يظل المهندس خالد القزاز سكرتير الرئيس للمعلومات الرجل الأخطر فى قصر الرئاسة فهو وسيلة اتصال مرسى بالعالم الخارجى وهو عينه التى يرى بها، فإذا ارتدى نظارة سوداء يرى الرئيس الدنيا قاتمة ولو أراد لرسم المشهد الخارجى له بشكل متفائل ولكن القزاز لا ينظر إلا لمكتب الارشاد ومهمته الأساسية فى الرئاسة أن يكون عين الجماعة فى الرئاسة وعين الرئيس عند المرشد وهو همزة الوصل الثانية بين الجماعة والرئيس بعد الدكتور عصام الحداد. «القزاز» هو رجل «الشاطر» أيضا الذى يثق فيه بشكل كبير واختاره فى الرئاسة بحكم انه يحمل الجنسية الكندية ولديه اتصالات خارجية كما أنه يجيد الإنجليزية ويستطيع ان يرسم صورة ذهنية جيدة للإخوان عند دول العالم خاصة أنه يشارك الحداد فى مهامه الخارجية كما أنه يدين بالولاء الكامل لنائب المرشد والجماعة رغم أنه لم يصل الى مناصب تنظيمية فى الجماعة رغم أن عائلته فى الأساس تنتمى الى الجماعة ولكنه دخل الى الجماعة فى اوائل التسعينات. «القزاز» كان احد أعضاء حملة المهندس خيرت الشاطر وانتقل الى حملة الرئيس مرسى بعد استبعاد الشاطر من السباق الانتخابى واختاره «الشاطر» منسقا للعلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة ليعالج القصور التى كانت تعانى منه فى قلة المتحدثين باللغة الانجليزية كما أنه أحد القادرين على إقامة علاقات خارجية للجماعة بحكم جنسيته الكندية. «القزاز» يمثل أحد أفراد الكماشة التى صنعها «الشاطر» ل«مرسى» فى الرئاسة فهو يدين بالولاء للشاطر وينفذ أوامره ويراقب تنفيذ أوامر مكتب الإرشاد التى تأتى للرئيس كما انه ينفذ الأجندة الإخوانية الخارجية ويقوم بإعادة ترتيب علاقات الجماعة مع دول العالم بل إنه فى كثير من الأحيان يتحدث بلسان الرئيس وما قاله عن ان الحكومة لا تمانع فى جهاد المصريين فى سوريا ولا تراه خطرا على الأمن القومى يؤكد أنه ينفذ الخطة الإخوانية ببراعة. الصدفة وحدها هى التى بنت علاقات متينة بين «الشاطر» و«القزاز» فبينما كان الشاطر محبوسا على ذمة قضية التنظيم الدولى للإخوان كان «القزاز» يقوم ببناء مدارس للغات فى المقطم وهى المدارس التى كان يدرس فيها ابن الشاطر فقدم «القزاز» تسهيلات لابن الشاطر وصلت الى حد الإعفاء من مصاريف الدراسة وتقديم مزايا أخرى وهو الموقف الذى أعجب الشاطر وعندما خرج من محبسه توطدت العلاقة بينهما الى حد أنه أستعان به فى حزب الحرية والعدالة فور البدء فى إنشائه ورسخ الشاطر من وجود «القزاز» فى الجماعة رغم أن والده كان قطبا إخوانيا فى الشرقية ولكنه ترك الجماعة وسافر الى الخارج مع والده قبل أن يعود ويقوم ببناء المدارس الخاصة فى المقطم. مدارس «القزاز» فى المقطم فتحت له باب السلطة دون عناء فقبل الانتخابات الرئاسية قام «الشاطر» بعقد سلسلة دورات لشباب الجماعة فى تلك المدارس فى التنمية البشرية وبعد ترشيح «الشاطر» للرئاسة تحولت الى أحد اهم مقرات للحملة الانتخابية والتى انتقلت الى مرسى بعد ذلك ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إنها قبل الانتخابات بأيام تحولت الى غرف عمليات وتم فيها تجميع نتائج اللجان الانتخابية تحت إشراف الشاطر نفسه. ونجح «الشاطر» بعد فوز «مرسى» بالرئاسة فى فرض «القزاز» على مؤسسة الرئاسة ظنا منه أنه قادر على إدارة الملفات المهمة ولكنه فشل ببراعة منقطعة النظير فالرجل تولى ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولى وكاد أن يصل الى اتفاق فى مارس الماضى وصاح وهلل بعدما لمس بعض التغييرات الايجابية فى موقف أعضاء الصندوق ولكنه تلقي صفعة بفشل المفاوضات. «القزاز» أيضا سافر الى أمريكا عدة مرات بصحبة ذراع الشاطر اليمني عصام الحداد وتولى التفاوض مع الإدارة الأمريكية قبل زيارة مرسى لها كما أنه نجح فى مقابلة الرئيس الأمريكى أوباما مع الحداد فى سابقة لم تحدث من قبل كما قام بالإشراف على عدد من الملفات الدولية والترتيب لزيارات الرئيس فى الخارج وعلاقة الجماعة ببعض الدول. «القزاز» تحول الى مركز قوة فى مؤسسة الرئاسة يستمدها من «الشاطر» ويسعى الى فرض نفوذه على الجميع ويظن انه قادر على أن يحرك الأمور ويصدر قرارات وتناسى أنه مجرد ناقل معلومات الى الرئيس ولكن لأن المعلومات تأتى من مكتب الإرشاد أصبح مصدر قوة. كاتم أسرار الرئيس وجماعته منح مزايا لوالده عدلى القزاز الذى عين مستشارا لوزير التعليم رغم أنه لا يحمل أى مؤهلات سوى أنه صاحب مدارس لغات أخضعها لخدمة الجماعة. «القزاز» انضم الى كتيبة المهاجمين لمظاهرات 30 يونية فاستمرار الرئيس فى منصبه يعنى مزيدا من الصعود له واستقالة الرئيس ربما تنهى أحلامه فى السلطة.