الزواج وتكوين أسرة وأبناء هو حلم كل فتاة.. وبالرغم من أنه حلم جميل إلا أنه يحتاج إلى مقومات كثيرة لكى ينجح بين طرفين طبيعيين، أما أن يكون الحلم هو الزواج من معاق ذهنيا فهذا الذي لم أكن أتصوره ولا أعرف له سببا يجبر طرفا طبيعيا على الارتباط بآخر عنده مشكلة في العقل والتفكير والمشاعر أو على الأقل في التعبير عنها بصورة طبيعية.. لذلك فقد كانت دهشتي لا حد لها عندما صادفت فتيات لا يعوزهن شيء من رجاحة عقل وجمال وأخلاق يعلن بكل بساطة عن رغبتهن في الزواج من معاق ذهنيا.. وكان لزاما عرض آرائهن والأسباب التي دعتهن لذلك في هذا التحقيق .. ماجدة.. توافق على الزواج من معاق لأنه في رأيها أفضل من العنوسة وعدم تكوين أسرة وإنجاب أبناء، ولأنها تتمتع بشخصية قوية وتستطيع الاعتماد على نفسها ترى أن الأمر يمكن التعامل معه بسهولة، سواء فى إدارة بيتها بصورة سليمة وتحمل مسئولياته بالكامل وحدها ، أو في التعامل مع الزوج المعاق الذي يحتاج إلى معاملة من نوع خاص جدا، أو في مواجهة المجتمع الذي سيرفض بالطبع هذه الزيجة ويحيطها بالكثير من علامات الاستفهام. أما مها فتؤكد أنها توافق على الزواج من معاق ذهنيا ما دامت هذة الإعاقة لن تورث لأبنائها وترى أن من حق أى معاق أن يتزوج وتكون له حياة أسرية خاصة به إذا كانت لديه القدرة على التعايش مع الآخرين بصورة طبيعية. وتذكرنا أمانى بمسلسل سارة وكيف أحب الطبيب مريضته وتعلق بها بعد أن شعر بقلبها الكبير وبرائتها ونقائها الذى لم تلوثه طبائع البشر القاسية، وتؤكد أنه لو صادفها هذا الموقف لن تتردد فى الارتباط بمعاق ذهنيا وتكوين أسرة صغيرة معه لو تعلقت به عاطفيا . وتتساءل: أليس من حق المعاق أن يحب ويعيش الحياة بصورة طبيعية خاصة وأنه لا ذنب له فى إعاقته. ممرضة بعقد زواج وتعلق نجوى موافقتها الزواج من معاق ذهنيا على مقدار ثرائه وأن يوفر لها حياة مستقرة ماديا وأن يقدم لها كافة الضمانات المادية التى تضمن أنها لن تواجه أى صعوبات أو متاعب فى الحياة معه، مع ضرورة أن تكون إعاقته بسيطة حتى تتمكن من التعامل معه بسهولة ويسر.. زاعمة أنها ستعتبره مريضا يحتاج إلى رعايتها واهتمامها طوال الوقت .. وكله بتمنه!! وبسبب قسوة زوجها السابق وخيانته لها تعلن ليلى موافقتها غير المشروطة على الزواج من معاق الذي تعتبره ملاكا لا يحمل أية كراهية لأحد ويتميز بمشاعر فياضة لكل من حوله، مؤكدة أنها معه ستعيش حياة بسيطة وهادئة ومستقرة وأقل تعقيدا من الحياة مع أي زوج سوي، موضحة أنها ستعتبره كأحد أبنائها الذى يحتاج دائما لحنانها وحبها وأن هذه العلاقة الانسانية ستكون من أجمل ما صادفها فى الحياة. وتبدأ سناء كلامها قائلة: أيوه.. عندى استعداد للزواج من معاق.. أحسن ألف مرة من الوحدة والفراغ . سناء تعيش وحيدة بعد وفاة والديها وزواج أشقائها، لذلك ترى الزواج من معاق حلا أمثل لحالتها ينقذها من الفراغ القاتل الذي تحياه ويعطي لحياتها هدفا جديدا، ويقدم