احتشد المئات من قضاة مصر اليوم الجمعة بمقر نادى قضاة مصر بشارع شمبيليون, بوسط القاهرة، وذلك تلبية لدعوة المستشار أحمد الزند, للرد على اتهامات النظام للقضاة فى خطابه الأخير بالإضافة إلى هجومه الشديد عليهم. وأدى القضاة صلاة الجمعة فى ساحة النادى وذلك بحضور عدد من مشايخ الأزهر الشريف فى الوقت الذى خطب الجمعة الشيخ الدكتور "أحمد كريمة" استاذ الشريعة بجامعة الأزهر. وقال د.أحمد كريمة: "إن مصر تضيع بين تجار الدين وتجار الوطن، وأصبحت بلا كرامة، موضحًا أن السمع والطاعة يكون لله وللرسول وليس لمخلوق أو جماعة، وأن القنوات الفضائية تقدم دينًا مشوهًا غير الإسلام الحقيقى وتغيب عقل المواطنين. وأضاف "كريمة" خلال خطبته بنادى القضاة، أن كلمة الإسلام ضاعت بين تشرذم الأمة الإسلامية ما بين ائتلافات وفرق وجماعات لكل منها مذهب مختلف، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على الإسلام الذى يمر بمحنة الآن، مشيرا إلى أن الموجودين الآن هم الإخوان القطبيون والسلفية الوهابية، والمتصوفة، والمتشيعة، وتناثرت دماء الإسلام بينهم، مما أهدر مضمون الدعوة. ولفت إلى أنه بدلا من الدعوة لخلافة إسلامية لابد من عمل اتحاد عربى أولا، واتحاد إسلامى، مشيرا إلى المعنى الذى يروج له عن الخلافة الإسلامية يخالف صميم الشرع. وانتقد النظام الحاكم لفتحه أكبر المساجد فى مصر للمشايخ الدخلاء القادمين من الخارج ومن وصفهم ب"شيوخ الفتنة والضلال" فى إشارة إلى الشيخ محمد العريفى، رغم حرمان علماء الأزهر من دخولها، قائلا: "احد المشايخ الذى جاء من الخارج ودعا إلى الجهاد فى سوريا، وهذا خطأ شرعى لأن ما يحدث فى سوريا هو فتنة، أما أن تساهم فى وقفها أو الاعتزال، وباب الجهاد مفتوحا للجهاد فى فلسطين ضد العدو الحقيقى، وأولى بدلا من قطع العلاقات مع الشقيق العربى المسلم أن تقطعها مع إسرائيل". واضاف الشيخ كريمة أن الحاكم العادل الرشيد لا ينبغى الخروج عليه وانما يجوز الخروج على الحاكم الظالم، وان الحاكم الرشيد يسأل عن اهل الخبرة وليس الاهل والعشيرة، كما قال ان مسألة الشيعة هى مسألة سياسية ولا أصل لها ولا صلة بالإسلام والهدف منها المزايدة السياسية الرخيصة لجعل مصر تحارب الشيعة فى إيران بالوكالة عن دول الخليج رغم أن دول الخليج تربطها علاقات قوية بإيران. وأوضح أن القضاة هم أهل الحل والعقد وهم خليفة الله فى الأرض ويوم يهان القاضى فهذا تدمير للدولة واهتزاز لثقة الناس فى القضاء، مؤكدا ان القضاء هو خط الدفاع الأخير للمواطنين، مشيرا إلى أن الأزهر يعرب عن ثقته ودعمه لقضاة مصر. وانتقد ما يحدث من المشايخ على المنابر والذين يلعنوا إخوانهم المسلمين على المنابر ويكفرونهم، واصفا من تواجد عند رابعة العدوية ب"الرعاع" و"شيوخ الفتنة"، منتقدا خلطهم الدين بالسياسة، وقال إن السياسة لو دخلت على الدين فسد الاثنين معا.