وقال الشعب كلمته: لا للعنف ولا للإرهاب ومنح تفويضاً للجيش والشرطة لمجابهة هذا الخطر الذي يهدد الوطن.. ولكن هذا التفويض لا يمنح للقائمين علي مجابهة العنف والإرهاب سلطة إراقة الدماء والإفراط في العنف دون وجه حق، وإلا تحولت البلاد إلي بحور من الدماء، فالسلاح وظيفته أن يقتل ولابد من إعمال العقل قبل استخدام هذا السلاح، إن ما منحه الشعب للجيش والشرطة هو تفويض سلمي ولابد أن يخرج استخدامه عن حدود القانون، والطرق التي حددها لمواجهة كل من يخرج عليه، لا يجب أن يستخدم التفويض للقضاء أو لإقصاء جماعة الإخوان والتابعين لها الذين يدورون في فلكها، أعلم أن مهمة عودتهم إلي المجتمع مرة أخري ليست من السهولة بسبب الخزعبلات التي تملأ رؤوسهم بدءاً من مرسي رئيسي التي لم يعد لها مكان في الواقع، فمرسي أصبح سجيناً يواجه اتهاماً بالتخابر مع الخارج، وبالتالي أصبح ماضياً ولابد أن يفهم المخدوعون في ميداني رابعة العدوية والنهضة أن عجلة التاريخ لن تعود إلي الوراء. الشعب أعطي التفويض للجيش والشرطة عليهما تلبية النداء، وهذه التلبية لا تكون بمزيد من العنف وإراقة الدماء، ويجب أن يكون استخدامها في أضيق الحدود حتي لا تتكرر مذبحة طريق النصر أمام المنصة وقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، المذبحة ذهب ضحيتها أكثر من 80 قتيلاً ومئات المصابين.. الشرطة أعلنت أنها لم تطلق رصاصاً حياً ولا خرطوشاً وكل ما استخدمته هو قنابل الغاز، فمن أين وقع كل هؤلاء القتلي والمصابين الذين تم شحنهم من قيادات الإخوان في ميدان رابعة وتركوهم يلاقون قدرهم المحتوم؟.. من الذي قتل ومن الذي أصاب وهل جاء المتظاهرون من الإخوان والمخدوعون الذين يؤيدوهم في شارع النصر ومعهم أسلحتهم في مواجهة أسلحة بعض أهالي منشية ناصر الذين جاءوا أيضاً بأسلحتهم فكانت المجزرة التي يجب أن يحاسب فاعلوها ومحرضوها، ومن وقف متفرجاً دون سقوط كل هذه الدماء، لا يكفي مطلقاً أن يدعي وزير الداخلية أن قواته تعرضت للضرب بالأسلحة الآلية والخرطوش وزجاجات المولوتوف وأنه لم يطلق غير الخرطوش لأن لديه من الوسائل التي تمنع إسالة كل هذه الكميات من الدماء، أين مدافع المياه وأين قوات مواجهة الشغب؟.. وهل يكفي جنود الأمن المركزي فقط للتعامل مع هؤلاء الذين قاموا بخلع كل أرصفة منطقة طريق النصر وعملوا بها مصدات ومتاريس وكأننا في موقعة حربية.. لماذا لم تتدخل قوات مواجهة الشغب للقبض علي القناصة المركزية الذين جاءوا من المظاهرة غير السلمية التي قادها الإخوان، لا ننكر حق الداخلية في الدفاع عن نفسها وحفظ أرواح الجنود والضباط، ولكن ننكر عليها أن توكل لغيرها أو تستعين بهم لمواجهة فصيل آخر حتي لا تتحول إلي حرب أهلية. حينما يقول الشعب كلمته لا للعنف والإرهاب، فهذا أمر للقوات المسلحة للتخلص من الإرهابيين كما يحدث في سيناء.. أم أن تلجأ الشرطة للقوة المفرطة والعنف الشديد فلابد من إعادة النظر في هذه