اختلف الفقهاء في حكم استعمال الحقن الشرجية في نهار رمضان على عدة أراء ولكن يرى الدكتور عبد الحليم منصور ، رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، فرع الدقهلية أن العلماء اختلفوا على رأيين : الرأي الأول : ذهب جمهور المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وقول للزيدية إلى أن الحقن الشرجية مفطرة في نهار رمضان . وعللوا قولهم : بما رواه البيهقي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :" الفطر مما دخل " ولأن فيها إيصالا للمائع المحقون بها إلى الجوف عن طريق منفذ مفتوح معتاد . الرأي الثاني : ذهب الظاهرية ، وابن تيمية ، وبعض المالكية إلى أن هذه الحقن غير مفطرة وهو قول الشيخ الشلتوت ، والشيخ سيد سابق وهو قول الزيدية . وعللوا قولهم بما يلي : بأن هذه الحقن غير مغذية ، بل تستفرغ ما في البدن كما لو شم شيئا من المسهلات ، كما أن هذا المائع لا يصل إلى المعدة . الرأي الراجح : يبدو لي رجحان ما ذهب إليه القائلون بأن الحقن الشرجية غير مفطرة خاصة لمن ابتلي بها – كما قال بعض المالكية – ولم يكن له مجال في تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار ، ويجوز لما ابتلي بذلك أن يأخذ بهذا القول ويكون صيامه حينئذ صحيحا ولا يفسد صيامه بذلك . قال الشيخ شلتوت رحمه الله :" .. الحقنة الشرجية يدخل بها الماء إلى الجوف ، ولكن لا يصل إلى المعدة فلا تفطر " ومن العلماء من فرق بين ما إذا كان هناك اتصال بين فتحة الشرج والمعدة أو لا ؟ وتم امتصاص أشياء مغذية أو لا ؟ ، فإذا كان هناك اتصال بين فتحة الشرج والمعدة عن طريق المستقيم المتصل بالأمعاء الغليظة وامتصاص الطعام يتم عن طريق الأمعاء الغليظة وقد يكون عن طريق الأمعاء الغليظة امتصاص بعض الأملاح والسكريات ، ففي هذه الحالة تكون هذه الحقن الشرجية مفطرة . أما إذا امتصت أشياء غير مغذية كالأدوية العلاجية فإنها لا تفطر بأن كانت لا تحتوي على غذاء أو ماء ، وهو تفصيل حسن فيما يبدو لي لا يمكن التغافل عنه . وإن كان الأول أولى . والله أعلم .