عام مضي علي تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية.. عام من الفشل والإحباط والتراجع علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي.. عام شرب فيه الشعب المرار علي يد الرئيس وحكومته وجماعته وأهله وعشيرته.. والنتيجة تدهور أحوال البلاد والعباد وتحول مصر العظيمة إلي صفر ودولة لا شأن لها بين الأمم.. يقولون إن الشعب انتخب مرسي لمدة 4 سنوات ولا يجب محاسبته أو سؤاله حتي انتهاء مدته، ولكن عاماً من الفشل كاف جداً للمحاسبة والوقوف مع النفس والرئيس وجماعته قبل أن تنهار البلاد تماماً وتصبح أضحوكة بين الأمم.. إذا كان مرسي قد نجح في رحلات التسول والاستدانة في رفع الدين الخارجي إلي 45 مليار دولار بزيادة 13 ملياراً خلال عام واحد، فماذا ننتظر منه لو صبرنا عليه واستكمل باقي مدته؟.. هل يعلن إفلاس مصر وتأجيرها مفروشة لقطر وأمريكا وإسرائيل؟.. أم ستكون الديون مفتاح احتلال أجنبي كما حدث عام 1882 عندما احتلت بريطانيا مصر بعد أن أصبحت في أضعف حالاتها بسبب تراكم الديون الأجنبية، وتعيين وزيرين إنجليزي وفرنسي لمراقبة أداء الحكومة وقتها! لقد أصبحت مصر دولة فاشلة بدليل عدم سيطرتها علي كامل أراضيها وما يحدث في سيناء خير دليل علي ذلك، خطف وقتل وترويع لمواطنين وجنود جيش وشرطة علي يد متطرفي سيناء وبواقي تصدير أفغانستان من القتلة والإرهابيين تحت مسمي الجهاديين، خلال عام تم حصد أرواح عشرات من المصريين بدءاً من حادث رفح الذي سقط فيه 16 جندياً شهيداً.. وانتهاء باستشهاد النقيب محمد أبوشقرة ضابط القوات الخاصة الذي كان يتتبع العناصر الإرهابية، السلاح الإخواني المرعب ضد الجيش والشرطة.. سيناء خارج السيطرة الأمنية المصرية بفعل فاعل هو رئيس الجمهورية وجماعته.. فحين يكون حريصاً علي أرواح خاطفي الجنود السبعة فهو يساوي بين الخاطف والمخطوف، وحين يمتنع عن إصدار أوامره بتطهير سيناء من الإرهابيين والخارجين علي القانون فهو يخرق الأمن القومي في سيناء.. وحين يطلب من الجيش التمهل في إنهاء ظاهرة الأنفاق بين رفح وغزة فهو يهدد الأمن القومي.. وحين يمتنع عن الثأر لشهداء رفح فهذه جريمة في حق الوطن يجب أن يحاسب عليها. لقد تدنت علاقات مصر الخارجية مع كثير من دول العالم لأسوأ حالاتها كما يحدث مع إثيوبيا وسوريا.. هل هناك أكبر من فضيحة أن يدعو الرئيس أهله وعشيرته وجماعته والمحبين لاجتماع علي الهواء لدراسة آثار سد النهضة؟.. والنتيجة كانت كارثية علي العلاقات مع إثيوبيا التي تم تهديدها بالعبث في شئونها الداخلية وتأليب القبائل والطوائف هناك ضد الحكومة.. والتهديد باستخدام القوة العسكرية والطائرات الورقية لضرب السد والمرافق الحيوية هناك.. أفكار صبيانية لحادث جلل يمكن أن يودي بحياة الآلاف وربما الملايين من البشر والأنعام والأراضي الزراعية.. فهل علاقات الدول تدار بهذا الشكل علي شاشات التليفزيون؟.. وكانت فضيحة أخري حين دعا إلي مؤتمر لنصرة الشعب السوري، مورست خلاله أساليب هزلية ضد الشعب والنظام السوري وخرج خلاله بعض الشيوخ لتكفير من سيخرج للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.. والأدهي من ذلك إعلان الرئيس قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بوابة مصر الشمالية والدعوة للجهاد، فلماذا يزج بمصريين في صراع سوري بحت بين شيعة وسنة؟.. ولماذا لم يترك مرسي