بعد مرور عام علي وصول محمد مرسي إلي منصب رئيس الجمهورية تحولت مصر علي يديه إلي قسمين معه وضده.. ضاعت مصر علي يديه اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً وأصبحنا «ملطشة» الدول حتي تجرأت إثيوبيا وحولت مجري النيل الأزرق تمهيداً لتنفيذ سد النهضة الذي سيجوع شعب مصر ويعطشه.. مرسي يتخبط في قراراته وما إن يتخذ قراراً حتي يتراجع عنه.. يتهم كل من يعارضه وينتقد سياساته بأنه من الفلول ومن أنصار النظام السابق.. رغم علمه جيداً أن القوي السياسية المعارضة وحركة «تمرد» لم تكن في يوم من الأيام فلولاً أو منتمية إلي النظام البائد.. ولكنها هلاوس تنتاب رأس الحكم كلما اقترب موعد 30 يونيو، يوم الخلاص من مرسي وجماعته وأهله وعشيرته.. هل الملايين التي وقعت علي استمارة «تمرد» فلول كما يتهمها رئيس الجمهورية؟.. لقد أصبحت المعارضة فلولاً والموقعون علي رحيل مرسي ودعوة لانتخابات رئاسية مبكرة لأنهم يقفون له حجر عثرة دون تحقيق أوهام الإخوان ومرشدهم في السيطرة علي البلاد ومقدراتها وكلما اقترب موعد 30 يونيو تزداد حالة الارتباك والتخبط لدي الرئيس ومرشده وجماعة السمع والطاعة الذين يهددون بالتصدي بالقوة والعنف للثائرين ضدهم مدعين أن الخروج هو استدعاء للجيش للحكم مرة أخري! رئيس الجمهورية دعا لمؤتمر نصرة الشعب السوري في الصالة المغطاة باستاد القاهرة وحشد جماعته وحزبه وأهله وعشيرته والقوي السياسية المتأسلمة بحجة نصرة الشعب السوري، ولكنه في حقيقة الأمر رسالة تخويف للمعارضة ولمن سيخرج في 30 يونيو بهؤلاء.. ولإيهام المواطنين بأن هناك من يسانده ويقف معه رغم أن كل ما استطاعوا حشده لا يزيد علي 20 ألفاً من التيارات المتأسلمة. لقد ادعي بعض الحاضرين لمؤتمر مرسي أن الخروج في هذا التوقيت خروج علي الإسلام.. فهل تحول مرسي إلي نبي وأصبح متمثلاً في شخصه؟.. كيف يصبح الخروج علي مرسي خروجاً علي الإسلام؟.. المتأسلمون يدافعون عن مرسي مدعين الكفر علي من يعارضه أو يخرج في يوم الخلاص والرحيل.. هل أصبح الإسلام حكراً علي مرسي وأهله وعشيرته وحزبه ومن يدور في فلكهم؟.. هل تنكرون علينا إسلامنا وإيماننا لمجرد أنكم تتحركون بمبدأ السمع والطاعة أم أن الإسلام يتسع للجميع؟ لماذا يخرج الشعب علي مرسي؟.. هل لأنه نجح في إدارة شئون البلاد ونهض بأحوال العباد وأصبحنا أمة عظمي بين الأمم؟.. هل تنكرون علي الشعب الخروج بعد أن تدهورت الأحوال وفشل الرئيس في إدارة شئون البلاد والعباد؟.. كذب علي شعبه ولم يحقق وعوده فقد تفاقمت أزمة الوقود والمواطنون يتقاتلون للحصول علي السولار والبنزين.. طوابير العيش تشهد علي الفشل.. حالة النظافة المتردية حتي أصبحت مصر مشهورة بأهرامات الجيزة وأهرامات القمامة في كافة المحافظات.. الأمن لا يزال بعافية وحالته متأرجحة رغم المحاولات الجادة لتواجده ولكن البلطجية والخارجين علي القانون أصبحت لهم سطوة ويد قوية علي الشارع!