كانت واحدة من أكثر اللحظات الصادمة والمسيلة للدموع عندما أعلنت أشهر المذيعات في العالم أوبرا وينفري في 20 نوفمبر الماضي خبر اعتزالها والذي من المقرر أن يكون في ديسمبر 2011 بعد تألق إعلامي دام لمدة 24 عاما حازت خلالها أوبرا على اهتمام مشاهدين فيما لا يقل عن 100 دولة على مستوى العالم، كما جمعت ثروة لم تكن تحلم بها يوما علي حد قولها والتي تقدر ب2,3 مليار دولار. وعبر الجمهور المصدوم عن اعتزال أوبرا بأنه نهاية لحقبة تاريخية صنعتها أوبرا وأمتعت بها مشاهديها في جميع أنحاء العالم وأنهتها الآن. ومن جانبها أجابت أوبرا بأنها تحب برنامجها إلى الحد الذي تعلم معه متى يحين الوقت لأن تقول وداعاً. وذكرت مجلة (إيكنوميست) الأمريكية أن المشكلة الوحيدة مع هذا التعليق هو أن قرار وينفري ليس للإقلاع عن التدخين، بل إنها سنتهي علاقتها مع شبكة (سي بي إس) الضخمة، وسيترتب علي ذلك بالتأكيد خسائر هائلة للشبكة، في حين ستتجه وينفيري إلي تكريس نفسها لمشروع جديد طموح وهو قناة الكابل التلفزيونية التي سيطلق عليه شبكة أوبرا وينفري والتي تخطط لإطلاقها في يناير 2011 كشريك في مشروع مشترك مع شركة ديسكفري للاتصالات. وأوضحت المجلة أن هذا التحول الصعب يثير كل أنواع الأسئلة حول قوة العلامات التجارية الشخصية لأوبرا النجمة العالميةK فضلا عن التأثير الأكبر علي العلامة التجارية للشبكة نفسها, فالعلامة التجارية لا يمكن فصلها عن نجم احتضنها لمدة ما يقرب من ربع قرن. وأكدت المجلة أن العلامة التجارية الشخصية للنجم والتي تستطيع إطلاق شبكة بالكامل, من السهل جدا إضرارها بإخفاق النجم أو اختفائه عن جمهوره. وأشارت المجلة إلي أن فمارثا ستيوارت الذي كان يوما ما أقرب ما يعادل السيدة وينفري في شهرتها وجماهيريتها العالمية، انخفضت قيمة العلامة التجارية له بمجرد أن تعرض لمشكلة قانونية, وبرنامج "أوبرا شو" ليس برنامج أو محطة متنقلة تستطيع أوبرا إلغائه في أي وقت ولكنها صاحبة التعريف بهذا البرنامج لمدة 24 عاما. وأوضحت المجلة أن قرار ونيفري تدعمه أسباب تجارية، ولعل أبرزها هو تراجع عدد مشاهدي برنامجها وانصرافهم إلى الانترنت، وإن كانت لا تزال الأعلي تصنيفا علي مستوي العالم . من جانبها نصحت وينفري جمهورها بالتمتع بحياة أفضل مستعرضة معهم عدد من التجارب التي مرت بها في حياتها سواء من خبرتها العملية أو من واقع تجربتها الشخصية، كما روت في حوارها مع الجمهور عن تجاربها القاسية مثل تعرضها للاغتصاب في سن التاسعة وإدمانها المخدرات في سن العشرين.