صاحب العقل يميز وصاحب العين يرى وصاحب الأذن يسمع أن يوم الجمعة قبل الماضى كان يوم شرف وعزة وكرامة فى حياة المصريين، كان شهادة ميلاد حقيقية لاستقلال الوطن عن آفة اسمها جماعة الإخوان المسلمين، فى هذا اليوم العظيم خرج المصريون عن بكرة أبيهم ليعلنوا للعالم أنهم أحرار فى قراراتهم وفى رؤية حاضرهم وبناء مستقبلهم وضربوا المثل فى تكاتفهم وتوحدهم وتراحمهم، المسلمون يصومون رمضان والمسيحيون يشاركونهم صومهم ومع الإفطار يتعانق صوت الأذان وصوت أجراس الكنائس فى أجمل سيمفونية حب سمعها العالم ولو كره الطرشان، فى هذا اليوم العظيم تمت عملية الفرز الشعبى بين ما هو غث وما هو سمين وعرف الناس من حبيبهم ومن عدوهم من يدعمهم ومن يتآمر عليهم، من يضحى فى سبيل أمنهم ومن يستعدى عليهم القوى الأجنبية، من يحارب من أجلهم ومن يتاجر بهم، عرف الناس أن سنة واحدة من حكم الإخوان أسود من ألف سنة سبق ان عاشتها مصر تحت أسوأ أنواع الاحتلال، عرف الناس أن سنة واحدة فى حكم الإخوان كافية أن تكشف لنا بجلاء أن هذه الجماعة ما كانت يوما للمصريين إخواناً ولا مسلمين، وما كانت فى يوم من الايام جزءًا من النسيج المصرى ولا تعرف أبدا مفهوما للوطن، هى جماعة قبلت أن تصالح حماس على إسرائيل على حساب مصر، قبلت برعاية مصالح الأمريكيين على حساب مصر، قبلت خدمة الأتراك على حساب مصر، قبلت التنازل عن حلايب وشلاتين لصالح السودانيين على حساب مصر، قبلت أن تكون فى خدمة القطريين على حساب مصر، هى أول جماعة من مصر تحارب الجيش المصرى وتقوم بتوزيع خطابات أمام البيت الأبيض تطالب فيها الرئيس الأمريكى بالتدخل عسكرياً من أجل إنقاذ مرسى وعرش مرسي، ورغم كل ذلك يخرج بعض السذج لتأييد الرئيس المعزول المكروه شعبيا ويطالبون بإعادته ثانية للحكم، فأى مرسى وأى حكم يا أيها السذج؟ ومن هو مرسى لكى يحكم يا سادة؟ جاء بالصندوق؟ نعم، مثلما سبق أن جاء مبارك ثم طرده الشعب عندما أفسد تماما مثلما أفسد مبارك، ثم لماذا كانت حماية الجيش للشعب أيام مبارك حلالاً وفى أيام مرسى حرام؟ وما السر وراء هذا الهجوم الكاسح على الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة؟ هل لأنه أفسد مخططات الإخوان والأمريكيين فى تأمين إسرائيل بتقسيم مصر؟ هل لأنه تصدى لتفكيك الجيش المصرى وأدلجته وتحويله إلى جيش نظامى وجيش حر كما يحدث الآن فى سوريا؟ هل لأنه لم يسمح لمرسى بأخونة الدولة وتمكين أعضاء الجماعة من مفاصلها ونشر الخراب فى ربوعها؟ بصراحة لمن لا يعرف الفرق بين السيسى ومرسي، فالسيسى قائد الجيش المصرى ومرسى رئيس عشيرة، السيسى يتحرك عندما يناديه الشعب ومرسى يتحرك عندما يناديه المرشد، السيسى يشعر بقوته فى شعبه ومرسى يستنهض الولاياتالمتحدة لتحميه عند الخطر، السيسى يتحدث بلغة يفهمها المحترمون فقط ومرسى يتكلم عن الحمامة والحارة المزنوقة والأصابع التى تلعب فى البلد، السيسى رجل دولة ومرسى رجل جماعات إرهابية، السيسى سيخلده التاريخ ويسجل اسمه فى صفحات من النور ومرسى سيبقى اسمه فى المتهمين بامتهان استقلال هذا البلد واستقراره، والحمد لله الذى كشف عنا الغمة ورفع عنا البلاء ووقانا شر هذه الجماعة الأخطر علينا من كل أعداء مصر على مر التاريخ ووقانا شر رئيسها، الحمد لله الذى ألَّف بيننا فى يوم الجمعة العظيمة وجعل مصر الصخرة التى تتحطم عليها مطامح الانتهازيين والخونة وأنصاف الرجال، الحمد لله على سلامتك يا مصر، الحمد لله على سلامتك يا مصر.