الشأن السوري للشعب هناك، خاصة أن القانون الدولي يمنع التدخل في الشئون الداخلية للدول.. ولكنها بلطجة إخوانية ومن يدور في فلكهم لرفع الضغط عليهم بسبب توقيعات حركة «تمرد» التي تجاوزت 15 مليوناً والدعوة لخلع مرسي في 30 يونيو. محمد مرسي فتح المعتقلات والسجون لشباب الثورة، فمن لا يقتل يتم تلفيق قضايا له ويزج به في السجن، كأحمد دومة وغيره من الشباب الثائر.. وقتل ورود مصرية مثل جيكا ومحمد الجندي ومحمد الشافعي وغيرهم من الشباب دون القصاص ممن قتلهم أو تحديد هويتهم.. فهل هناك فرق بين ما فعله مرسي وما فعله مبارك وأدي لثورة الشعب عليه؟.. علي يد الرئيس مرسي تدهورت الخدمات العامة وتدني الاقتصاد لأسوأ حالاته وأصبحت مصر علي حافة الإفلاس بسبب فشله وحكومته في التصدي للكارثة الاقتصادية التي أوقعونا فيها، 4 آلاف مصنع مغلق، ملايين من الشباب العاطل عن العمل.. زيادة رهيبة في الديون الداخلية والخارجية.. تدهور الخدمات والمرافق.. كهرباء تقطع يومياً ومياه منعدمة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي إن وجدت.. طرق تحصد آلاف الأرواح سنوياً.. بنية تحتية مهترئة، وأصبحت مياه الشرب مخلوطة بمياه الصرف في حالة اندماج حميمي تحت رعاية مرسي وجماعته.. الخدمات الصحية منعدمة والمستشفيات العامة الداخل فيها مفقود والخارج مولود.. مرسي فشل في تحقيق وعوده وكذب علي شعبه، وأزمة البنزين والسولار تكذبه والطوابير مترامية الأبعاد علي محطات الوقود دليل علي ذلك. ضاعت الثورة علي يد مرسي وجماعته بسبب إصرارهم علي حالة التمكين العجيبة للسيطرة علي مفاصل الدولة بتعيين وزراء ومحافظين وقيادات الإخوان في الوظائف الحيوية بالدولة.. هل استطاع مرسي حل مشكلات الخبز والوقود والمرور والنظافة وأعاد الأمن والأمان للشارع؟.. الرئيس فشل في حل تلك المشكلات ويسعي دائماً لحشد الأهل والعشيرة ومن يدور في فلكهم لتهديد الشعب وترويعه بعمليات إرهابية وتفخيخ سيارات.. واعتبار المظاهرات ضد الرئيس حراماً شرعاً وسعي بعض الشيوخ لتكفير من يعارض مرسي أو يدعو لإسقاطه لأن الخروج علي الحاكم لا يجوز.. لقد فقد الرئيس شرعيته يوم أن سال الدم المصري الطاهر أمام قصر الاتحادية علي أيدي أهله وعشيرته.. فلا شرعية مع الدماء ولا شرعية مع استمرار جماعته التي تفرض وجودها بالبلطجة وعدم توفيق أوضاعها تحت سمعه وبصره رغم مرور عام علي توليه السلطة. لقد فشل مرسي في تحقيق أهداف الثورة فلا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية ولا كرامة إنسانية.. يريدون أن يشتروا الغلابة بكيلو فول وآخر مكرونة مجاناً يصرف مع تموين رمضان.. يعطشون الأسواق بالسلع التموينية والبنزين والسولار لمنع الناس من النزول للتظاهر والمطالبة بخلعه.. لا أمل في استمرار مرسي بهذا الشكل الذي يرفضه الشعب وعليه أن يطرح الثقة في نفسه.. فإذا رفضه الشعب في استفتاء فليرحل بشرف وكرامة وإذا جاء به مرة أخري فعلي الرحب والسعة، وعلي الجميع احترام إرادة الشعب.. عليه أن يفعل حقناً للدم ومنع انهيار الدولة.. فهل يفعلها مرسي؟ وعليه أن يعي جيداً قول وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي: «ليس من المروءة أن نصمت أمام ترويع أو تخويف أهلنا المصريين والموت أشرف لنا من أن يمس أحد شعب مصر في وجود الجيش».. انتهت الرسالة، أرجو أن يفهمها مرسي وجماعته وحواريوه.