكل عام، موضحا أنه من والمفترض طبقا للأعراف الدبلوماسية أنه عندما يتم ترشيح سفير لمصر أن يكون له خبرة وإلمام بملفات الشرق الأوسط ولن يرضى أى سفير قادم الى مصر كل الأطراف الفاعلة فى المجتمع ولابد أيضا لأى سفير أمريكى قادم الى مصر أن يكون تولى المنصب فى اى من الدول العربية القريبة الشبه من الحالة المصرية.
مؤسس القاعدة
وقال الدكتور إبراهيم زهران رئيس حزب التحرير الصوفى إن القوى السياسية ترفض قدوم روبرت فورد سفيرا لأمريكا فى مصر فالرجل هو مؤسس القاعدة فى عدد من الدول العربية وكان له يد فى نمو التيارات المتشددة فى اليمن والجزائر والبحرين ولبنان وهو من قام أيضا بزرع تنظيم القاعدة فى العراق ويتحمل مسئولية العنف الدائر هناك.
وأشار الى أن السفير الأمريكى قادم الى مصر الآن لمهمة محددة وهى بناء تنظيم القاعدة وإثارة التوترات والصراعات الإسلامية فى البلاد خاصة بعد هزيمة الإخوان وتحولهم الى الطرف المعادى للشعب والدولة والهدف الأكبر هو تفتيت الجيش المصرى ونشر الدماء.
وقال: إن «فورد» هو مؤسس الجيش الوطنى الحر فى سوريا وهو من أشعل الثورة فى البحرين وكل تصرفاته فى الشرق الأوسط مجنونة ونطالب الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور باستخدام صلاحياته ورفض التصديق على ترشيحه ومطالبة الخارجية الأمريكية باستبداله بسفير آخر لا يتدخل فى الشأن المصرى.
وأكد أن واشنطن شعرت بالهزيمة بعدما أنفقت 25 مليار دولار على جماعة الإخوان من أجل صياغة الشرق الأوسط كلة تحت تبعيتها وتنصيب عدد من الدول العربية الى دويلات صغيرة تحت وصاية إخوانية والجماعة تعهدت لواشنطن بتنفيذ المشروع ولكن جاءت إرادة الشعب المصرى وثورة 30 يونية لتهدم المشروعات الإخوانية وتضربها فى مقتل ولتنهى المشروع الاستعمارى ففكرت واشنطن لإنقاذ ماء وجهها فى إرسال سفير ينشر الفتنة فى البلاد وسيساعد السفير الجديد جماعة الإخوان ربما تحصل على بعض المكاسب مرة أخرى وتعود الى الشارع مرة أخرى أو على الأقل تضمن أن يستمر الصراع بين الجيش والجماعة.
شكوك.. وتكريم
وأكد الدكتور مصطفى كامل السيد - أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية – أن تعيين «باترسون» مستشارا للخارجية فى شئون الشرق الأدنى هو نوع من التكريم والتصعيد لها وهو المنصب التى سعت اليه «باترسون» منذ فترة طويلة خاصة أنها تلقى دعما كبيرا من الرئيس الأمريكى باراك أوباما والمنصب الجديد للسفيرة الأمريكية سيمكنها من أن يكون لها دور بارز فى توجيه سياسات الخارجية الأمريكية.
وقال: آن باترسون أحاطتها شكوك كثيرة حول دعمها الكامل لجماعة الإخوان ومساندة الإخوان قبل الانتخابات الرئاسية والإدارة الامريكية تلقت تقارير حول الغضب من سياساتها خاصة أنها حاولت التواصل مع القوى الإسلامية فقط دون أن تهتم أو تحاول الاتصال بكل القوى الأخرى.
هزيمة قاسية
وأشار الدكتور محمد سالم سعيد أستاذ العلوم السياسية الى أن اختيار السفير الأمريكى القادم مهما بلغت قوته لن يكون له دور مؤثر مثل آن باترسون ف«أوباما» منذ قدومها الى مصر اعتمد عليها بشكل كبير جدا وكانت بمثابة وسيلة الاتصال مع القوى السياسية فى مصر، ولكن بعد 30 يونية تغير الوضع تماما وغيرت الادارة الأمريكية من تكتيكات الاتصال مع مصر وجعلتها على مستور أكبر، ف«چون كيرى» وزير الخارجية الأمريكى نفسه سيتولى متابعة الشأن المصرى مع أوباما ولن تكتفى بتقارير السفير الأمريكى خاصة أن ما حدث فى 30 يونية هزيمة قاسية لإدارة أوباما وضربة للمخابرات الأمريكية نفسها.
