أكد الشيخ الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن مصر تضيع بين تجار الدين وتجار الوطن، وأصبحت بلا كرامة، موضحًا أن السمع والطاعة تكون لله وللرسول وليس لمخلوق أو جماعة، وأن القنوات الفضائية تقدم دينًا مشوها غير الإسلام الحقيقى وتغيب عقل المواطنين. وأضاف كريمة خلال خطبته بنادى القضاة، أن كلمة الإسلام ضاعت بتشرذم الأمة الإسلامية بين ائتلافات وفرق وجماعات لكل منها مذهب مختلف، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على الإسلام الذى يمر بمحنة الآن، مشيرًا إلى أن الموجودين الآن هم الإخوان القطبيون والسلفية الوهابية، والمتصوفة، والمتشيعة، والذين تناثرت دماء الإسلام بينهم، مما أهدر مضمون الدعوة. ولفت إلى أنه بدلاً من الدعوة لخلافة إسلامية لابد من عمل اتحاد عربى أولاً، واتحاد إسلامى، مشيرًا إلى المعنى الذى يروج له عن الخلافة الإسلامية يخالف صميم الشرع. وانتقد النظام الحاكم لفتحه أكبر المساجد فى مصر للمشايخ الدخلاء القادمين من الخارج ومن وصفهم ب"شيوخ الفتنة والضلال" فى إشارة إلى الشيخ محمد العريفى، رغم حرمان علماء الأزهر من دخولها، قائلاً: "أحد المشايخ الذى جاء من الخارج ودعا إلى الجهاد فى سوريا، وهذا خطأ شرعى لأن ما يحدث فى سوريا هو فتنة، أما أن تساهم فى وقفها أو الاعتزال، وباب الجهاد مفتوح للجهاد فى فلسطين ضد العدو الحقيقى، وأولى من قطع العلاقات مع الشقيق العربى المسلم أن تقطعها مع إسرائيل". واضاف الشيخ كريمة أن الحاكم العادل الرشيد لا ينبغى الخروج عليه، وإنما يجوز الخروج على الحاكم الظالم، وأن الحاكم الرشيد يسأل عن أهل الخبرة وليس الأهل والعشيرة، كما قال إن مسألة الشيعة هى مسألة سياسية ولا أصل لها ولا صلة بالإسلام والهدف منها المزايدة السياسية الرخيصة لجعل مصر تحارب الشيعة فى إيران بالوكالة عن دول الخليج رغم أن دول الخليج تربطها علاقات قوية بإيران. وأوضح أن القضاة هم أهل الحل والعقد وهم خليفة الله فى الأرض ويوم يهان القاضى فهذا تدمير للدولة واهتزاز لثقة الناس فى القضاء، مؤكدًا أن القضاء هو خط الدفاع الأخير للمواطنين، مشيرًا إلى أن الأزهر يعرب عن ثقته ودعمه لقضاة مصر. وانتقد ما يحدث من المشايخ على المنابر والذين يلعنوا أخوانهم المسلمين على المنابر ويكفرونهم، واصفًا من تواجد عند رابعة العدوية ب"الرعاع" و"شيوخ الفتنة"، منتقدًا خلطهم الدين بالسياسة، وقال إن السياسة لو دخلت على الدين فسد الاثنين معًا.