مع توارد الأنباء عن تولى الشيخ "تميم بن حمد" عرش قطر خلفا لوالده، بدأت العديد من الدوائر فى الحديث عما إذا كان الأمير الشاب البالغ من العمر 33 عامًا سيسير على درب والده، أم أن له رأيًا آخر. وهناك ثلاث ملفات رئيسية تطرحها الظروف الراهنة ستحدد وجهة الأمير الجديد. أول هذه الملفات العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتى لا يتوقع أحد أن يحدث فيها تغيير، كونها من أساسيات ومبادئ العائلة المالكة غير القابلة للنقاش. كما أن هناك أحاديث تشير إلى أن تولى "تميم" للعرش تم بالاتقاق والتنسيق مع أمريكا، وبعد الاتفاق على كل الأمور التى تخص العلاقة بين البلدين، وهو ما يعنى أن "تميم" سيسير على درب "حمد" فى هذا الشأن، أما الأمر الثانى غير الواضح ، فهو علاقة قطر بجماعة الإخوان المسلمين والأنظمة الحاكمة الجديدة فى مصر وتونس، فرغم أن "تميم" كان وراء المبادرات القطرية بتقديم الدعم المالى لمصر وزيادة الاستثمارات القطرية وإعجابه بتجربة الإخوان، هو ما أثار مخاوف ملوك وأمراء الخليج العربى، إلا أن الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية يعتبر مهندس تلك العلاقة، فهو الذى يروج ويسوق الإخوان عند الأمريكان، ويتبنى هذا الاتجاه بقوة، كما أنه المحرك الرئيسى وراء الزخم العربى والغربى فى دعم المعارضة السورية. وإذا استمر "حمد بن جاسم" فى موقعه، وهذا مستبعد، قد يحدث نوعا من الخلاف كون الأمير "تميم" لا يتوافق مع "بن جاسم". أما الملف الثالث فهو العلاقة مع إيران، حيث نجح الأمير الحالى "حمد بن خليفة" فى الابقاء على العلاقات مع طهران قائمة رغم كل الخلافات التى تبدو على السطح، ومن غير المرجح أن يقدم تميم على أى إجراء يخل بقواعد اللعبة الحالية. وكانت مجلة "الايكونومست" قد قالت فى تقرير حمل عنوان “الديمقراطية.. شأن يخص بقية العرب”: “إنه فى إمارة مثل قطر التى تقدم نفسها للعالم باعتبارها نموذجاً يُمول الإصلاح فى المنطقة- لم يفكر القطريون أن ما يعظ به قادتهم فى المحافل الدولية غير موجود لديهم، مضيفةً إن الأحزاب السياسية محظورة فى قطر، كذلك الأمر بالنسبة إلى المظاهرات والاتحادات النقابية والجمعيات. وأوضحت المجلة “أنه لا أحد فى قطر تقريباً يشير بصراحة إلى أهمية وجود مجلس تشريعى يتولى سلطة التشريع فى البلاد، وإذا قام الناس بالتعبير عن معارضتهم لهذا النوع من الممارسات فى قناة الجزيرة – المملوكة للدولة القطرية والتى تُشجع هذه المعارضة فى جميع أنحاء العالم العربى– فإنها تفعل ذلك همسًا. وقالت المجلة، حول ما يُثار عن تولى ولى العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى شئون البلاد خلفاً لوالده، “ليس واضحاً إلى الآن ما الفارق الذى سيحدثه الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، ولكن معظم ملوك الخليج يعلمون جيداً مدى إعجاب الأمير بجماعة الإخوان المسلمين وهو ما يعتبر للكثير منهم خطراً حقيقا . وختمت المجلة: “لا تتوقعوا تحركاً مفاجئاً نحو الديمقراطية فى قطر مع تولى تميم بن حمد آل ثانى خلفاً لوالده حمد بن خليفة آل ثانى".