وقال محمد أبو حامد الناشط السياسى: إن روبرت فورد لن يختلف عن آن باترسون فإدارة أوباما دفعت ب«باترسون» الى مصر عقب صعود الإسلاميين وتحديدا الإخوان لتطبيق التجربة الباكستانية فى مصر والآن أمريكا تريد أن تنشر الفوضى فى مصر على غرار العراق وسوريا والجزائر واليمن فاستعانت بشيطان الفتنة روبرت فورد الرجل الذى نشر الفتنة فى عدد من الدول.
وأكد أن «فورد» جاء لأداء دور محدد فى مصر الآن خاص بنمو الجماعات الجهادية فى مصر بعد إبعاد الإخوان ومساعدة تنظيم القاعدة على التواجد فى مصر لتكرار النموذج السورى مرة أخرى فى البلاد وهدم الجيش المصرى الوطنى الذى ظل صامدا رغم الضغوط والتحديات.
وأضاف أنه بغض النظر عن المخططات الأمريكية تجاه الشعب المصرى فإن وحدة الشعب المصرى وحركة الشعب كلة تبقى عقبة ضد المخططات الأمريكية ولابد أن يتحرك السفير الجديد مهما كانت خطورته خلف رغبة الشعب المصرى وأن يبتعد عن لعب أى دور سياسى حتى لا تتعرض المصالح الامريكية فى مصر الى خطورة حقيقية
وأشار الى أن الحملات التى تم تدشينها للإعلان عن رفض السفير الأمريكى الجديد جيدة ولكن إصرار الشعب وتمسكه بخارطة الطريق يجهض أى مؤامرات ولابد من وضع ضوابط لتحركات السفير الأمريكى الجديد حتى يستطيع أن يتحرك فى إطار ما يحدد له وبناء على موافقات أمنية وأيضا تماسك القوى الوطنية يحد من خطورة أى سفير.
وقال: إن أى سفير أمريكى يأتى الى مصر لابد أن يدرك أن الشعب المصرى هو الذى يحرك عقول الإدارة الأمريكية وليس العكس وأن مصر لن تذهب الى الفوضى مهما حدث لأن الشعب كلة على قلب رجل واحد وضد مؤامرات الإخوان والأمريكان.
وأكد حمدى الفخرانى عضو مجلس الشعب السابق أن تغيير آن باترسون يؤكد أن الإدراة الامريكية استجابت للضغوط المصرية وأمريكا ستعانى من دعم آن باترسون للإخوان لفترات طويلة وعلينا الانتظار لما سيفعله السفير الأمريكى الجديد ولكن عليه أن يدرك أن الشعب المصرى هو من يحرك الأحداث وليس العكس وأن جماعة الإخوان انتهت الى الأبد.
سياسة واحدة وتكتيكات مختلفة
وأكد الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية السابق أن الشعب المصرى عانى من تصرفات آن باترسون ولم تعد تصلح وهى جاءت على أساس تعاملها مع قوى الإسلام السياسى الصاعدة فى البلاد وكانت مدربة بشكل جيد فى التعامل معها والآن بعد سقوط جماعة الإخوان وحلفائها من القوى الإسلامية لم تعد تصلح وأمريكا ستتعامل على مستوى قياسى مع مصر وسيتولى كيرى وأوباما الاتصال بالقوى السياسية.
ويقول سعيد إنه ضد فكرة الرفض للسفير الجديد الذى لم يثبت اشتراكه فى جريمة ولا يوجد معايير وأسباب موضوعية لرفض ترشيحة والقوى السياسية لابد أن تدرك أن ليس لديها أجهزة تنفيذية وهناك سياسات وقرارات معينة فى المؤسسات الأمنية وأليات لتقييم السفراء ولو كان للسفير الأمريكى الجديد مواقف معادية أو نوايا غير جديدة كانت الأجهزة ستعلم بها.
وقال حلمى النمنم الخبير فى شئون الحركات الإسلامية: آن باترسون سفيرة أثارت المشكلات وورطت أمريكا فى الدعم المستمر للإخوان وعلى السفيرة الراحلة أن تدرك أن أى اختيار شعبى لا يأتى إلا بموافقة شعبية وليس بإملاءات أمريكية وضغوط خارجية.
واشار الى أنه من الواضح أن أمريكا لم تتعلم الدرس حتى الآن وليس لديها الخبراء القادرون على فهم الحالة المصرية بدليل أنها تكرر نفس أخطاء الماضي بإقدامها على اختيار السفير روبرت فورد سفيرا لمصر ورغم تكرار تعاملاتها مع الحالة المصرية إلا أنها لم تغير سياساتها وأقدمت على تغيير تكتيكاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.