للطرف الآخر من يرعاه ويسهر على راحته. ولكنها تشترط ألا يأتي ذلك على أمومتها وأن تكون إعاقته بسيطة بحيث لا تؤثر على قدرته على الإنجاب. زواج ناجح ومستمر وحتى ينجح زواج المعاقين ذهنيا ، أيا كانت الأسباب وراء هذه الزيجات ،يقدم المتخصصون عدة نصائح للزوجة المقبلة على هذا الزواج، موضحين أن الإعاقة مهما كان نوعها لا تحد من استمتاع المعاق بالحياة إلا بالقدر الذي يعجز المعاق عن القيام به نتيجة قصوره الجسدي أو العقلي ، وأنه مهما كان شكل هذا القصور فإن المعاق يمكنه الاستمتاع بالحياة بما يتمشى مع طبيعة إعاقته خاصة وأنه يريد أن يحصل على حقه في الزواج مثل أي إنسان.. ومن هذه النصائح: 1 أن تتابع الزوجة مع أخصائي اجتماعي لتحسين شبكة العلاقات مع زوجها لتعرف كيف تتعامل معه وكيف تتفهمه. 2- المتابعة مع متخصص في التربية الجنسية ليرشدها للطريقة المثلي للتعامل مع الزوج المعاق في هذا الشأن، ولينبهها للمشكلات التي تنتظرها عند إقامة علاقة معه وكيفية مواجهتها والتعامل معها، كشعورها بالاشمئزاز عند اقتراب الزوج منها خاصة وأن جزءا كبيرا من المعاقين يعانون مشكلة في النظافة الشخصية، أو يعانون من مشكلة التبول اللا إرادي، أو عدم النضوج في ممارسة العلاقة، أو أن بعضهم لا يعرف حدودا للممارسة . 3- العمل على إشراكه في برامج تأهيلية تساعد على تنمية مهاراته الاجتماعية وتعمل على سرعة دمجه في المجتمع، وعدم التعامل معه وكأنه عار لابد إخفائه عن العيون. 4- تشجيعه على النقاش وإبداء رأيه دون سخرية مما يقول مهما بدا رأيه مخالفا، وذلك فيما يخصهما من موضوعات وفيما بينهما ، وبالتدريج تشجيعه على ذلك أمام الغير وفي مختلف الموضوعات . 5- إشراكه في أنشطة رياضية لتهذيب طاقته البدنية، ومحاولة تنمية مهاراته المختلفة لأن كل إنسان مهما كانت إعاقته لديه ما يتميز به.. واستحسان ما يقوم به وتقدمه وإن كان بطيئا حتى يشعر بقيمته عند زوجته وفي المجتمع ككل. 6- التركيز على الأفعال التي تؤكد أن له الحق في الامتلاك مثله مثل الآخرين، إذا كانت إعاقته تسمح بذلك. 7- أن تعامله بقدر من الاحترام والتقدير سواء فيما بينهما أو أمام الآخرين. ويلفت الدكتور محمد الدسوقى ،استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس،أن هناك دورا مجتمعيا حتى ينجح هذا الزواج ويستمر ويتوقف ذلك على عدة عوامل تتمثل فى النقاط التالية: 1- توفير كافة الإمكانيات من علاج ووسائل صحية ومسكن ملائم للمعاق ذهنيا يكون قريبا من الأهل، أو في منطقة تتوفر بها كافة الخدمات العاجلة والطوارئ. 2 دخل مناسب لغير القادرين على العمل منهم، وتمكين القادرين من إيجاد فرص عمل لهم . 3 تسخير الإعلام لتوفير بيئة مجتمعية ملائمة تحيط بعملية الزواج وتثقيف الجماهير حتى يتقبلوا هذا النوع من الزواج ويساندوه. 4 إقامة دورات تثقيفية للمعاقين ذهنيا الراغبين في الزواج . 6 العمل على دمج الأسر المكونة من معاق أو أكثر في المجتمع.