، من أهم إنجازات مرسي خلال عام هي رحلات التسول والسلف من قطر والسعودية وتركيا وليبيا، واستطاع أن يزيد الدين الخارجي بمقدار 10 مليارات دولار في عام واحد وإذا استمر الحال وأكمل مدته فربما يحجزون علي مصر وفاء لديونهم أو يبيعونها في مزاد علني أو يتم استدعاء الاحتلال الأجنبي كما تزايدت الديون علي الخديو توفيق وتم الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882. ما فعله مرسي وأهله وعشيرته والمتأسلمون التابعون لم يكن مؤتمراً لنصرة الشعب السوري.. ولكنه تمثيلية قادها لدعم الإخوان وإرهاب المعارضين ومحاولة إخافة كل من سينزل في 30 يونيو القادم في مظاهرات سلمية للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وإسقاط حكم المرشد. مرسي يستقوي بالجماعات المتأسلمة ومن قتل المصريين والسياح وروعهم في التسعينيات والولايات المتحدة وأوروبا.. مرسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد أن قررت أمريكا تسليح المعارضة هناك وفرض حظر جوي عليها.. فمن أولي بقطع العلاقات سوريا أم إسرائيل التي تقتل الفلسطينيين يومياً وتدنس المسجد الأقصي بأقدام المتطرفين والجنود؟.. لماذا يهدد الأمن القومي الوطني والعربي ويعطي الغطاء الشرعي لاحتلال سوريا؟.. ما الفرق بين ما يفعله مرسي مع سوريا وما فعله مبارك مع العراق في بداية التسعينيات؟.. لماذا يزج مرسي بمصر في الصراع الشيعي - السني في سوريا ويزج بالشباب المصري في حرب أهلية سورية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. هل نذهب لقتل السوريين أم أن شعب سوريا أولي بالقصاص من رئيسه أو تركه؟.. ما هذا العبث وهل يتم قطع العلاقات مع الدول في احتفاليات علي الهواء؟.. هل يتعامل مرسي كرئيس دولة أم كشيخ قبيلة؟.. هل درس الأمر بجدية من خلال مجلس الدفاع الوطني؟.. أم أننا سنظل ندير شئون البلاد بعنترية وعفوية؟ لقد جاءت حركة المحافظين الجديدة لتفضح سياسات مرسي في أخونة الدولة بل تجرأ فيما لا يفعله أي عاقل بتعيين أحد أفراد الجماعات الإسلامية من حزب «البناء والتنمية» محافظاً للأقصر.. هذه الجماعة التي قامت بمذبحة الأقصر عام 1997 يأتون بمحافظ منها ليكون والياً علي الأقصر.. هذه الجماعات التي تري في آثارنا أصناماً وأحجاراً ولابد من التخلص منها ودعا أحد أفرادها لهدم الأهرامات وأبوالهول.. هل هذه رسالة من مرسي إلي العالم بتمكين أهله وعشيرته من مصر ومقدراتها؟.. أليست هذه رسالة بنهاية السياحة في الأقصر علي يد هذا المحافظ المتطرف؟.. اعتراضات متعددة من المواطنين علي حركة المحافظين التي مكنت الإخوان من محافظات «المنوفية والغربية والدقهلية والفيوم وقنا وبني سويف» وغيرها من المحافظات.. فهل يعجل مرسي بحركته هذه لمزيد من سخط المواطنين لإسقاطه في 30 يونيو؟ مرسي عاجز عن الحكم وعليه أن يستجيب لإرادة الشعب فقد فشل داخلياً وخارجياً.. لقد نزل حسني مبارك علي إرادة الشعب وخرج دون أن يحول مصر إلي سوريا أخري.. آثر أن يحقن دماء المصريين حين أدرك أن الجيش مع الشعب ولن يكون في صفه بأي حال من الأحوال.. فماذا ينتظر مرسي.. هل مبارك أكثر وطنية منه ويخاف علي الدم المصري أكثر منه أم أنه سينزل علي إرادة الشعب بعد أن ثبت فشله؟.. لماذا لا تجد الثقة في نفسك لتطرح الأمر علي الاستفتاء إذا كان الشعب يريدك أو يريد عزلك.. أو الدعوة إلي انتخابات رئاسية مبكرة لإنقاذ البلاد من حالة الفشل والغرق الذي أوصلتمونا إليه؟ لقد حان وقت الرحيل بكرامة، فالشعب إذا خرج لن يعود.. حقناً لدمائنا فمصر لن تكون يوماً كسوريا وليبيا.. فمصر فوق الجميع وليسقط حكم المرشد.