السياسة ونتمني أن يتحلي أعضاء الجماعة بقليل من العقل والحكمة والتوقف عن استخدام العنف لأن هذا هو الطريق الوحيد للتقارب والخروج من الأزمة، الإخوان يريدون أن يعيشوا في دور الشهداء المظلومين والمعتدي عليهم لكسب ود وتعاطف المجتمع الدولي والإيحاء بقمع الشرطة والجيش للديمقراطية.. لذلك لابد من فضح ممارساتهم وتقديم الأدلة للشعب والمجتمع الدولي علي من يلجأ إلي العنف ومن يخبئ الأسلحة الآلية والخرطوش وزجاجات المولوتوف داخل الاعتصام في ميداني رابعة والنهضة.. لابد من كشف أساليبهم الدنيئة والخسيسة حين يقتلون بعضهم البعض وادعاء أن الجيش والشرطة قاما بهذا العمل المشين، كما حدث أمام دار الحرس الجمهوري ومذبحة شارع النصر حين قام بعض من أنصار الجماعة ومؤيديها بقتل البعض الآخر والادعاء بأن القوات هي من قامت بذلك! إن مصر في مفترق طرق وعلي المحك في إثبات سلمية ثورتها وأن ما حدث فعلاً هو ثورة شعبية وليس كما يدعي الكذابون في الداخل من الإخوان وتابعيهم في الخارج من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الذين عجزوا عن فهم ثورة الشعب لأنها أسقطت مشروعهم الشرق الأوسط الكبير، الذي يهدف إلي إعادة خريطة المنطقة وتقسيمها والتخلص من المشكلة الفلسطينية علي حساب سيناء ومصر في المقام الأول، قليل من الدماء كافية لفضح الإخوان أصحاب نداءات الدم والذين يحاربون معركة البقاء الأخيرة بعد أن أسقطهم الشعب المصري العظيم. ليس معني رسالة القوات المسلحة أنها ستغير من استراتيجية التعامل مع العنف والإرهاب الذي لا يتفق مع طبيعة وأخلاق الشعب أن مصر مقبلة علي مجازر وتتحول القوات إلي أداة قتل.. ولكن علي يقين أن القوة لن تستخدم إلا في محلها وموضعها الصحيح وضد من يستحقه في الوقت المناسب دون إفراط ولا تفريط.. احذروا الدم المصري فإنه حرام علي القاتل والمقتول ولابد للجميع أن يتحملوا بالحنكة والصبر حفاظاً وحقناً للدماء. حان الوقت لكي يتوقف قادة الفتنة في ميدان رابعة عن الزج بالمخدوعين الذين يستخدمونهم كدروع بشرية إلي التهلكة، ليتوقف البلتاجي وصفوت حجازي وعصام العريان ومحمد بديع وعاصم عبدالماجد وعصام سلطان المطلوبون للعدالة عن إثارة الفتنة وإلا تقطع ألسنتهم.. ليتوقف الشيخ القرضاوي عن هجومه الأهوج وغير المحترم علي الأزهر ومشيخة الأزهر.. لتتوقف حماس عن عملياتها الإجرامية القذرة في سيناء حتي لا تفقد تعاطف الشعب معها تماماً فلن يتعاطف الشعب مع من يقتل أبناءه، ليتوقف تميم قطر وأردوجان تركيا عن ضخ الأموال لقادة الجماعة حتي تعود الحكمة والعقل إليهما.. لأنه ما دام هناك من يساعدهم علي الغش وظلم التابعين حتي يعودوا إلي رشدهم، خاصة أن هناك من الشعب من يرفض إقصاءهم ويردهم في حضن الوطن مرة أخري.. الشعب قال كلمته وفوض الجيش وأعطي الفرصة الأخيرة للإخوان وتابعيهم فهل ينتهزون هذه الفرصة.. أم تضاف إلي الفرصة الضائعة.. حتي لا تتحول مصر إلي بقايا وطن.