أجرت الحكومة التركية، السبت، سلسلة تغييرات شاملة في القيادات الكبرى للجيش، في خطوة من شأنها أن تؤكد سيطرتها على القوات المسلحة التي هيمنت لأكثر من 3 عقود في القرن الماضي على العملية السياسية في البلاد. ومن أبرز هذه الاجراءات، قرار التقاعد الإجباري لقائد قوات الأمن، الجنرال بكير كاليونجو، الذي كان في مقدمة المرشحين لتولي قيادة القوات البرية التي أوكلت إلى الجنرال هولوسي أكار. وذكرت تقارير اعلامية أن أنقرة كانت تعارض تولي كاليونجو قيادة القوات البرية، لأنه من أشد منتقدي الحكومة، وظهر اسمه في الأقوال التي أدلي بها في محاكمة ما أطلق عليه مؤامرة أرجينيكون على حكومة رجب طيب أردوغان. واتهمت شبكة أرغينيكون التي تحمل اسم السهل الأسطوري في آسيا الوسطى من حيث يتحدر الشعب التركي، بأنها دبرت انقلابا عسكريا ضد أردوغان المتحدر من التيار الإسلامي ويحكم البلاد منذ 2002، بزرع الفوضى في البلاد باعتداءات وعمليات دعائية. كما أعلنت هيئة الأركان العامة على موقعها على الإنترنت تعيين نائب الأميرال بولنت بستان أوغلو قائدا للقوات البحرية، واللفتنانت جنرال أكين أوزترك قائدا للقوت الجوية، والجنرال ثروت يوروك قائدا لقوات الأمن. يشار إلى أردوغان الذي رأس اجتماعا للمجلس العسكري الأعلى، قوض نفوذ الجيش منذ أن تولى حزبه العدالة والتنمية السلطة أول مرة في عام 2002. وقام الجيش العلماني بثلاثة انقلابات في الفترة بين 1960 و1980، وأطاح أول حكومة يقودها إسلاميون من السلطة في عام 1997 . ويتخذ المجلس القرارات الخاصة بالترقيات والإحالة إلى التقاعد لكبار الضباط في كل عام في اجتماعه الذي يعقد في اليوم الثالث من أغسطس، وكان من المتوقع أن يجري تغييرات كبرى في اجتماعه الأسبوع الجاري.