أغلق محتجون على الرئيس المصري محمد مرسي مبنى محافظة القاهرة، وأعلنوا بدء عصيان مدني بالعاصمة المصرية حتى تنحي مرسي، وإسقاط النظام الحاكم. وقام عدة مئات من المحتجين على النظام المصري بإغلاق مبنى ديوان عام محافظة القاهرة بحي عابدين، معلنين عن بدء عصيان مدني حتى إسقاط النظام، ورحيل الرئيس المصري محمد مرسي عن السلطة. وقال شهود من أهالي حي عابدين:" إن عناصر الأمن العاملة داخل ديوان المحافظة خرجت الليلة الماضية، وأعادت انتشارها بمحيط المبنى، قبل توافد مئات المحتجين الذين افترشوا الأرض حول أبواب المبنى". ويمثِّل إغلاق ديوان عام محافظة القاهرة المجاور لقصر عابدين الرئاسي القريب من ميدان التحرير، حيث يعتصم مئات الآلاف من المعارضين، أحد أبرز المظاهر الاحتجاجية على النظام الحاكم بعد أن قام المحتجون بإغلاق مباني محافظات عدة أبرزها الغربية، وكفر الشيخ، والمنوفية. وفي سياق آخر، نفى مصدر عسكري مصري تقارير وسائل إعلام محلية تضمنت تفاصيل خارطة طريق سياسية ستشرف على تنفيذها القوات المسلحة إذا فشلت الأطراف كافة اليوم في التوصل لحل للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد. وقال المصدر:" إنه يتوقع أن تكون الخطوة التالية دعوة شخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية لإجراء حوار بشأن خارطة الطريق". وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان على صفحته على "فيس بوك":" إن الشعب المصري لن يقف ساكنًا في وجه "تمرد عسكري". وأضاف "المغامرة الخطيرة بتمرد عسكري ليست مثل أي تمرد مدني؛ لإن نتائجها غير معروفة وأي مراهنة على هدوء الشعب ستؤدي إلى أن يخسر المراهنون كل الرهانات." وتابع أن الثورة علمت الشعب " أن حريته أثمن من حياته"، مستطردًا " الشعب هو السيد وهو الذي يقرر. ذهب إلى غير رجعة عهد وزمن الانقلابات العسكرية. لن يقدر حاكم ولا مجلس غير منتخب على حكم مصر. أما المسؤول في الجماعة الإسلامية طارق الزمر فقال إن:" الجماعة المتحالفة مع مرسي تريده أن يدعو إلى استفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حقنًا للدماء وتفاديًا لانقلاب عسكري." وكانت الجماعة الإسلامية تنصح مرسي بالإعلان عن إجراء هذا الاستفتاء خلال مهلة اليومين اللتي منحتما القوات المسلحة للخروج من الأزمة في البلاد والتي تنتهي اليوم الأربعاء. وقال الزمر هاتفيًا "يمكن تفادي هذا الانقلاب إذا قرر الرئيس استفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة؛ لإن هذا سيكون وفق الدستور وليس وفق إرادة القوات المسلحة." وأضاف" هناك أطراف كثيرة تعبث بأمن مصر وتريد أن تستغل اللحظة الراهنة لتفجير صراعات طائفية وحروب أهلية". المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون لفتت إلى ضرورة "ضبط النفس"، والحوار السياسي في مصر. وقالت أشتون:" إن المواجهة لا يمكن أن تكون حلاً"، مؤكدة أن "حل المأزق الراهن لا يمكن أن يكون إلا سياسيًا، وأن يستند إلى حوار أساسي وموسع كما يرغب به الشعب المصري ويستند على مبادئ ديمقراطية واحترام الحقوق الأساسية". ورحبت بالأسلوب السلمي الذي انتهجته معظم المظاهرات حتى الآن غير أنها نددت بأعمال العنف الجنسية التي تطاول متظاهرات مصريات، معتبرة أنها "تثير قلقًا بالغًا". وأضافت " أدعو جميع الأطراف إلى التزام ضبط النفس، وأجدد دعوتي إلى حصول الحركة الاحتجاجية على أساس سلمي وغير عنيف". كما أعربت عن تعازيها لعائلات القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات، وتمنت الشفاء العاجل للجرحى. وفي سياق آخر، دعت الكويت مواطنيها إلى مغادرة مصر "على وجه السرعة" بعدما رفض الرئيس محمد مرسي المهلة التي حددها له الجيش مؤكدًا تمسكه ب"الشرعية" على خلفية توتر سياسي شديد. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن السفير الكويتي في القاهرة رشيد الحمد قوله:" إن على جميع الرعايا الكويتيين المتواجدين في مصر مغادرتها على وجه السرعة؛ نظرًا للتطورات والأحدات التي تشهدها مختلف أرجاء الجمهورية". كذلك، دعا السفير "الراغبين بالسفر إلى مصر إلى عدم السفر إليها في الوقت الراهن في ظل الأوضاع الحالية غير المستقرة". والكويت هي أول بلد عربي يحذر رعاياه من السفر إلى مصر؛ إثر التظاهرات غير المسبوقة التي تطالب بتنحي الرئيس مرسي. ويتابع آلاف الطلاب الكويتيين دروسهم في جامعات مصر التي تستقبل كل عام آلاف السياح الكويتيين. من جهتها، دعت بريطانيا رعاياها إلى تجنب السفر إلى مصر إلا في حالات الضرورة القصوى، باستثناء المنتجعات على البحر الأحمر في جنوبسيناء وفي البر الرئيسي بمحافظة البحر الأحمر، على ضوء استمرار الاضطرابات في البلاد. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها "تنصح البريطانيين بتجنب السفر إلى محافظة جنوبسيناء إلا في حالات الضرورة القصوى باستثناء منتجعات البحر الأحمر، شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، وموقع التراث العالمي دير القديسة كاثرين، وطريق السفر بين منتجعات البحر الأحمر، وطريق السفر من الأخيرة إلى دير القديسة كاثرين من جهة الشرق، والتحويلات بين منتجعات البحر الأحمر والمطارات في طابا وشرم الشيخ. ونصحت الوزارة البريطانيين الموجودين في المناطق التي دعت إلى تجنب السفر إليها إلا في حالات الضرورة "النظر فيما إذا كانت لديهم حاجة ملحة للبقاء، وعدم مغادرة أماكن اقامتهم أو المناطق الآمنة القريبة منها، والابتعاد عن الأضواء، وإيلاء اهتمام وثيق بسلامتهم الشخصية وخاصة في المدن المصرية الكبرى، وتجنب الحشود". وحذّرت البريطانيين من أن الوضع في مصر "قابل للتغيير"، ودعتهم إلى الاستمرار في متابعة نصائح السفر التي تصدرها إلى هذا البلد. واعتبرت الوزارة بموقعها على الإنترنت "إن تهديد الإرهاب مرتفع في مصر، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة في البلاد وخاصة في مناطق المنتجعات، ولا يزال هناك خطر كبير من الهجمات التي يمكن أن تكون عشوائية وتستهدف الأماكن التي يرتادها الأجانب، كما أن هناك خطر وقوع هجمات انتقامية تستهدف المصالح الغربية في المنطقة بعد تدخل الجيش الفرنسي في مالي". وقالت:" إن المظاهرات تحدث بانتظام في جميع أنحاء مصر وغالبًا أيام الجمعة، وشهد بعضها أحداث عنف أسفرت عن سقوط قتلى، ويتعين على البريطانيين تجنب جميع المظاهرات والتجمعات الكبيرة، ومغادرة المنطقة على الفور عند العلم بأي احتجاجات قريبة".