أنا من كارهى المثلة، رافضى تصفية الحسابات، ولست بطاعن من يخسر النزال، ولا أحب المثل المتداول عبر قرون «الويل للمغلوب». أعلم أن الغل فى قلوب الذين ظلموا عظيم، وأن الكراهية لدى من كانوا يجلسون على مقاعد الحكم والنفوذ عمياء، وأن المخدوعين، ومغسولى العقل، وأسرى التشدد الدينى على استعداد لسفح دماء الأبرياء وترويع الآلاف من تهديد الخراب ووعيد الجزئرة والأفغنة. أعلم أن حضرة المضلل العام محمد بديع لا تهمه مصر ولا تاريخها ولا مكانتها ولا أمنها ولا سلامها ولا جمالها ولا يعترف بشعب ولا بحقوقه ولا بآماله وطموحاته لوطن جميل متسامح. أعرف أن قلما طائشا كوائل قنديل لا يرى فيما حدث سوى «انقلابا عسكريا» وكأن عينيه أغلقتا على مشهد الثلاثين مليون مصرى الزاحفين فى كل شبر من مصر خالعين فرعونه بشرعية الشعب المانحة والسالبة للحكام. أتيقن أن كاتبا إخوانيا مثل حلمى قاعود الذى فتحت له صفحات الأهرام تصوروا الأهرام ليكتب مقالا يوميا يعتبر ثورة المصريين ثورة صليبية شيوعية علمانية تحارب الاسلام وتطلق الرصاص على المشروع الإسلامى، هذا باعتبار أن رئيسه مرسى كان اسلاميا لا يكذب ولا يخدع ولا يتعاون مع اليهود والأمريكيين. أعلم كل هذا ومازلت مصرا على الصبر... الصلابة... الحوار... المصالحة... الاحتواء... التهدئة... التسامح. لا ينبغى أن تقبل الإرادة الوطنية التى خلعت نظاما متسلطا قمعيا استبداديا استدراجها إلى العنف. لا يجب مواجهة الشر بالقهر، والظلم بالخروج عن القانون، والجهل بالتهور. أنا ضد الإجراءات الاستثنائية، وضد أى اعتقالات دون وجه حق ، وضد أى حظر لكلمة أو رأى مادام ذلك فى إطار القانون. أرفض وبشدة تلفيق اتهامات أو تحطيم منشآت عامة. أتحفظ على أى اعتداء على أخوانى أو متأسلم يعبر عن رأيه فى هدوء وسلمية، وأطالب بمحاكمة وطنية لا ثورية للرئيس السابق محمد مرسى تضمن له حق الدفاع الشرعى عن نفسه. انتهى زمن الإخوان. إلى الأبد. خسروا الناس كما لم يخسروهم من قبل. أظهروا أقبح ما لديهم: العنف، استحلال الدم، التهديد بالخراب. اليوم قتل حسن البنا برصاص بديع والعريان والشاطر وعبد الماجد وحلفائهم من القتلة. لكن لا يجب رفع السيوف عليهم، ولا ينبغى استئصالهم أو الدعوة لتصفيتهم. إننا مازلنا نعتبرهم إخواننا، وإن كانوا قد بغوا علينا. لذا نقول لهم بكل راحة بال: لا تثريب عليكم، يغفر الله لكم. أفتح شبابيك الوطن ليطل على غد أجمل مغسول بالسماحة والمحبة. مفروش بحدائق الصفاء والوسطية، ومزيّن بالتحضر والنقاء. أتفاءل بما هو آت رغم كل ما فى المشهد من قبح . والله أعلم. mailto: