علق المجلس الوطني التأسيسي في تونس أعماله إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد جلسة قاطعها أكثر من 60 نائبا، في وقت تستعد المعارضة لتنظيم مظاهرة للمطالبة بحل البرلمان والحكومة التي تترأسها حركة النهضة الإسلامية. وقال رئيس المجلس المكلف كتابة دستور جديد، مصطفى بن جعفر، "اتحمل مسؤوليتي كرئيس للمجلس الوطني التاسيسي لأعلق أشغال المجلس إلى حدود إنطلاق الحوار..خدمة لتونس لضمان تأمين الانتقال الديمقراطي". وحذر من "خطورة الوضع" في تونس إثر اغتيال المعارضين شكري بلعيد في السادس من فبراير الماضي، ومحمد البراهمي النائب في البرلمان في 25 يوليو الماضي، وقتل جنود تونسيين على الحدود مع الجزائر و"العمليات الإرهابية" التي احبطتها قوات الأمن. تأتي هذه الخطوة بينما تتواصل الأزمة السياسية في البلاد، مع تمسك الأطراف المتنازعة بمواقفها. إذ جدد زعيم النهضة راشد الغنوشي رفض حزبه مطالب المعارضة ووصفها ب"المبالغ فيها"، بينما تصر الأخيرة على تشكيل حكومة "إنقاذ وطني". وكان رئيس الحكومة، علي العريض، قال خلال جلسة المساءلة البرلمانية "أجدد دعوة كل الأحزاب والمنظمات ..لتعزيز اللحمة الوطنية وتكريس التهدئة الاجتماعية"، معتبرا أن "مقاومة الإرهاب يجب أن تكون فوق التجاذبات الانتخابية والمصالح الحزبية الضيقة والشخصية". ومساء الثلاثاء، تنظم المعارضة والاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية)، تظاهرة كبيرة أمام مقر البرلمان بمناسبة مرور 6 اشهر على اغتيال بلعيد، الذي قتل بالرصاص أمام منزله في العاصمة تونس. وتطالب أحزاب دعت إلى التظاهرة ب"حل المجلس التأسيسي والمؤسسات التنفيذية المتفرعة عنه" في إشارة إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، و"تشكيل حكومة إنقاذ وطني محدودة العدد برئاسة شخصية مستقلة وعضوية كفاءات وطنية مستقلة لا تترشح للانتخابات القادمة". كما تطالب المعارضة، التي تنظم هذه المظاهرة غداة إعلان الغنونشي استعداده لاستفتاء شعبي، ب"تشكيل هيئة سياسية لجبهة الإنقاذ ودعوة سائر القوى الوطنية إلى الانخراط في مسار الإنقاذ". وقال مراقبون إن تظاهرة الليلة تأتي ردا على تظاهرة نظمتها حركة النهضة السبت الماضي، أمام مقر الحكومة تحت شعار "مليونية بوحدتنا ننجح ثورتنا"، وشارك فيها عشرات الآلاف من مناصريها تعبيرا عن رفضهم لمطالب المعارضة. اعتقال عناصر من كتيبة عقبة بن نافع وقد أعلن وزير الداخلية، لطفي بن جدو، أمام البرلمان الثلاثاء أن أجهزة الأمن اعتقلت 46 شخصا، وأنها تلاحق 58 آخرين بينهم 13 أجنبيا ينتمون إلى "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي يتحصن بعض أفرادها في جبل الشعانبي من ولاية القصرين على الحدود مع الجزائر. وقال "مجموع المودعين (بالسجن) من كتيبة عقبة بن نافع 46" بينهم "خمسة من الجناح العسكري، وهم من أخطر الإرهابيين" و"14 شخصا ممن كانوا يمدونهم بالتموين والدعم اللوجستي"، موضحا أن تسعة من الموقوفين اعتقلوا في جبل الشعانبي، وأنهم زودوا أجهزة الأمن بهويات كامل عناصر الكتيبة. وكانت الكتيبة تنوي "القيام بأعمال تخريبية (في تونس) تحت عنوان الجهاد إو إحياء الجهاد وفرض الشريعة الإسلامية.. واستقطاب عناصر شبابية متبنية للفكر (الديني) المتشدد لتدريبها عقائديا وعسكريا.. وإرسالها للتدرب في معسكرات تابعة للقاعدة في ليبيا والجزائر"، بحسب علي العريض.