قالت مجلة "جلوبال بوست" الأمريكية أن الولاياتالمتحدة فى حيرة من أمرها فى تحديد موقفها مما حدث فى مصر. ففى الوقت الذى يرى فيه فريق من الأمريكيين وربما منهم الرئيس "اوباما" أنه بأى حال من الأحوال لا يمكن تسمية ما جرى سوى أنه انقلاب واضح على الرئيس المنتخب، يرى فريق آخر من أعضاء الكونجرس أنه لابد من الاستمرار فى دعم مصر وتقديم المساعدات لجيشها من أجل ضمان الاستقرار فى تلك الدولة المهمة فى المنطقة. وأشارت المجلة إلى أن الولاياتالمتحدة فضلت أن تراقب الوضع فى مصر ما قبل عزل الرئيس المنتخب محمد مرسى وما بعد ، من مقاعد البدلاء ، وأنها لا تؤيد طرف على حساب طرف. وبموجب قانون الولاياتالمتحدة، فإنه فى حالة اعتبار ما حدث انقلاب ، فذلك يعني أن حوالي 1,5 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر يجب أن يتم تجميدها، و هى مخاطرة فى التخلى عن جيش قوي في وقت لم يتحدد مصير البلاد . ولعل الموقف الاشبه بالحياد، جعل إدارة الرئيس باراك أوباما تبدو ضعيفة على نحو متزايد على الصعيدين المحلي وفي السياسة تجاه مصر، حيث الكثير من المصريين يرون أن الولاياتالمتحدة تحاول دعم حكومة مرسي. واقترح "مايك روجرز"، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكى أن يأتى الرئيس "أوباما "أمام الكونجرس ليشرح لماذا تحتاج الولاياتالمتحدة للحفاظ على مساعداتها إلى الجيش المصري. وقال :"أعتقد أن القانون واضح جدا في هذا الشأن، وأعتقد أننا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأنا لا أعتقد أن الإلتفاف على القانون هنا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. الرئيس يجب أن يأتي إلى الكونجرس، ويعرض القضية ، وقال روجرز لشبكة سى ان ان الاخبارية :" انه على الولاياتالمتحدة الاستمرار في دعم الجيش، باعتباره للقوة الوحيدة حاليا فى مصر التى تضمن الاستقرار والتخفيف من المواجهات السياسية فى حين دعا السيناتور الجمهوري المؤثر "جون ماكين" لتعليق المساعدات الأمريكية ، لأن الجيش المصري قد ألغى نتائج العملية الانتخابية". واضاف "اننا لا يمكن ان نكرر نفس الأخطاء التي قطعناها على أنفسنا في أوقات أخرى في تاريخنا من خلال دعم إزالة الحكومات المنتخبة بحرية، مشيرا الى أن الجنرالات هناك فى حاجة لوضع جدول زمني لإجراء انتخابات جديدة ووضع دستور جديد. لكن سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة، محمد توفيق، أصر على شاشة تلفزيون ABC على ان ما حدث فى مصر ليس انقلابا عسكريا، وأن الجيش لا يحكم وهناك رئيس مؤقت هو الذى يحكم" وقالت المجلة إنه من وراء الكواليس يقوم مسئولون كبار فى الولاياتالمتحدة بالاتصال الدائم مع القادة العسكريين والسياسيين المصريين، حيث يدعون إلى انتقال سلمي إلى الحكم المدني.