محمد مرسى مندوب جماعة الإخوان فى رئاسة الجمهورية، انتحر سياسياً مساء أمس الأول، عندما تجاهل حشود المصريين المعتصمين فى الشوارع والميادين، وعندما وصف هذا الغليان المصرى بأنه مؤامرة ضده وجماعته مما وصفه بالدولة العميقة والنظام السابق، ما فعله «مرسى» ليس انتحاراً فحسب إنما هو تطاول وقح على جموع المصريين. وأقل تهمة يمكن أن تلاحقه فى هذا الصدد هى إهانة المتظاهرين السلميين، بالإضافة إلى التحريض على العنف وبث الرعب والترويع بين الناس. إذا كانت مصر قد ابتلاها الله بالجماعة الحاكمة وهذا المستبد، فإن المصريين لن تهدأ ثورتهم حتى يروهم جميعاً خلف القضبان والعودة مرة أخرى إلى الجحور القادمين منها.. ولا أدرى بأى منطق أو عقل أو فكر يستمد هذا الرجل وجماعته هذا الجبروت؟!.. إنها جماعة فاشية تتحدى مؤسسات الدولة وتتحدى إرادة الشعب، وتتحدى جيش مصر الوطنى جيش شعب مصر؟!.. إذا كان هذا الرجل مازال موجوداً فى البلاد فلابد أن يتم القبض عليه فوراً وتقديمه إلى المحاكمة العاجلة الناجزة ليقتص منه الشعب على ما اقترفت يداه من افتراءات وظلم وضيم ضد المصريين.. ألا يخجل محمد مرسى وجماعته وهم يتحدثون عن الشرعية؟!.. فأى شرعية هذه التى يتحدثون عنها، بعدما خرج المصريون جميعاً بشكل حضارى أبهر العالم جميعاً وبهذا الكم الهائل الذى لم تشهده أى بلد فى العصر الحديث، رافعين شعار ارحل؟.. بأى منطق يمكن أن يحكم الرجل بعد هذا كله؟!.. هل هى عملية استعباط أم استنطاع أم استهبال؟ أم أن الله صبَّ على عينيه غشاوة فهو لايرى هذه الحشود من البشر الذى يفعل ذلك لا مكان له سوى خلف القضبان وفى أسرع وقت.. لقد تخلصت مصر من النظام السابق الذى انحنى سريعاً للشعب رغم كل جبروته، واليوم أسقط هذا الشعب الكريم هذا المستبد الطاغية، وانحاز جيش مصر العظيم لإرادة الشعب، وكل مؤسسات الدولة وقفت خلف إرادة الشعب. إذن محمد مرسى بات رئيساً سابقاً.. إننى ألوم على المؤسسة العسكرية أن سمحت لهذا المستبد بأن يخرج على المصريين يتحدث إليهم ورغم غيظى الشديد مما قاله فى هذا الخطاب المشئوم فإن له فائدة كبرى، وهى أن هذه التيارات المتأسلمة وعلى رأسها جماعة الإخوان قد قرروا انتحارهم سياسياً إلى الأبد.. هؤلاء البشر المتسلطون لا يعرفون سياسة ولا ديمقراطية وحرية ولا حقوق إنسان، وكل ما يعرفونه هو التسلط والاستبداد والقهر وإذلال البشر.. ولذلك فإن هذا الخطاب كان بمثابة انتحار سياسى جامع لحكم المتأسلمين على مدار التاريخ القادم. وأعترف ولأول مرة بأن الراحل الرئيس جمال عبدالناصر كان على حق عندما فعل بهم ما فعل، فهم جماعة فاشية لا ينفع معها سوى ما فعله ناصر، ومن بعد ذلك، لم يرتدعوا حتى أقدموا على جريمة قتل الرئيس الراحل أنور السادات.. وفى زمن النظام السابق كان «مبارك» على حق أيضاً عندما ضيق عليهم الحصار لأنه يعرف طبيعتهم.. والآن ظهروا أكثر على حقيقتهم أمام الشعب المصرى كاملاً أطفالاً وشباباً ورجالاً وشيوخاً ونساءً. لقد نجحت «الجماعة» بامتياز فى توصيل رسالة مفادها أنهم جماعة فاشية لا مكان لها إلا الجحور والعمل فى الظلام مثل الخفافيش. وأمام الشعب المصرى العظيم انتحرت هذه الجماعة سياسياً ولن تقوم لها قائمة هى وأتباعها وأذنابها حتى تقوم الساعة، فالمصريون ليسوا كما يدعون أغبياء سياسياً، قد يكون هناك نسبة عالية من البسطاء لا تشغلهم السياسة، لكن الله نوّر بصيرتهم وكشف سرائرهم ليروا ظلم «مرسى» وجماعته.. «مرسى» لم يعد رئيساً، ومنذ تولى الحكم وقد أعلنت أننى لا أعترف به ولا بجماعته.. بات على جيش مصر أن ينزل على رغبة المصريين وتقديم «مرسى» وحاشيته وأتباعه وأنصاره إلى المحاكمة العاجلة.