تريد حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن «تذعن» مصر لاتفاق غريب تريد حكومة حماس موافقة مصر عليه والعمل به! فعلي مصر بمقتضي هذا الاتفاق- أن تفرط في احتياجات أبنائها لتسربها عن طريق الأنفاق التي يجري حفرها يومياً لكي يثري تجار غزة مع نظرائهم المصريين الذين يعملون بتجارة المهربات إلي غزة، ولا تسلم سلعة من هذه المهربات فالوقود علي رأس المهربات!، وضمن هذا الاتفاق الغريب أن ترحب مصر بالعناصر الإرهابية التي تفد من غزة إلي سيناء المصرية لمساندة إخوان «حماس» في حربهم علي الشعب المصري وجيشه الوطني!، ويقضي الاتفاق- الذي لا تقبله مصر!، بأن تظل مصر علي التزامها في إعانة الشقيقة «غزة» علي تحمل ويلات الحصار الإسرائيلي الخانق لها وتقره اتفاقات دولية أبرمتها إسرائيل مع دول عديدة، ومادامت مصر لا تستطيع تجاوز الحصار الإسرائيلي لغزة بالاتجار المباشر معها شأن سائر الدول، فإن البديل الذي لا تري «حماس» بديلاً له أن تظل الأنفاق وتزايد أعدادها هي الوسيلة الوحيدة المناسبة لضمان وصول كل ما تحتاجه غزة عن طريق مصر!، والتي لا يجب أن تنتظر أي عائد من تجارة المهربات إلي غزة، بل يذهب عائدها إلي مجموعات من التجار والسماسرة والموظفين في مصر يعيشون علي عوائد هذه التجارة المحرمة!، ولهم نظراؤهم في غزة ممن لا يستطيعون اختراق الحصار الإسرائيلي الخانق لا هم ولا حكومتهم المقالة!. وعلي مصر أن تقدر حجم «الأضرار» التي يتحملها الشعب الفلسطيني في غزة من انقطاع موارد البضائع التي يحول هدم الأنفاق الذي يقوم به جيش مصر دون وصولها إلي المستهلكين من أهل غزة!، ولا تري حكومة حماس أدني غضاضة في الاستمرار بالعمل بأنفاق التهريب وعدم هدم الجيش المصري لها مهما كانت الأضرار التي تعود علي مصر من دوام هذه الحال!. وتناشد «حماس» الحكومة المصرية وقف تدمير أنفاق التهريب إلي غزة، و«تحذر» المصريين من «خنق القطاع»!، حيث يؤكد الفلسطينيون أن قيام الجيش المصري بتدمير مئات الأنفاق خلال المرحلة الحالية قد عرقل تدفق سلع حيوية من الأنفاق علي غزة ولا سيما الوقود!، ولا تكاد «حماس» تأتي بسيرة الأضرار التي وقعت- وتقع- علي مصر والمصريين بالحفاظ علي الأنفاق كما تريد حماس!، بل هي تريد الأنفاق قائمة دونما مساس مصري بها ما بقيت حاجة حماس في غزة لها!، وقد حذر إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس المقالة في غزة «من وقوع كارثة في حال غلق الأنفاق»، ولكن هنية يفصح عن مطالبته لمصر «بفتح نقاط عبور أخري»!، وربما نسي هنية أن يحدد عدد نقاط العبور المطلوب من مصر فتحها بديلاً للأنفاق التي جري تدميرها!، فقط رأي إسماعيل هنية أن يؤكد علي أن إغلاق الأنفاق وتدميرها سوف يؤدي إلي خنق غزة!، ولكنه أحب أن يستعرض أريحيته فأكد ان حماس «تقدر احتياجات مصر الأمنية، ولكن لا يجب في الوقت نفسه أن تتأثر احتياجات الفلسطينيين»!، لذلك فهو يعلن: «اننا نتواصل مع مصر، ومصر ملتزمة بعدم الاضرار بقطاع غزة!، وطالب هنية- بعد تقديره لدواعي مصر الأمنية- بفتح معبر رفح للتجارة ومرور الأفراد في حال إغلاق الأنفاق!، وهكذا يفكر إسماعيل هنية لمصر وحكومتها وجيشها فيحدد لها كلها ماذا تفعل بشأن غزة وما لا تفعل!، ومصر- كما يراها- ملتزمة بعدم الإضرار بقطاع غزة- وهي كذلك، ولكن هنية لا ينطلق في حديثه ليعلن عن التزام حكومة حماس في غزة بعدم الإضرار بمصر!، خاصة وهو يعلم انه لم تعد في مصر حكومة إخوانية!، بل دولة مصرية وحكومة وطنية.